رانجون (وكالات) - حذر نظام ميانمار أمس من “التطرف الديني”، واعدا ببذل كل ما في وسعه لاستتباب النظام، بعد أعمال العنف التي اندلعت بين بوذيين ومسلمين. وأعلن المكتب الصحفي للحكومة في بيان بثه التلفزيون أن “الحكومة ستعاقب كل الأعمال الإرهابية، بما فيها التحريض على العنف الديني والعرقي”.
وأضاف البيان “اليوم وبينما تحاول الحكومة المضي قدما في الإصلاحات الديمقراطية والتنموية يجب على الشعب أن يحترس من أي عمل إرهابي أو تطرف ديني”.
وما زالت ظروف أحداث ميكتيلا غامضة، لكن يبدو أنها اندلعت إثر شجار بين بائع وزبائن في سوق وتحولت إلى مواجهات دمرت المدينة وخلفت 32 قتيلا واكثر من تسعة آلاف نازح.
وحذر محللون من مغبة شرخ ديني حقيقي يطرح تحديا كبيرا للنظام الإصلاحي الحاكم منذ تنحي النظام العسكري قبل سنتين أن في بلد تعتبر فيه البوذية جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية. وأوضح البيان أن النازحين سيعودون إلى ديارهم في أسرع ما يمكن حسب الظروف الأمنية وأن “مناقشات بدأت من أجل إعادة الثقة بين المجموعات” الاتنية لتهدئة الخواطر”. وقد دعا مسؤولون بوذيون ومسلمون وهندوس ومسيحيون أمس الأول إلى المصالحة الوطنية عبر الصحافة الرسمية.
يذكر أن حدة التوتر زادت بين البوذيين والمسلمين الذين يمثلون أقل من 5 % من تعداد سكان ميانمار.
واندلع القتال بين البوذيين والمسلمين الأربعاء الماضي في بلدة ميكتيلا وسط البلاد. وتردد أن الاشتباك كان نتيجة خلاف عندما حاول زوجان بوذيان بيع دبوس شعر لتاجر ذهب مسلم. واستمر العنف أياماً عدة، وشارك فيه البوذيون والمسلمون على السواء.
قال سكان ومسؤولون أمس إنه تم إغلاق المحال في أحياء مدينة رانجون خشية اندلاع اشتباكات طائفية في العاصمة السابقة لميانمار وأكبر مدنها.
وتأتى هذه المخاوف في أعقاب اشتباكات ميكتيلا، وعقب قيام محرضين بنشر شائعات أمس تتحدث عن هدم مساجد في رانجون، وذلك بحسب ما قالته سياسية معارضة.
وقالت بوي بوي ثين عضو البرلمان عن حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية المعارض إن سيارتين جابتا أحياء يانجون التي بها أغلبية مسلمة كبيرة بعد منتصف الليل وكان ركابها يصيحون قائلين “تم هدم المساجد”. وأضافت إن الرجال المسلمين خرجوا من منازلهم مسلحين بالسيوف والعصي عندما سمعوا ذلك. وقالت “بعض الرجال هاجموا مجموعتنا عندما ذهبنا لنوضح لهم أنه لم يتم هدم أي مساجد”.
عدد اليوم
