الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تراث أفريقيا.. يعزف على أنغام المعاناة والهجرة

تراث أفريقيا.. يعزف على أنغام المعاناة والهجرة
20 ابريل 2018 21:21
فاطمة عطفة (أبوظبي) شهد المسرح المكشوف، أول من أمس، ضمن فعاليات اللوفر أبوظبي، عرضاً موسيقياً صوفياً راقصاً، قدمته فرقة «فيا صوفياتاون» من دولة جنوب أفريقيا، ويجمع العرض بين رقصة «البنتسولا» الشبيهة بالهيب هوب من جهة، وضربات الإيقاع والرقصات الأفريقية من جهة أخرى. حكايات قديمة جاءت العروض بأشكال متعددة من الرقص الشعبي والتراثي القديم، ممزوجاً بالغربي الحديث، ورافقها التصفيق والصفير وضرب الأقدام من جانب الجمهور الذي تفاعل معها ومع مقدميها، وكانت اللوحات المصورة من إحدى المدن القديمة وتراثها وفنونها الشعبية، تظهر على شاشة المسرح، وكأن العرض يصور حكاية قديمة لهذه المدينة باحتفال جماعي مملوء بالحيوية وحب الحياة. وعلى أنغام الموسيقى لفنانين من جنوب أفريقيا، مثل دوروثي ماسوكا أو ميريام ماكيبا، بدأ العرض بأداء ثنائي، حيث أخذ الراقصون جميعاً يؤدون أدوارهم بشكل مزدوج في رقصات «تسابا-تسابا» أو «كوفيفي»، التي قامت البنتسولا عليها، ترافقها موسيقى الجاز لثلاثة عازفين، لإحياء أبرز عصور الثقافة الأفريقية، وهي حقبة «أفريقيا السعيدة». أغانٍ حزينة وكانت أغلب المشاهد الفنية التي قدمتها الفرقة تحكي معاناة شعب هاجر من مدينته، وفي أكثر من مشهد يدخل الراقصون إلى المسرح وهم يحملون حقائب السفر، مرددين أغاني حزينة مصحوبة بموسيقى البيانو والسكسفون وآلات القرع، ولم تكن مشاهد السفر والهجرة وحدها التي ترافق المشاهد بل تطور الرقص إلى أن أصبح مزيجاً من الشعبي والباليه، مما يشير إلى أن هؤلاء الذين أجبرتهم ظروف الحياة على الهجرة إلى البلدان الغربية قد اندمجوا فيها وأتقنوا ما فيها من فنون حديثة، كما أن بعض المشاهد كانت خليطاً من رقص شعبي بشكل جلسات على الأرض وتصفيق وحركات غير منتظمة، وفجأة تتحول إلى حركات باليه على أنغام هادئة ومنسجمة. ثقافة البنتسولا كان العرض، الذي استمر على مدار ساعتين، مميزاً جداً في جميع المشاهد، مع إنصات الجمهور الذي امتلأت به ردهة المسرح المطل على ثلاث جهات بحرية، مما جعل الجميع يستمتعون بهذا الفن الراقي المتميز الذي عرض صوراً من تراث أفريقيا، وانسجامه أيضاً مع التطور والحداثة، واختتم العرض بتصفيق الحضور للفرقة، ومشاركتها الرقص في المشهد الأخير. يشار إلى أن فرقة «فيا كاتليهونج» أخذت اسمها من بلدة كاتليهونج في راند الشرقية، إحدى المناطق المحرومة التي ولدت فيها ثقافة رقصة البنتسولا، وتمتاز هذه الفرقة بالتمسك بهويتها الأصيلة، وتتمتع بأهداف تعليمية وثقافية واجتماعية موجهة نحو الشباب في دولة جنوب أفريقيا، وتعتبر ثقافة البنتسولا، مثل ثقافة الهيب هوب في أميركا وأوروبا، وهي تجمع بين الموضة والموسيقى والرقص ولغة الجسد والحوار بين المشاركين في أداء العرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©