أوباما يدعو مجموعة العشرين إلى إصلاح النظام المالي العالمي

دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس قادة مجموعة العشرين لدعم إجراء إصلاحات عميقة في قواعد النظام المالي العالمي. وتجتمع مجموعة العشرين، التي تضم الاقتصادات الكبرى من الدول الصناعية والناشئة، في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لمناقشة تطورات الأزمة الاقتصادية العالمية. واعتبر أوباما أن الأزمة المالية كانت نتيجة «قصور مشترك» في حس المسؤولية لدى واشنطن بوول ستريت، وطالب بضوابط جديدة صارمة للنظام المالي وحذر وول ستريت من أنه لن يسمح بالعودة إلى «التصرفات المتهورة» و»التجاوزات» التي ساهمت في الازمة المالية. واعتبر اوباما في خطاب ألقاه في نيويورك أنه «من الأساسي إصلاح الخلل في النظام المالي العالمي»، وتابع «إن الولايات المتحدة، إذ تعمد إلى إصلاح واسع النطاق لأنظمة قوانينها، ستعمل في الوقت ذاته على حمل باقي العالم على القيام بالأمر نفسه». وحث الرئيس الأميركي المؤسسات المالية على عدم محاربة الاصلاح التنظيمي وحث الكونجرس على الموافقة على مقترحاته بحلول نهاية العام. وقالت وزارة الخزانة الأميركية أمس إن النظام المالي في الولايات المتحدة ما زال هشاً، وإن سحب إجراءات التحفيز يجب أن يتم بحذر لتجنب إحباط الانتعاش الوليد. وقال أوباما «في الوقت الذي ما زالت فيه هناك ضرورة لتدخل الحكومة لإرساء الاستقرار بالنظام المالي .. فإن تلك الضرورة تتضاءل»، وقال وزير الخزانة تيموثي جيتنر إن من الحيوي أن يقر الكونجرس إصلاح القواعد التنظيمية بنهاية العام. وقال أوباما في كلمة بمناسبة مضي عام على انهيار بنك ليمان براذرز «قبل عام مضى.. شهدنا بشكل صارخ كيف يمكن ان تخطئ الاسواق.. وكيف يمكن لنقص لوائح الفطرة السليمة ان يؤدي الى تجاوز وانتهاك.. والى أي مدى يمكن ان نقترب من حافة الهاوية»، وتابع «بعد مضي عام.. يتعين علينا ان ننفذ تلك الاصلاحات التي تمنع أي تكرار لذلك النوع من الأزمة». وقال اوباما في خطاب أمام عدد من كبار مسؤولي القطاع المالي «إن البعض في القطاع المالي يخطئون للأسف في قراءة المرحلة الراهنة»، وأضاف «بدل ان يستخلصوا العبر من (إفلاس) ليمان والأزمة التي لم يخرجوا منها بعد، فهم يختارون تجاهلها»، وتابع «لذلك أريدهم ان يسمعوني جيدا: لن نعود الى فترة التصرفات المتهورة والتجاوزات الخارجة عن السيطرة التي تقع في صلب هذه الازمة، حين كان العديد يتصرفون مدفوعين فقط بالرغبة في إتمام صفقات سريعة وجني ارباح طائلة». كما نفى الرئيس الاميركي تهم اتباع سياسات حمائية، الموجهة إليه في خضم المعركة الجارية مع الصين حول الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الاطارات الصينية الصنع، مؤكداً في الوقت نفسه حرصه على تنفيذ الاتفاقات التجارية الموقعة. واعتبر اوباما أنه من «الأساسي» تطبيق سياسة لتنمية التجارة العالمية، لكنه حذر في خطاب مهم حول الاقتصاد ألقاه في قاعة مانهاتن هال التاريخية، على مسافة بضعة مبان من وول ستريت أمام عدد من كبار قادة المالية، من أن «اي نظام تجاري لن يكون مجدياً أن لم نطبق الاتفاقات التجارية». وقال إنه حين يتم فرض رسوم جمركية جديدة على الاطارات الصينية الصنع، «فإننا لا نتصرف بدافع الاستفزاز أو نشر حمائية ستنقلب ضدنا حتماً، بل نفعل ذلك لأن تطبيق الاتفاقات التجارية يندرج في إطار الحفاظ على نظام تجاري منفتح وحر».