السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: الاكتشافات تؤكد أهمية بلادنا الاستراتيجية عبر التاريخ للربط بين الحضارات

محمد بن راشد: الاكتشافات تؤكد أهمية بلادنا الاستراتيجية عبر التاريخ للربط بين الحضارات
4 يوليو 2016 15:57
دبي (وام) دشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مساء أمس، بحضور ولي عهده سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، متحف ساروق الحديد في منطقة الشندغة في بر دبي الذي يضم آلاف القطع الذهبية والبرونزية والحديدية المكتشفة في الموقع الأثري «ساروق الحديد» في صحراء الربع الخالي الكبرى إلى الجنوب من إمارة دبي، إلى جانب بقايا حيوانات وأسماك وجرار فخارية، وما إلى ذلك. أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال جولته داخل المتحف، عن سعادته بهذا الاكتشاف التاريخي، واعتزازه بتاريخ بلادنا العريق الذي يضرب بجذوره في أعماق صحرائنا منذ آلاف السنوات، ما يؤكد أن منطقتنا كانت وما زالت ذات أهمية تاريخية واستراتيجية لجهة الربط بين حضارات العالم تجارياً وثقافياً، وغير ذلك. وأثنى سموه على جهود بلدية دبي وعلماء الآثار فيها والعلماء العالميين الذين ينقبون في هذا الموقع التاريخي والآثاري المهم الذي اكتشفه سموه بنظرته الثاقبة صدفة. وأبدى سموه ارتياحه لتخصيص منزل الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم ليكون حاضناً لمكتشفات موقع «ساروق الحديد»، ووصف سموه المتحف بأنه ذاكرة التاريخ، ومرجع أساسي للباحثين والمؤرخين والدارسين من حيث المقتنيات والمعلومات التي تؤرخ لحقب متعاقبة من تاريخ شعبنا ومنطقتنا الحافل بالإنجازات. وأضاف سموه «إن المتاحف تعكس ثقافة الشعوب وأنماط حياتها منذ وجدت الحياة على سطح الأرض، وهي كذلك خزان للمعلومات التاريخية والمقتنيات الآثارية، فهي رمز حضارة كل بلد وتاريخه القديم والحديث، لأن شعباً بلا تاريخ يعني بلا هوية». وبارك سموه جهود اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع «متحف الشندغة المفتوح» التي تضم معالي محمد أحمد المر ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس والمهندس حسين ناصر لوتاه وهلال سعيد المري والمهندس رشاد بوخش. وقد شاهد سموه والحضور داخل حجرة مظلمة، عرضاً مرئياً يحكي قصة اكتشاف هذا الموقع التاريخي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء تحليقه على متن طائرة مروحية فوق المنطقة، وشاهد كثباناً رملية بألوان مختلفة عن محيطها الصحراوي، ما تبادر إلى ذهن سموه على الفور أن هناك شيئاً تخفيه هذه الكثبان داكنة اللون، وقرر سموه أن يعود إلى المنطقة، وكان ذلك في عام 2002 مصطحباً نخبة من علماء الآثار العالميين والمحليين الذين أكدوا لسموه أنها منطقة أثرية تاريخية، وكانت تعيش فيها قبائل عربية قبل 5000 عام، وتبين في العرض المرئي ما يحتويه الموقع من بقايا حيوانات مستأنسة كالإبل والغزلان، وكذلك الأفاعي، إلى جانب قطع برونزية وذهبية وحديدية وأوانٍ فخارية، كان قاطنو المنطقة يستخدمونها في العصرين الحجري والبرونزي ثم العصر الحجري، يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام خلت، وهذا ما يعكس أهمية إمارة دبي ودورها التاريخي والريادي منذ تلك الفترة في الربط بين الحضارات القديمة حتى يومنا الحاضر. وشاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العديد من مكتشفات «ساروق الحديد» الذي تشرف على عمليات التنقيب فيه بلدية دبي التي حرصت على افتتاح متحف للاحتفاظ بهذه المكتشفات التاريخية في بيت الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم في منطقة الشندغة، لتبقى شاهداً على حضارة شعبنا وتاريخه المتجذر في رحم أرضنا الطيبة. ومن مقتنيات المتحف التي شاهدها سموه ومرافقوه، أكثر من عشرة آلاف قطعة ما بين سيوف وخناجر وحلي ذهبية وبرونزية وبقايا حيوانات وأسماك، كان السكان في المنطقة يصطادونها من السواحل المحيطة بأرض الجزيرة العربية، وهناك المزيد من المكتشفات والكنوز التاريخية التي يتم التنقيب عنها بواسطة علماء متخصصين، خاصة بعد اكتشاف ثلاثة آلاف قطعة تضاف إلى العشرة آلاف الأولى التي يجري حالياً تنظيفها وترميمها وتسجيلها تمهيداً لضمها إلى مقتنيات المتحف، وتقدم هذه القطع حسب الشرح الذي قدمه المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، أمام صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وولي عهده والحضور، أدلة علمية غاية في الأهمية عن الصناعات المعدنية في شبه الجزيرة العربية التي كانت منتشرة فيها خلال العصر الحديدي. وخلال جولته في أقسام وغرف المتحف، شاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عرضاً مرئياً آخر حول أسرار موقع «ساروق الحديد» الغامض والمفعم بالأسرار، حيث في الوهلة الأولى يبدو مكان الموقع غير مشجع، فـ «ساروق الحديد» بعيد عن البحر وعن جبال الحجر الغنية بالرسوبيات النحاسية، والسؤال هنا - لماذا اختار سكان العصر الحديدي هذا المكان؟؟ لم يعرف الجواب بعد، لكن من الواضح أنه كان هناك محفزات جذبتهم إلى الموقع، والسر الآخر الذي يحتاج إلى اكتشاف هو أن لا دليل واضحاً على وجود قرية أو مدينة في الموقع، لذا لا يمكن الجزم بأن الناس عاشوا فيه بشكل دائم، لكن تتوافر أدلة كثيرة بأن هناك تصنيعاً وصناعة للقطع المعدنية في هذا المكان. ومن أسرار الموقع التي تضمنها العرض، تتعلق بالصناعات التي كانت تتم هناك آنذاك، حيث تبين أنها تشمل قطعاً معدنية متقنة، وتم اكتشاف الكثير من القطع البرونزية والحديدية، إلا أن الحرفيين في الموقع كانوا يعملون في صناعة الحلي الذهبية، والتي على الأغلب كانت تصنع للاستخدام المحلي أو للتجارة مع المناطق الأخرى. وذكر المهندس حسين لوتاه أن سموه كان قد أمر بتحويل منطقة الشندغة إلى متحف مفتوح، يضم متحف عائلة آل مكتوم الحاكمة في إمارة دبي، ومتحف العطور وقاعة الاستقبال الرئيسة التي ستبنى على شكل هرم زجاجي ضخم، يحاكي الهرم الزجاجي في متحف اللوفر الفرنسي في باريس. حضر حفل تدشين متحف ساروق الحديد، سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد أحمد المر، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©