الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كهف الحمى» يروي قصة للطب الشعبي عمرها 100 عام

«كهف الحمى» يروي قصة للطب الشعبي عمرها 100 عام
26 مارس 2012
آمن الأهالي في إحدى مناطق رأس الخيمة، قبل100عام تقريباً بتأثير أحد الكهوف، في حال أصيب الأطفال بالحمى، ولا يعرف أحد متى اعتقد أحد الأجداد تأثير عملية إدخال وإخراج الطفل المحموم إلى الكهف لإزالة الحمى، وسط أقاويل حائرة بين الخرافة والوهم، استشفوها من بحثهم في كتب الطب الشعبي بوجود طاقة في الكهف. عبيد محمد علي الدهماني من أهل المنطقة، اصطحبنا إلى منطقة جبلية قريبة من مساكنهم، وأشار إلى ذلك الكهف الذي له مدخل مرتفع عن الأرض، وله مخرج قريب من المدخل. وقال الدهماني إن عملية الشفاء من خلال كهف الحمى خاصة بالأطفال فقط، وحين كان يصاب طفل بها فإن الأهالي يعرفون الإصابة من خلال نوعين، الأول يسمى مثناة والثاني المثلثة، وذلك يعني أن المثناة تأتي فيها الحمى للطفل يوماً ثم تغيب في اليوم الثاني، وتعود، أما الحمى المثلثة فهي أن تبقى الإصابة يوما ثم تغيب يومين، لتعود في الثالث، وإن حدث ذلك يعرفون أن هناك شيئا خطيراً أصاب الطفل، وبما أن المنطقة كانت مقطوعة تماما قبل ما يزيد عن مائة عام عن كل أساليب العلاج الحديث، كانت تجرى تجارب من خلال المعالجين الشعبيين، وبعضهم كان لديه دراية من خلال قراءة كتب الطب العربي. ويكمل عبيد: ربما كانت تجربة كهف الحمى وليدة صدفة بالنسبة للمعالج الذي كان في المنطقة، وربما كانت مجرد اعتقاد ولكن الأهل يتمسكون ولو بقشة كما يقال، خاصة فيما يتعلق بأمراض الأبناء، وقد تمت تجربة ذلك من قبل أجدادنا علينا، وكان كما قيل لنا يأتي بنتيجة، ولكن لا توجد وثائق تؤكد حقيقة صدق تلك التجربة، لكن ربما كان الأمل في الشافي يدفعهم إلى ذلك، ولذا حين يمرض الطفل يذهب الوالدان إلى الكهف الذي له فتحتان متجاورتان، فتقف الأم في الخارج لأن المدخل مليء بالحجار حتى لا يقع الطفل من بين ذراعيها حين تحاول الصعود إلى المدخل، ويدخل الأب بالطفل إلى قرب الفتحة التي تقف عندها الأم، ويناولها الطفل وهو يخرجه من عنده في الداخل إلى عندها فالخارج. وقال الدهماني: ما إن تتناول الأم الطفل حتى تذهب به إلى المدخل حيث يقف الأب وتعيده له، ثم تعود لمكانها كي تأخذه وهو يدفعه لها، وتكرر العملية ثلاث مرات، وقد كنا نسمع من الأهالي من جيلنا أن أبناءهم شفوا من الحمى بتلك الطريقة، ولا نعلم السر ولم نتأكد إن كان ذلك توهما أو حقيقة، لكن هذا المكان أكتسب شهرته من آمال الأمهات والآباء، الذين يعانون من تكرار الحمى كل عدة شهور، خاصة كما أن كل مناطق الدولة قبل مائة عام، لم يكن بها طب حديث. من جهة أخرى أشار إلى أنه من المعتقدات التي عمل بها الأهالي نتيجة عدم توفر التثقيف، ونتيجة عدم وجود العلم في ذاك الوقت أن البعض كانوا يربطون خيطا حول الساعد، لاعتقاد البعض أنها سوف تؤدي إلى الشفاء، وتبعد الحسد والأمراض عن الأبناء، لكن بعد دخول العلم والطب الحديث، ونتيجة اختصار المسافات سواء عن طريق توفر الطرق الحديث، أصبح أهالي القرى على قدر من الثقافة، وهكذا لم يعد أحد يقصد كهف الحمى، وإنما البحث عن أفضل طبيب وأفضل مستشفى.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©