أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس عن أمله في توصل السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية إلى اتفاق حول قضيتي الأمن والحدود خلال 4 أشهر من المفاوضات غير المباشرة بوساطة مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. ودعا العرب إلى الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، فيما جدد دعوته الفلسطينيين إلى مقاطعة منتجات المستوطنات اليهودية المبنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال عباس أثناء استقباله مجموعة من المتطوعين الشبان في حملة “من بيت الى بيت لمقاطعة منتجات المستوطنات” أمام منزله في رام الله "إن المباحثات غير المباشرة التي يديرها السناتور جورج ميتشل، المبعوث الأميركي لعملية السلام، شملت جولتين حتى الآن، الأولى تناولت قضيتي الحدود والأمن والثانية كان يحمل فيها أسئلة مهنية وقانونية". وأضاف "إلى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك تقدما أم لا، ولكن نرجو أن تسير الأمور في هذا الاتجاه بحيث يتم خلال الفترة التي اتفقنا عليها، وهي أربعة اشهر، إنجاز ملف الحدود وملف الأمن".
إلى ذلك، قال عباس للصحفيين “نحن اتخذنا مرسوماً من أجل منع مثل هذه البضائع من دخول البيوت الفلسطينية، وأنا أطلب من كل المواطنين الفلسطينيين أن يقاطعوا هذه البضائع”. وأضاف بعدما ألصق على باب منزله ملصقاً يؤكد خلوه من منتجات المستوطنات “نحن سعداء جداً بشبابنا وأبنائنا الذين تطوعوا من أجل إخلاء البيوت الفلسطينية من منتجات المستوطنات المبنية على أراضينا.لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نستهلك بضائع منتجة من أراضينا التي بنيت عليها المستوطنات”.
ورفض عباس وصف مسؤولين إسرائيليين للحملة بأنها “تحريض ضد إسرائيل”، قائلاً “مفهوم طبعاً أننا لا نقاطع إسرائيل وإنما من هذه المستوطنات. نحن لا نحرض ضد إسرائيل ولا نريد أن نقاطع بضائع تأتي من إسرائيل، لأننا نعرف تماماً أننا حسب الاتفاقيات بيننا وبينهم نستورد منهم أشياء كثيرة بقيمة ثلاثة مليارات دولار (أميركي). هذا موضوع منفصل عن موضوع المستوطنات.” وأضاف”لا يخلطوا الأمور ولا يقولوا تحريضا. نحن لا نحرض، نريد أن نعيش مع دولة إسرائيل بأمن واستقرار وكرامة، لنا كرامتنا ولهم كرامتهم، نحن لنا بلدنا المستقل وهم لهم أمنهم”. واستشهد عباس بإصدار 15 قراراً دولياً ضد الاستيطان. وقال “إن هناك أكثر من خمسة عشر قرارا أممياً صدر عن مجلس الأمن الدولي يؤكد أن الاستيطان غير شرعي. وبالتالي عندما نقاطع غير الشرعي، نحن لا نقوم بعمل غير شرعي”.
ونفى عباس صحة تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن قبول السلطة الوطنية الفلسطينية بمضاعفة مساحة المناطق التي سيتم الاتفاق عليها في إطار تبادل الأراضي مع إسرائيل. وقال “نحن لم نتفق على المساحات. نحن متفقون على مبدأ التبادلية بالقيمة والمثل لكن لم نصل الى اتفاق إطلاقاً”.
وقال عباس خلال استقباله الرئيس التنفيذي لشركة “ديار” القطرية غانم سعد السعد في رام الله على إن الاقتصاد الفلسطيني يحتوي على فرص استثمارية كبيرة والسلطة الوطنية الفلسطينية تبذل كل ما في وسعها لإيجاد مناخ استثماري مناسب في الأرض الفلسطينية”. وأضاف إن الاستثمار العربي في الأراضي الفلسطينية “يدعم بشكل مباشر الاقتصاد الوطني ويعمل على تشجيع صمود المواطن الفلسطيني في أرضه”.
محافظ القدس يطالب بالدفاع عن المنازل المهددة بالهدم
رام الله (الاتحاد) - طالب محافظ القدس المحتلة عدنان الحسيني أمس الفلسطينيين بالعمل الجاد شعبياً ورسمياً من أجل تفجير هبة جماعية واحدة للدفاع عن منازل الفلسطينيين المهددة بالهدم هناك. وقال الحسيني في تصريح صحفي إن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس تتلاعب بعواطف المقدسيين وتجعلهم يعيشون تحت مقصلتها عبر هدم البيوت وتهجير الناس وجعل حياتهم صعبة. وأضاف "يجب التمركز بجانب المنازل المنوي هدمها بشكل دائم من أجل منع أي عملية هدم". واستطرد قائلاً "إن إسرائيل خرجت عن كل مألوف وجميع القوانين الدولية، تعيش في فلك لوحدها، معزولة سياسياً ومن قِبَل أصدقائها، هناك تغيرات جوهرية في مواقف العالم اتجاهها، لكن الحكومة الإسرائيلية ماضية فيما تفعل ولا توجد لها آذان لتسمع وتحلل ما يحدث في العالم". وأوضح "كانت القضية الفلسطينية غير موجودة في أجندة العالم والآن أصبحت الأجندة الفلسطينية موجودة، حتى أميركا تقول إن حل القضية الفلسطينية هو أمن قومي لها. لكن تبقى القضية صعبة وما علينا سوى الصمود، لأن هناك تغيرات كثيرة لصالحها". وخلص إلى القول "إن الواجب يحتم على المقدسيين والفلسطينيين الوقوف صفاً واحداً، لا يوجد ما يقف أمام قوات الاحتلال في هجمتها الشرسة على القدس سوى المقدسيين أنفسهم الى جانب المتضامنين الأجانب". إلى ذلك ذكرت “لجنة حي البستان للدفاع عن بيوت المقدسيين” أن بلدية الاحتلال قررت هدم عمارات “الشيخ” في حي الشيخ جراح التي تضم 34 شقة وأمهلت سكانها حتى منتصف شهر يونيو لإخلائها. وطالبت المقدسيين الوقوف إلى جانب السكان في مواجهة ذلك.
عدد اليوم
