الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقتربوا من أبنائكم

25 مارس 2015 23:25
«جاءتني دعوة لحضور حفل غنائي لابني الصغير، قدمها لي بسعادة، وهو على أمل أن أحضر الحفل، تسلمت الدعوة، وفي بالي ظهرت أجندة أعمالي التي تمتلئ بكثير من المهام الموكلة لي، ترددت في الذهاب، ولكن جملة «أنتظر وجودك يا أمي» هزتني، ما جعلني أنظم جدول أعمالي، وأضغط على نفسي لحضور الحفل، وعندما ذهبت إلى الحفلة فوجئت بالزحام الشديد، الأمر الذي جعلني أجلس في المقاعد الأخيرة، وما أن بدأ الحفل حتى رأيت ابني يعتلي المنصة وناديته بأعلى صوتي حتى سمعني، ورأيت سعادة الدنيا في وجهه بقدومي، وبعد انتهاء الفقرة أخذني ليعرفني على أصدقائه، وكأنه يبعث لهم برسالة حب يقول فيها: أمي معي وتشاركني كل شيء». لا يمكن تصديق مدى سعادة الأبناء حين نشاركهم نشاطاتهم وإبداعاتهم لنشهد بذلك تميزهم في الوسط المجتمعي، فحتى إن بلغت متاعب الحياة ومشاغلها عنان السماء، فإنه يتوجب علينا تنظيم أوقاتنا وترتيب جدول أعمالنا من أجل مشاركة أبنائنا، فكم مقصراً في ذلك؟ لابد أن عددهم كبير، فهذا يتعلل باجتماعاته، وتلك الأم منشغلة بعملها وطموحاتها، والبعض الآخر لاه بمشاغل الدنيا وحب التسوق وتفضيل وجبة الإفطار في أجمل الردهات، تاركين الأبناء في زاوية الإهمال غير مدركين أن الأبناء نعمة من نعم الرحمن، ويجب علينا الحفاظ على هذه النعم بالاهتمام بها وبتربيتها ومشاركتهم حياتهم العلمية والعملية، فهم من أوصانا بهم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم في حسن تربيتهم ومصاحبتهم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يصاحب الأطفال في الطريق، وكان واعظاً ومعلماً على قدر عقولهم، لأن ديننا أعطى الإنسان مكانة، وللطفل حق أن يصحب الكبار ليتعلم منهم، فتتغذى نفسه، ويتلقح عقله بلقاح العلم والحكمة، والمعرفة والتجربة، فتتهذب أخلاقه، وتتأصل عاداته، ويصبح فرداً فعالاً في المجتمع. كونوا مقربين إلى أبنائكم، وحافظوا على فلذات أكبادكم، واكسبوا قلوبهم الصغيرة بالتقرب من أفكارهم ومشاركتهم طموحاتهم وإدراك ما يجول في خواطرهم، فهذه المشاركة وإن كانت في نظركم صغيرة، فإنها في عيونهم هي السعادة الحقيقية التي تكون بداية لطريق التميز والإبداع، فبها يصلون إلى الغايات التي كانت مستحيلة، ويحققون الأهداف التي يظن الكثيرون أنها خيال في خيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©