الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ماذا يفعل أوباما وحيداً خلال الليل في البيت الأبيض؟

ماذا يفعل أوباما وحيداً خلال الليل في البيت الأبيض؟
4 يوليو 2016 18:07
هل ما زلت مستيقظاً؟... عندما تصل رسائل من هذا النوع بعد منتصف الليل، من عنوان بريد إلكتروني لا يعرفه الكثيرون إلى متلقيي الرسائل المنهكين، فإن ذلك يعني لهم شيئاً واحداً: أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يخلد للنوم بعد. الغريب أن هذه الرسائل، والتي تُكتب على هاتف مُؤمن من طراز «بلاك بيري» كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، لا تتمحور دائماً حول السياسة فحسب، فبعضها قد يكون عبارة عن تهكم على من هي مُرسلةٌ إليه، لأن الفريق الرياضي الذي يشجعه خسر في منافسة ما. وأحياناً ما يظل أوباما ساهراً حتى ساعة متأخرة من الليل، فقط لصياغة تصريحاتٍ من المنتظر أن يدلي بها في الصباح، كما حدث مؤخراً، حينما قضى ثلاث ساعات كاملة، لإعداد رده على تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة دونالد ترامب، بشأن الهجوم الأخير الذي وقع في مدينة أورلاندو. اللافت، أن أوباما يصف نفسه بأنه «شخصٌ ليلي»، ويرى أن الساعات الطويلة التي يقضيها في العمل وحيداً خلال الليل، لا تقل أهمية عن ذاك الوقت الذي يقضيه في مكتبه البيضاوي خلال النهار. فبرنامج أوباما اليومي، عندما يكون في البيت الأبيض، يتمثل عادةً في تناول العشاء في السادسة والنصف مساءً، بحسب «نيويورك تايمز»، وبعدها يتجه إلى غرفة تقع في الطابق الثاني من المقر الرئاسي الأميركي، تُعرف باسم «غرفة المعاهدة»، وفي هذه الغرفة التي تمثل مكتبه الخاص هناك، يقضي أوباما ما يتراوح بين أربع إلى خمس ساعات كل ليلة، وحيداً على الأغلب. وفي تلك الفترة، يعكف الرئيس الأميركي على صياغة خطاباته، وقراءة أكداس من الملخصات، التي يتسلمها فريق السكرتارية العامل معه في الثامنة مساءً يومياً. بجانب ذلك، يطالع الرجل 10 رسائل يختارها له موظفوه من تلك التي يبعثها له مواطنوه. ولكن هناك وقتاً للترفيه كذلك، ففي هذه الساعات يشاهد أوباما ما تبثه محطة «إي إس بي إن» التليفزيونية، ويقرأ روايات، ويمارس بعض الألعاب الإلكترونية مع أصدقائه، من على جهاز ال«آي باد» الخاص به. نتيجة لهذا كله، لا تتجاوز ساعات نوم الرئيس الأميركي خمساً بالكاد، وهو يشبه في ذلك الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي كان يسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، بعكس جورج بوش الابن، خليفة كلينتون وسلف أوباما، الذي كان يخلد للنوم في العاشرة مساءً حتى يتسنى له الاستيقاظ مبكراً. وفي السنوات الأولى لأوباما في البيت الأبيض، كان يلعب البلياردو بعد العشاء، مع سام كاس، الذي كان وقتذاك مسؤولاً عن الشؤون الشخصية لأسرة الرئيس، ثم يقضي بعض الوقت مع ابنتيه، الطفلتين آنذاك، قبل نومهما، ولكنه الآن، وبعد أن كبرت كريمتاه، أصبح يتجه مباشرة إلى «غرفة المعاهدة»، التي تحمل هذا الاسم نسبةً إلى الوثائق التاريخية العديدة التي وُقعت فيها. وفي الغرفة دائماً، ما تومض الشاشات التليفزيونية الضخمة الموجودة هناك، بلقطات مباريات رياضية مع إبقاء الصوت منخفضاً، كما يقول رام إيمانويل، عمدة شيكاغو الحالي الذي كان كبيراً للموظفين في إدارة أوباما قبل سنوات. ولكن الرئيس الأميركي، لا يلجأ لاحتساء المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين كي يبقى ساهراً، فنادراً ما يشرب الشاي أو القهوة، بل غالباً ما ترى إلى جواره قارورة مياه، لا زجاجة مياه غازية، ويقول أصدقاؤه إن الوجبة الخفيفة التي يتناولها في الليل، لا تتجاوز سبع لوزات مملحة قليلاً. والآن وبينما تبدو «لياليه الطويلة المنعزلة في غرفة المعاهدة» على وشك الانتهاء في ظل مغادرته الوشيكة للبيت الأبيض، لا يسع المرء سوى تذكر ما قاله أوباما قبل شهور قليلة من أنه يعتزم أن يكرس ثلاثة أو أربعة أشهر بعد تركه لمنصبه، لا يفعل فيها شيئاً «سوى النوم فحسب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©