السنيورة للمعارضة: العناد لا ينفع

تنطلق اليوم جولة جديدة من الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان لتسمية رئيس الوزراء الذي سيكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. ولا يزال زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري الأوفر حظاً لهذا المنصب، رغم اعتذاره عن المهمة بعد 73 يوماً من تكليفه الأول. وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال النائب فؤاد السنيورة ترشيحه الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة، وقال بعد لقائه سليمان أمس «إنه يدعو الجميع للتطلع والتبصر والعودة إلى الدستور وما ينص عليه». وأضاف: «إن الدساتير ليست لتوضع في الخزانة بل لنلتزم بها بدقة وبروحها ونصها»، لافتاً إلى أن العناد لا ينفع، وأن الجميع قبل الانتخابات النيابية أعلنوا القبول بنتائجها وبما ستقرره. وقال النائب أحمد فتفت عضو تكتل «لبنان أولاً»، الذي يتزعمه الحريري ويضم 40 نائباً: «إن التكتل سيعيد تكليف الحريري»، وأضاف في حديث تلفزيوني: «إن التكليف الأول كان فيه سياسة اليد الممدودة، إلاّ أنه شعر بأن هذه السياسة لم تلق تجاوباً مع الفريق الآخر». ولفت إلى أن هذه السياسة ستتغير، وأن الحريري كان واضحاً عندما قال إنه يجب احترام الصلاحيات الدستورية، ولن يقبل بفرض أي شروط عليه في عملية التكليف الجديدة. وقال وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال إيلي ماروني باسم كتلة «زحلة بالقلب» وحزب «الكتائب» «إن الحريري هو رجل المرحلة الراهنة، ولن نضع أي شرط مسبق عليه، بل سنسميه رغم التحفظ على حصة الكتائب في الحكومة». كما شدد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي على أولوية تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن نواب «اللقاء الديمقراطي» سيسمون النائب الحريري مجدداً لتشكيل الحكومة، وان على المعارضة ان تبادله بالمثل التنازلات التي قدمها. وقال النائب المعارض ميشال موسى (كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري)، إن موقف الكتلة لم يتغير وسيسمي الحريري مع صيغة حكومة وحدة وطنية، إذ إن بري لا يزال يلعب دوراً وفاقياً ويتمسك بصيغة 15-10-5». ورفض مصدر في «حزب الله» تحديد مرشحه لرئاسة الوزراء، وقال إنه قد لا يسمي أحداً. فيما جاهر النائب نبيل نقولا عضو تكتل «التغيير والإصلاح» بزعامة النائب ميشال عون بتأكيد أن التكتل لن يسمي الحريري وانه ربما يطرح النائب السابق بهيج طبارة أو الوزيرة السابقة ليلى الصلح. ورجحت مصادر أن ينال الحريري ما بين 86 و90 صوتاً من أصل 128 في الاستشارات النيابية، وتوقعت أن تستغرق عملية تشكيل الحكومة المقبلة اقل من شهر واحد. ولم تستبعد المصادر أن يبقى تكتل عون خارج الحكومة المقبلة، وتأليف حكومة على غرار حكومة تصريف الأعمال الحالية، تشارك فيها المعارضة مجتمعة بعشرة وزراء.