أحمد مرسي (الشارقة)
«قرارك في قيادة المركبة والانشغال باستخدام الهاتف أثناء القيادة، يحدد مصيرك»، فبين لحظة وأخرى، قد تدفع عمرك ثمناً لهذا الانشغال عن الطريق، وتتعرض لحادث قد ينتج عنه إصابات بالغة تغير مسار الحياة بصورة كاملة، أو فقدان شخص عزيز، تكون عواقب وفاته مؤلمة. فغالبية قائدي المركبات، إلا ما ندر، باتوا على موعد دائم مع الهاتف في الترحال، سواء من وإلى العمل، أو بين تنقلاتهم الحياتية اليومية، وأصبح لدى الكثيرين الثقة في القدرة على القيادة واستخدام الهاتف في نفس الوقت، دون الاتعاظ للقصص المفجعة التي تحدث بصورة شبهه يومية.
وأصبح البعض يدرك بأنه قادر على إنجاز بعض أموره الشخصية باستخدام الهاتف أثناء القيادة، من كتابة رسائل وتسجيلات صوتية، بل ووصل الأمر لبعض النساء في استكمال زينتهن اليومية خلال القيادة، وهو ما أثبتته العديد من التقارير المعنية بتخطيط الحوادث.
أكثر من 11 ألف مخالفة استخدام الهاتف أثناء القيادة، سجلتها القيادة العامة لشرطة الشارقة العام الفائت، ونحو ألفي مخالفة خلال شهري يناير وفبراير من بداية العام الجاري، وهي أرقام كبيرة، تسعى جاهدة للتقليل منها، من خلال زيادة الحملات التوعوية التي تطلقها تباعاً لقائدي المركبات.
«الاتحاد» تلقي الضوء على ظاهرة استخدام الهاتف أثناء القيادة ومدى الخطورة التي قد يتعرض لها قائدو المركبات جراء عدم الانتباه والانحراف المفاجئ ومفاجآت الطريق بصورة عامة، وذلك سعياً لزيادة التوعية والتقليل من تلك المخالفات لتجنب الأخطار الناجمة عنها.
ظاهرة تتفاقم
يقول محمد الخزيمي، من مواطني الشارقة: «إن ظاهرة استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وباستخدام اليد، دون استعمال السماعة، باتت لافتة للنظر بصورة كبيرة، وظاهرة للعيان بكل بساطة، وخاصة ملاحظة انسجام الكثيرين من قائدي المركبات بكتابة الرسائل خلال القيادة، ثقة منهم أنها قادرون على قيادة المركبة وكتابة الرسائل أو التسجيلات الصوتية للمتواصلين معهم دون خطر».
وأضاف أنه، شخصياً، كغيره من قائدي المركبات، غالباً ما يستخدم الهاتف أثناء القيادة، لإنهاء بعض الأمور الحياتية كالتواصل مع الأهل أو إنهاء معاملات، وقد سبق وأن تعرض لبعض المخاطر، ولكنها والحمد لله كانت حوادث بسيطة، وفي كل مرة يقرر عدم تكرارها، دون الالتزام بذلك.
دفع الحياة ثمناً لمكالمة
أكد المواطن يوسف سالم السويدي، من الشارقة، أن الإنسان قد يدفع حياته ثمناً لإجراء مكالمة أو إرسال رسالة أو تصفح محتوى ما عبر الهاتف المتحرك حين ينشغل بها خلال قيادته لسيارة على الطريق العام، لزيادة احتمالية تعرضه لحادث – لا قدر الله- .
بدوره، أشار سامح أحمد حسين، مقيم في الشارقة ويعمل في القطاع الخاص، إلى أن سبق وأن فقد أحد الأشخاص العزيزين على قلبه جراء حادث مروي تعرض له منذ عام تقريباً، ثبت انشغاله فيما باستخدام الهاتف المتحرك خلال القيادة المركبة، وتعرض مركبته لتدهور، ومن ثم توفى في الحادث.
وذكر أن بعض قائدي المركبات يضطرون لإجراء مكالمات هاتفية وقد يتحادثون في أمور نقاشية حادة، وبالتالي تتطور لشجارات ومن ثم يخرج الشخص عن تركيزه ويتعرض للحوادث.
أرقام وحقائق
الملازم أول سعود الشيبة من فرع التوعوية المرورية بإدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الشارقة، أكد أن هناك العديد من حملات التوعية التي تطلقها القيادة بصورة مستمرة فيما يخص استخدام الهاتف المتحرك باليد أثناء القيادة، لتوعية السائقين بعدم استخدام الهاتف النقال باليد أثناء القيادة مثل «لا تنشغل بغير الطريق» و«لا تتصل حتى تصل»، وغيرها.
وقال إن الإحصائيات الصادرة من فرع الإحصاء المروري بإدارة المرور والدوريات بشرطة الشارقة، أكدت أن هناك 13160 مخالفة، خلال 14 شهراً، العام الماضي والشهرين الأولين من العام الجاري.
عدد اليوم
