توقع ميشائيل هوتر مدير معهد الاقتصاد الألماني ''أي·دبليو'' أمس الأول أن تشهد ألمانيا العام الجاري حدوث تراجع اقتصادي حاد لكنه قصير المدى نسبياً، وأشار في تصريحاته على هامش مؤتمر في مدينة إيرفورت إلى إمكانية أن يتوقف هذا التراجع في النصف الثاني من العام الجاري·
تأتي هذه التوقعات بعد إعلان الحكومة الألمانية أمس الأول تقريرها السنوي الخاص بالحالة الاقتصادية والذي أشار إلى أن ألمانيا ستواجه العام الجاري أكبر تباطؤ اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية حيث أشارت تقديرات الخبراء إلى انكماش أكبر اقتصاد في أوروبا بمقدار 2,25 نقطة مئوية خلال عام ·2009
وانتهى هوتر إلى النتيجة التي مفادها أن برامج الدعم الحكومي لتحفيز الاقتصاد ستعمل على ''بناء أرضية'' يقف عليها الاقتصاد الألماني ومن ثم ستضع حدا للهبوط الاقتصادي مشيرا إلى أن هذه البرامج وإن كانت ليس لها القدرة على درء التطورات السلبية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية لكنها تستطيع على الأقل أن تخفف من وطأتها·
وأضاف هوتر أنه بالرغم من أن المبالغ الضخمة التي ضختها الحكومة في برامج تحفيز الاقتصاد سيكون لها أثر في مواجهة الأزمة لكن المخاطر لم تزل كبيرة مؤكدا عدم القدرة على ثبات التوقعات بسبب الوضع المتوتر للاقتصاد·
وأعرب هوتر عن اعتقاده بأن سوق العمل في ألمانيا لن يتراجع بصورة قوية على غرار ما حدث في فترات ركود سابقة مرت على البلاد وذلك استنادا إلى تباطؤ معدلات النمو السكاني هناك فضلا عما يتهدد البلاد من نقص في القوى العاملة·
في المقابل توقع التقرير الحكومي المشار إليه تزايد عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا خلال العام الجاري بمقدار نصف مليون شخص ليصل إلى 3,5 مليون شخص بنهاية العام الجاري بما يدفع معدل البطالة للارتفاع من 7,8% العام الماضي إلى 8,4% العام الجاري·
كما أعرب هوتر عن أمله في ألا تتبع الشركات والمؤسسات الأسلوب المعتاد في فترات الركود الاقتصادي وذلك بشطب وظائف بعض العاملين لديها خلال الأزمة ثم استرجاعهم بعد انقضائها·
يذكر أن برنامج الإنعاش الاقتصادي الثاني إلى جانب البرنامج الأول الذي أقرته الحكومة الألمانية في نهاية العام الماضي يجعل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل تقدم ما يمكن اعتباره أضخم حزمة إنعاش اقتصادي خلال 64 عاما أي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية
عدد اليوم
