الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاركة واسعة في «الثريا» والسفينة التراثية تستقطب الاهتمام

مشاركة واسعة في «الثريا» والسفينة التراثية تستقطب الاهتمام
26 مارس 2012
تشهد فعاليات ملتقى الثريا الربيعي الذي يقيمه نادي تراث الإمارات، مشاركة مجموعة كبيرة من الطلبة الذين توزعوا على مختلف المناشط الحيوية للملتقى، من فروسية وركوب إبل، ورماية، وصيد بحري، إضافة إلى وجود مجموعات أخرى في مراكز شتى تابعة للنادي، وانخراطها في أنشطة موازية، حيث ارتأى المنظمون لهذه الدورة أن يفسح في المجال أمام المشاركين للاستفادة القصوى من المرافق الحيوية الموجودة سواء في جزيرة السمالية أو في سائر مراكز النادي. انطلق ملتقى الثريا الربيعي الأحد الماضي، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، ويستمر حتى 29 مارس الجاري، تحت شعار «تراثنا حلقة مضيئة في مسيرة التراث الإنساني»، بمشاركة طلابية واسعة. حضر حفل افتتاح الملتقى سعيد علي المناعي مدير ادارة الانشطة والسباقات بالانابة، وأحمد محمد المهيري مدير مركز أبوظبي للشباب، ومحمد سهيل المنصوري مدير مركز الوثبة، وعدد من أولياء أمور الطلبة المشاركين، وضيوف من المؤسسات التراثية والثقافية في الدولة. وقد خصصت نشاطات الافتتاح للطلبة المنتسبين لمركزي الوثبة وأبوظبي للشباب، واستقطبت نشاطات اليوم الاول، التي قدمت في اطار احتفالي، نحو 400 طالب وطالبة، حيث نظمت لهم برامج خاصة بجزيرة السمالية وأخرى قدمت في مقار المراكز بما فيها المراكز النسائية السمحة النسائي وأبوظبي النسائي. رحلة بحرية استهل برنامج افتتاح الملتقى بانطلاق نشاطات السفينة التراثية في الواجهة البحرية، بإشراف المدرب التراثي حثبور كداس الرميثي، حيث تعرف المشاركون في الرحلة البحرية في محيط مياه جزيرة السمالية إلى طرق الصيد التقليدية والادوات المستخدمة في هذه المهنة التي تميز بها الآباء والاجداد، حينما كان البحر يشكل الجانب الاهم في حياتهم، بالاضافة الى التعرف الى اتجاهات الرياح في البحر في الليل والنهار. في الجانب الآخر، أعد للمشاركين برنامج تراثي شامل مثل ممارسة الرياضات كافة التي تتضمنها ميادين جزيرة السمالية أو جزيرة الاحلام مثل الفروسية والهجن والرماية التقليدية والشراع الرملي والشراع الحديث والبيئة والفلك والطيران الإلكتروني والملعب الصابوني وبرنامج العادات والتقاليد الذي يتيح للمشاركين التعرف الى العادات والقيم الحميدة في مجتمع الامارات قديما، كذلك تعلم طرق اعداد القهوة العربية واصول تقديمها وواجبات الضيافة واحترام كبار السن. أنشطة متنوعة في الجانب الآخر، نظمت للمشاركين من طلبة المراكز جملة من النشاطات المتنوعة ما بين التراث والثقافة والفنون، حيث أعد لنحو 85 طالبا من المنتسبين لمركز السمحة للشباب برنامج ثقافي في مسرح الانشطة تضمن عروض جملة من الافلام التثقيفية منها فيلم بعنوان “قناصة العرب” وآخر بعنوان “الصحراء تنبض بالحياة”، فيما نظم لفتيات المراكز النسائية برنامج ذو صلة بالمهن والصناعات التقليدية اليدوية النسائية مثل نقش الحناء والطهي الشعبي، السدو، الدخون، صناعة الشيل، وغير ذلك من أنشطة ثقافية ودورات ومحاضرات توعية ورحلات ونشاطات مجتمعية وألعاب شعبية تسعى بمجملها الى تعزيز مفهوم الهوية الوطنية للناشئة من خلال ترسيخ المشاعر والاحاسيس للارتباط بالوطن. تراث الآباء تهدف الدورة الجديدة من الملتقى الى تنمية روح المواطنة لدى الشباب والناشئة وترسيخ قيمة التمسك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني في أوساطهم، كذلك تحصينهم ضد الاختراق الثقافي المغاير للهوية الوطنية، كما يسعى الملتقى الى تعليم المشاركين فنون تراث الآباء والأجداد من خلال الانشطة النوعية التي يقدمها بما يتناسب مع الفئات العمرية كافة المشاركة. فيما تركز دورة هذا العام من الملتقى على وجه الخصوص على تقديم أنشطة بيئية مكثفة بالتعاون مع وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي تحت شعار “الصحراء تنبض بالحياة”، وتتضمن مسيرة بيئية لطلبة المراكز ومعرضا للصور البيئية وورش عمل تهدف الى تعريف المشاركين بأهمية المحافظة على البيئة بأنواعها. وفي جانب ثان من البرنامج، سيتم التركيز على تعريف المشاركين بنجم الثريا كأحد الأقطاب السماوية وأشهر العناقيد النجمية التي تم استخدامها منذ اقدم