الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقاب الطاقة

15 يوليو 2008 01:59
بعد ثلاثة أيام على قيام جمهورية التشيك بتوقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة تقضي باستضافتها لرادار مخصص للرصد تابع لنظام مضاد للصواريخ الباليستية تعارضه روسيا بقوة، أعلنت السلطات في براغ عن تسجيل تراجع في إمدادات النفط الروسية التي تصل إلى البلاد، إلا أن المسؤولين التشيكيين رفضوا في بيان يوم الجمعة الماضي ربط التراجع في الإمدادات بذلك الاتفاق· فعلى الرغم أن إمدادات النفط يمكن أن تتذبذب لأسباب تقنية، إلا أن التشيكيين يشتبهون في أن للأمر صلة بالاتفاق، ويعتزمون طلب تفسيرات من الروس بشأن ذلك· وتقول روسيا إن الصواريخ التي يراد بها إسقاط صواريخ أخرى تشكل تهديدا بالنسبة للردع النووي الروسي، هذا في حين تقول إدارة الرئيس الأميركي ''جورج بوش'' إنها تهدف إلى الرد على تهديد محتمل من إيران، وبمقتضى الاتفاق، وافق التشيكيون على قيام الولايات المتحدة بنصب رادار للرصد على الأراضي التشيكية يرتقب أن يتم ربطه بصواريخ اعتراضية تنصب في بلدان أخرى، ولذا فهي تجري حاليا مفاوضات مع بولندا وليتوانيا بشأن استضافة هذه الصواريخ· وفي واحد من أولى الاختبارات التي يواجهها بخصوص السياسة الخارجية منذ أن أصبح رئيسا لفدرالية روسيا، أوضح ''ديمتري ميدفيديف'' هذا الأسبوع أن روسيا ستتخذ إجراءات انتقامية، مضيفا: ''إننا قلقون جدا بسبب هذا الوضع، ولكننا لن نتصرف بشكل هيستيري، وإنما سنفكر في خطوات للرد''· وكانت وزارة الصناعة والتجارة التشيكية قد أعلنت أن الشحنات النفطية التي تصل إلى المصافي التشيكية عبر أنبوب ''دروجبا'' -بين الحقول في سيبيريا وجمهورية التشيك- قد أخذت في التراجع، ولكنها لم توضح حجم ذلك إلا أنها حاولت تحديد سبب ذلك عن طريق السفارة التشيكية في موسكو''، وقد رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التشيكية ربط نقص الإمدادات النفطية بموافقة بلدها على استضافة الرادار المضاد للصواريخ قائلة: ''إننا لا نريد أن نقول إن الأمرين مرتبطان''، مضيفة أن الوزارة تأمل في الحصول على توضيحات يوم الاثنين· وعلى أي حال، فإن الثابت هو أن جمهورية التشيك هي أكثر ضعفا بكثير من أوكرانيا التي تضررت كثيرا من قطع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي قبل سنتين، ولعل هذا ما دفع التشيكيين في عقد التسعينيات ببناء أنبوب نفط عابر للدول -بثمن باهظ- لإيجاد بديل للنفط الروسي وزيادة استقلالهم عنه، حيث يستفيد هذا الأنبوب من الشبكات الأوروبية الغربية التي تصلها الإمدادات من الشرق الأوسط وبحر الشمال· وقد أعلنت وزارة الصناعة والتجارة أن طريق الإمدادات هذه يمكن أن تعوض عن إغلاق روسي كامل· وفي هذه الأثناء، يرى عدد من المراقبين أن القيادة الروسية، التي زادها ثراؤها الجديد قوة وجرأة، عاقدة العزم اليوم على استرجاع مناطق نفوذ قديمة ضاعت منها في أوروبا الشرقية، فروسيا تعد اليوم أكبر مُصدر للطاقة في العالم في حال احتسبنا النفط والغاز الطبيعي معا، وهي المورد الرئيسي لكثير من دول أوروبا الشرقية للوقود، وهو ما يثير بعض المخاوف من تسييس الطاقة، في وقت تعرف فيه الأسعار العالمية ارتفاعات قياسية شبيهة بتلك التي حدثت إبان الحظر النفط العربي ضد الولايات المتحدة عام ·1973 بيد أن المسؤولين الروس ينفون بشكل دائم استغلال الطاقة كوسيلة من وسائل السياسة الخارجية، وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الروسية ''إينترفاكس'' عن رئيس الوزراء الروسي ''فلاديمير بوتين'' يوم الجمعة قوله: إن روسيا ''تعتزم الالتزام بجميع تعهداتنا تجاه شركائنا الخارجيين اليوم، على المدى المتوسط وعلى المدى البعيد، إننا نعتزم التصرف على نحو مسؤول، مثلما جرت العادة''· غير أن شركة الغاز الروسية العملاقة ''غازبروم'' قامت في يناير 2006 بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوكرانيا لثلاثة أيام، وذلك بعد نحو عام على تنصيب الحكومة الموالية للغرب نتيجة المظاهرات الاحتجاجية التي عرفت باسم ''الثورة البرتقالية''، حيث كان القطع ظاهريا بسبب نزاع حول طريقة التسعير، وفي وقت لاحق من عام ،2006 وبعد أن قامت السلطات الليتوانية ببيع مصفاة نفط مهمة إلى شركة غير روسية، قامت الشركة التي تدير الأنبوب الروسي بإغلاق الأنبوب الذي يغذي تلك المصفاة، وأعزي الأمر إلى مشاكل تقنية· آندرو إي· كريمر- موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©