الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نجاة مسؤول يمني من الاغتيال في صنعاء

26 مارس 2013 10:26
عقيل الحـلالي (صنعاء) - أُصيب مسؤول يمني ومرافقه وقُتل مرافق آخر أمس الاثنين في كمين نصبه مسلحون مجهولون وسط العاصمة صنعاء، في حادث هو الثاني، منذ السبت، تشهده المدينة التي تحتضن منذ الأسبوع الماضي مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يبحث إعداد دستور جديد وحل الأزمات الكبرى في اليمن. وذكرت وسائل إعلام يمنية أن مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة خاصة، فتحوا نيران أسلحتهم على سيارة كان تقل مسؤولاً حكومياً ومرافقيه في جولة عصر، تقاطع شارع الستين الشمالي مع شارع الزبيري الذي يفصل العاصمة صنعاء إلى قسمين. وقالت مصادر حكومية لـ(الاتحاد)، إن الهجوم استهدف رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، عبدالله عبيد الفضلي، الذي ينتمي إلى محافظة أبين الجنوبية، مسقط رأس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي. ووقع الهجوم على بعد مئات الأمتار من المنزل الشخصي للرئيس هادي، الذي كان قد عين الفضلي في منصبه الحالي في أبريل 2012 خلفا لأحد أصهار سلفه علي عبدالله صالح، الذي أُجبر على التنحي بداية العام الماضي تحت ضغط الشارع ووفق خطة لنقل السلطة قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي. وأسفر الهجوم، الذي تزامن مع إجراءات أمنية مشددة تشهدها العاصمة صنعاء منذ شهور، عن مقتل سائق سيارة المسؤول الحكومي الذي أصيب مع أحد أفراد حراسته، فيما لاذ المهاجمون بالفرار. وبعد دقائق، طوقت قوات الشرطة مكان الحادثة ومنعت المدنيين من الاقتراب، وباشرت بإجراءات التحقيق المتعددة. ورجح مسؤول حكومي ارتباط محاولة اغتيال الفضلي بالنزاعات على الأراضي والعقارات، التي تعد من أبرز مشكلات اليمن الداخلية، وتُتهم قيادات رفيعة في الدولة، عسكرية ومدنية، وزعامات قبلية بالتورط فيها. لكن صحفية “الأهالي” اليمنية الأهلية، وهي مناهضة للرئيس السابق الذي لا يزال يتمتع بنفوذ سياسي واجتماعي كبيرين، تحدثت نقلاً عن مصادر أمنية عن تقارير بشأن “تحضيرات لاغتيال قيادات جنوبية في العاصمة صنعاء لخلط الأوراق” بعد أقل من أسبوعين على انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي سيبحث 13 قضية على رأسها الاحتجاجات الانفصالية المتصاعدة في الجنوب منذ 2007. وكانت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني حذرت أمس الأول من وقوع أعمال عنف بالعاصمة صنعاء بهدف إفشال المؤتمر الذي يشارك فيه 565 عضواً يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة، أكبرها مكون الرئيس السابق وحلفائه. وشدد البرلمان اليمني، في رسالة وجهها أمس الاثنين إلى وزارة الداخلية، على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد كافة، مطالباً في الوقت ذاته بإزالة النقاط الأمنية المستحدثة خارج إطار الخطة الأمنية التي أقرتها “اللجنة العسكرية” بداية الشهر الجاري. ودعا البرلمان المواطنين كافة إلى “الوقوف جنباً إلى جنب مع المؤسسات الدفاعية والأمنية في سبيل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار” في البلاد. وواصل مؤتمر الحوار الوطني أعماله أمس وخصص جلستي أمس، الصباحية والمسائية، لتدريب المشاركين على “مهارات الحوار والتفاوض”. وقال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، إنه تم تقسيم أعضاء المؤتمر على أربع مجموعات “للانخراط في ورش عمل” هدفت إلى إكسابهم “مهارات الحوار والتفاوض وإدارة الوقت والاتصال، وغيرها من المهارات الأساسية التي من شأنها أن تسهم في إنجاح أعمال المؤتمر وتجويد مخرجاته”. كما بدأت أمس الاثنين المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار تسليم قوائم ممثليها في فرق العمل التسع إلى هيئة رئاسة المؤتمر، الذي سيستمر ستة شهور.ويعول اليمنيون كثيراً على مؤتمر الحوار الوطني، وهم أهم إجراء في عملية انتقال السلطة، على إخراج بلادهم من أزماتها المتفاقمة منذ سنوات.ورحبت الخارجية اليابانية، في بيان أصدرته أمس الاثنين، بانطلاق مؤتمر الحوار اليمني، واعتبره “خطوة هامة للانتقال السياسي” في هذا البلد. وأبدت تفاؤلها بأن يتمكن اليمن من حل كافة التحديات الراهنة “بطريقة سلمية من خلال مؤتمر الحوار”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. من جهة ثانية، قمعت قوات مكافحة الشغب اليمنية أمس الاثنين اعتصاماً للمئات من طلاب كلية الشرطة في صنعاء، كانوا يطالبون بإقالة مدير الكلية العميد عبدالله هران. وأوضحت المصادر أن قوات مكافحة الشغب استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لفض الاعتصام، ما أدى إلى إصابة العشرات جراء استنشاقهم الغازات الحارقة وتعرضهم للضرب. ونفت المصادر إطلاق قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي على المحتجين، إلا أن سكان محليون أكدوا سماعهم دوي إطلاق نار داخل مبنى كلية الشرطة، الذي تم تعزيز محيطه بسيارات عسكرية ومفصحات. من جانب اخر يرأس الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، وفد بلاده في القمة العربية التي تستضيفها قطر اليوم الثلاثاء. وكان هادي انتخب بتوافق بداية العام الماضي رئيساً مؤقتاً لليمن خلفاً لسلفه علي عبدالله صالح، الذي أجبر على التنحي تحت ضغط الشارع ووفق اتفاق لنقل السلطة قدمته دول مجلس التعاون الخليجي. وقال هادي، لدى مغادرته مطار صنعاء الدولي مساء الاثنين متوجهاً إلى الدوحة، إن القمة العربية التي تستضيفها قطر يومي الثلاثاء والأربعاء “تكتسب أهمية خاصة كونها تنعقد في ظروف بالغة التعقيد على صعد شتى”، مشيراً إلى أن الاضطرابات التي يشهدها أكثر من قطر عربي تستحق “الوقوف والتدارس بهدف إيجاد المخارج والحلول المستحقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©