الازمنة كمقياس لقوة الابصار، الى جانب أنشطة فلكية مهمة لرابطة هواة الفلك. المناعي: بداية قوية للملتقى بمناسبة افتتاح الملتقى، أكد سعيد علي المناعي مدير ادارة الانشطة والسباقات بالانابة، أن الاقبال الكبير والحماسة القوية التي ابداها المشاركون، تؤكد بداية قوية للدورة الحالية، بما يؤشر على زيادة عدد المشاركين يوما بعد يوم بعد أن فتحت اللجنة المنظمة ابواب المشاركة أمام كافة ابناء وفتيات الامارات كذلك أمام المؤسسات والهيئات والجمعيات والاندية ذات الصلة بالتراث وثقافة الشباب. وأوضح المناعي أن النجاح الذي يلقاه الحدث ما كان له أن يتحقق بهذه الصورة من الاقبال الطلابي والحضور اللافت لاولياء أمور الطلبة لولا الدعم الكبير الذي تقدمه ادارة النادي، مستمدة هذا الزخم من توجيهات ودعم سمو رئيس النادي غير المحدود لنشاطات الملتقى التي تسجل تقدما وتطورا نوعيا عاما بعد آخر. وقال المناعي في ختام تصريحه: نعمل جميعا لانجاح هذا الحدث وتقديم صورة مثالية عن تراثنا الوطني وتعليمه للاجيال الجديدة وفق اسس علمية حديثة ومن خلال عدد من المدربين والخبراء في التراث، وذلك في اطار رسالة وأهداف نادي تراث الامارات الرامية الى بناء جيل متسلح بتراثه ومعتز بوطنه وقيادته، من خلال الجمع بين عناصر معادلة الاصالة والمعاصرة. وأشار المناعي إلى أن تخصيص نشاطات الملتقى اليومية لمركزين يوميا يهدف الى اتاحة المجال للمشاركين للاستفادة من النشاطات والبرامج كافة، كما يتيح فرصا لتعارف المشاركين في اجواء خلاقة وفضاءات مفتوحة على الابداع والروح الشبابية. الطلاب يتحدثون بدوره، أكد الطالب عبد الرحمن صالح المصعبي، من مركز الوثبة، أن دورة هذا العام مختلفة عن دورة العام الماضي من حيث تنوع وغنى الانشطة والبرامج المقدمة للمشاركين وبخاصة نشاطات السفينة التراثية التي تربطنا بالبحر بصورة عملية، وأوضح المصعبي أنه تعلم طرق الصيد التقليدي وكيفية استخدام الادوات الخاصة به. في حين اشار الطالب علي عوض العبيدي، من مركز ابوظبي للشباب، الى أن أكثر ما جذبه في نشاطات اليوم الاول رياضة الفروسية والهجن، مؤكداً أن ما تعلمه من قواعد واصول لهاتين الرياضتين التراثيتين فتح أمامه آفاقا جديدة نحو الرياضات التراثية ونحو أهمية المتقى لقضاء عطلة مدرسية مثالية. كما توقف الطالب فهد سعيد الشامسي عند أهمية نشاطات الواجهة البحرية، لناحية تعلم فنون وأسرار الرياضات ذات الصلة بالبحر وبخاصة الصيد بالطرق التقليدية، كذلك الشراع الحديث، مؤكدا أنه سيعمل كل ما في وسعه لاستثمار الوقت للاستفادة من نشاطات الملتقى كافة والتعرف الى مرافق وميادين جزيرة السمالية التي تعتبر مركزا ومختبرا مهما لاكتشاف المهارات وتطويرها. الجدير ذكره أن دورة هذا العام تركز على تعليم المشاركين كيفية التعرف الى الاتجاهات من خلال البوصلة، كذلك التعرف الى نجم الثريا، بالاضافة الى ربطهم بجوانب الابداع في المجالات الثقافية والفنية المختلفة، ومن ثم اتاحة الفرصة لهم للتعبير عن مهارتهم وقدراتهم في اجواء مفتوحة في جزيرة السمالية أو جزيرة الاحلام التي تعتبر هدية من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لتكون مختبرا لهم، ومكانا لتعزيز قدراتهم واكتشاف مواهبهم وتطويرها عبر تعلم تراث الآباء والاجداد، بحيث تكون الجزيرة، وهي محمية طبيعية نادرة، بمثابة المدرسة الحقيقية التي يتخرجون فيها وهم يحملون تجربة غنية فريدة تجممع بين الثقافة والتراث والفكر والمتعة والاستثمار الأمثل للعطل المدرسية. وبعد رحلة قام بها عدد من الطلاب في السفينة التراثية، تدربوا خلالها على صيد السمك، أوضح الطالب عبدالله راشد الشوكري أنه يشعر بمزيج من المتعة والفائدة حيث أمكنه أن يلم بأصول الحرفة، وهي متأصلة ومتوارثة في الإمارات، كما تدرب على ربط “الميدار” والقاء الطعم في البحر، وسحب الخيط بطريقة احترافية. كذلك أبدى سالم سيف البوسعيدي إعجابه بالرحلة، موضحاً أنه صار بإمكانه تمييز الأماكن التي يكثر فيها السمك والتي تكون ملائمة للصيد بالتالي، إضافة إلى أنواع الطعوم المستخدمة، والأصناف الملائمة منها لكل حالة من حالات الصيد. بدوره قال سالم محمد السومحي إن رحلة الصيد التي قام بها هي الأولى لكنها لن تكون الأخيرة، حيث رأى نفسه متحمساً لتكرارها خاصة أن التجربة تغري بالمزيد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©