الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تصنع سينما جديدة في الشرق الأوسط

أبوظبي تصنع سينما جديدة في الشرق الأوسط
26 مارس 2012
رغم إيرادات قدرها 260 مليون دولار “نحو مليار درهم”، وجائزة أوسكار استثنائية، وإشادات عالمية مذهلة، حصدها أحد آخر أفلامها ، يصر مديرو شركة ايميج نيشن أبوظبي، على تنفيذ قرارهم الجديد.. والذي يسير نحو التركيز على بناء صناعة سينما محلية في أبوظبي وليس إنتاج أفلام ضخمة في هوليوود. ”لا رجعة عن الاستراتيجية الجديدة” مهما كانت الإغراءات في الخارج، حسبما يقول بتصميم، مايكل جارين الرئيس التنفيذي للشركة المسؤول عن نشاطها الدولي. ويعد ذلك تحولاً مثيراً في مسيرة شركة أبرمت عند تأسيسها عام 2008، شراكات دولية بمئات الملايين من الدولارات. وأثمر ذلك أفلاما ناجحة مثل”اللعبة النزيهة” و”العدوى”، مثلها نجوم عالميون. وفاز فيلمها الأخير “المساعدة” بجائزة أوسكار لأفضل ممثلة مساعدة، ومازال يحقق إيرادات قياسية، بعد أشهر قليلة من إطلاقه. صناعة سينما واعدة وبحماس شديد، يعكف الآن فريق بقيادة محمد المبارك رئيس مجلس إدارة الشركة، ومحمد العتيبة رئيس ايميج نيشن أبوظبي مع مايكل جارين، على تنفيذ مشروع رائد لتحويل العاصمة إلى مركز إشعاع سينمائي جديد في منطقة الشرق الأوسط. وأطلق الفريق مبادرات جريئة، لتشييد صناعة الأحلام على ضفاف الخليج لأول مرة . وتلوح الآن بعض التباشير في الأفق. يقول جارين “لقد غيرنا فلسفة الشركة لتصبح أبوظبي هي محور التركيز. نريد بناء صناعة سينما واعدة هنا، ومساندة الابداع المحلي ودعم صناع الافلام المواطنين وإنتاج أفلام محلية” . ومن جانبه، يؤكد العتيبة الذي تولى مهمته في سبتمبر الماضي، أنه يريد أن تقدم أبوظبي للمنطقة نموذجا سينمائيا بنكهة محلية مستفيدة من مواهبها الشابة الواعدة، وإمكانياتها الاقتصادية الكبيرة. والهدف ليس تحويل العاصمة أبوظبي الى هوليوود أو منافسة بوليوود أو القاهرة. بل هو إتاحة الفرصة للتعبير عن آمال وطموحات مواهب شباب يتفتح وعيها، في لحظة فارقة يعيشها مجتمعهم الآن. مهمة تاريخية انطلق المشروع في البداية من عباءة شركة أبوظبي للأعلام في خضم ما تشهده العاصمة من نهضة عمرانية وثقافية هائلة، تهيمن بقوة على المشهد العام في الإمارات. وتعتمد الشركة في تحركها، عدة مستويات لإنجاز المهمة. ويشمل ذلك شراكات دولية، وخطة لإنتاج أفلام محلية تزيد من فيلمين سنويا إلى 6 أفلام بدءا من العام الحالي، وبرنامج طموح لصقل مهارات المواهب الشابة، استقطب اهتمام كثيرين من المغرمين بالفن السابع. وحتى الآن تم إنجاز فيلمين في الإمارات، الأول هو “ظل البحر” الذي عرض في مهرجان أبوظبي السينمائي في أكتوبر الماضي، والثاني “جن” للمخرج العالمي توبي هوبر. ومن المقرر عرضه بعد شهرين تقريبا. يضاف إلى ذلك مبادرات لتبادل الخبرات مع الشركات الكبرى وأصحاب النجاحات السينمائية، وخطط لتصوير أفلام عالمية في أبوظبي أو وضعها على خريطة أفلام عالمية قد تصور في الخارج. ويعمل الجميع في المشروع بإحساس أنهم في مهمة تاريخية .. وتقريبا، هم محقون في ذلك. فالتجارب السابقة في العالم، تثبت أن الفن السابع يظهر ويزدهر دوما، عندما يكون لدى المجتمعات الكثير لتبوح به، بطريقة مختلفة، في مراحل التحول والانطلاق نحو آفاق جديدة..وأبوظبي ليست استثناء. وهذا ما يدركه جيدا مايكل جارين بعد نحو أربعة أعوام في أبوظبي، وأكثر من 40 عاما من النجاح في قطاعات الاعلام والسينما والمصارف عبر الأطلسي. وهو أيضا ما يحاول العتيبة، المغرم بالكتابة وصاحب التجارب السابقة في صناعة الافلام ،استثماره، بعد عشر سنوات أمضاها في العمل الدبلوماسي خارج الدولة. وفي لقاء بمكتب بسيط، يغمره الضوء من كل مكان تقريبا، وليس فيه من هوليوود سوى صوت جارين الرخيم وطموح العتيبة الجارف.. وملصق لفيلم “المساعدة”، تحدث الاثنان لـ“الاتحاد” طويلا عن أبوظبي والسينما ومستقبلهما معا. المجتمع والسينما جارين من ناحيته، يرى أن “ثقافة المجتمع في أبوظبي، ثقافة شفاهية، وتوجد الكثير من القصص التي يحكيها الناس وبعضها يموت مع أصحابه. نريد البناء على ذلك التراث المحكي المؤثر وتحويله من صورته الشفاهية الى صيغة سينمائية.” لكن هل كل ما يحكيه الناس وراء الأبواب، يمكن أن يقال عبر الشاشة، هنا على ضفاف الخليج؟ سؤال يفرض نفسه. والبعض قد يطرحه بطريقة أكثر مباشرة على النحو التالي: السينما تعني البوح والمكاشفة، هل يتحدى ذلك الطبيعة المحافظة للمجتمع، فتصعب مهمة بناء صناعة سينما مزدهرة؟ يرد العتيبة “ثقافة البلد لن تمثل تحديا كبيرا. هناك كثيرا من الموضوعات التي يمكن تقديمها، والأمر يتعلق أساسا بطريقة المعالجة”. وذكر أن مهرجان الآداب العالمي الذي استضافته دبي مؤخرا، قدم خلاله مجموعة من المبدعين المقيمين في الدولة، أعمالا روائية تعالج قضايا شتى من زوايا مختلفة، بطريقة جذابة ومقبولة. وهو على الأرجح محق، لأن تعدد الجنسيات في المجتمع، يزيده ثراء ويرسخ مناخا منفتحا، يتيح الفرصة أمام مزيد من الإبداع، حسبما يرى البعض. المواهب الشابة إذن القصص موجودة والإمكانيات الاقتصادية متوفرة، وتنوع الأفكار، أكثر من اللازم.. يبقى العنصر الأهم.. المواهب الشابة المواطنة القادرة على شق الطريق الوعر.. ولكن أين هي؟ في الحقيقة، ثبت بالتجربة أن العناصر الموهوبة كثيرة في الإمارات. بدليل مشاركات ضخمة تلقتها ايميج نيشن عندما أطلقت برنامجها الرئيسي استوديو الفيلم العربي لاستقطاب المواهب الشابة أواخر العام الماضي. ويستهدف البرنامج الذي أنطلق بالتعاون مع twofour 54 ، تطوير المواهب المحلية في السينما وتنمية صناعة الافلام في المنطقة العربية خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وقد بدأت التجربة بخمسة من الموهوبين، فتاتان وثلاثة شبان، اختيروا من بين أعداد كبيرة أبدت اهتمامها بالمشاركة. ويشارك الخمسة المختارون في برنامج تدريبي مكثف مدته ثلاثة أشهر، ويخوضون مسابقة، يربح الفائز الأول فيها جائزة قدرها 50 ألف درهم. ويستخدم المبلغ لتطوير نص سينمائي روائي لصالح إيميج نيشن أبوظبي. ويوشك البرنامج أن ينتهي بعد أسبوعين. وتم تصميم التدريب، لتعليم المشاركين كل عناصر صناعة الأفلام من مرحلة التطوير حتى الإنتاج والتسويق. ويشكل كل متسابق إماراتي مجموعات خاصة قد تضم أفراداً من جميع الجنسيات، لخوض مسابقات، تشمل مهارات كتابة السيناريو وتصميم الصوت والماكياج. ويكون التحدي الختامي عبارة عن صناعة فيلم قصير مدته عشر دقائق بميزانية قدرها خمسة آلاف دولار، تقدمها الشركة لكل مجموعة. الاستثمار في البشر ويؤكد خالد العبدالله أحد الموهوبين الخمسة المتنافسين، أن المشروع “مذهل”. ويقول إنه يوفر للمغرمين بالسينما فرصة ذهبية لتعلم جوانب كثيرة من الصنعة وإنه هو شخصيا عرف أمورا جديدة، مع أنه درس التصوير وانتاج الفيديو وشارك في إنجاز أفلام قصيرة قبل وبعد تخرجه من قسم إعلام بكليات التقنية دبي العام الماضي. وربما نماذج مثل العبدالله هي بالتحديد التي يعول عليها المشروع برمته. خاصة أن الرئيس التنفيذي للشركة مايكل يرفع شعار أن الاستثمار في البشر هو أحد أفضل الطرق لإنجاز الهدف بطريقة مستدامة، لأن “أثمن ما تملكه الإمارات هو الموارد البشرية.”في ظل خلل التركيبة السكانية. وهذا بالتحديد محور نشاط واهتمام العتيبة رئيس ايميج نيشن أبوظبي الذي يشرف على استراتيجية تطوير إنتاج الأفلام المحلية ويقود مجموعة من المبادرات لتطوير المواهب المحلية، تشمل طبعا استوديو الفيلم العربي. كتابة السيناريو ولأنه يؤمن بأن “الكتابة الجيدة تضمن عملا سينمائيا جيدا” بحسب تعبيره، يحلم العتيبة باستقدام أفضل المواهب من الجامعات وأصحاب الخبرة في الكتابة، لدعم التجربة. ويحرص دوما على إقامة الكثير من ورش العمل التي يشارك فيه مجموعات يقودهم كاتب سيناريو محترف للتدريب على كيفية تحويل الأفكار الى سيناريوهات سينمائية. وقد حضرت “الاتحاد” منتصف الأسبوع الماضي، جلسة عمل تحدث فيها كاتبا سيناريو أميركيان، عن تجربتهما مع الكتابة للسينما، أمام مجموعة من المتدربين بحضور قيادات ايميج نيشن. واستقدمت الشركة الكاتبين في محاولة لاستكشاف إمكانية كتابة سيناريو فيلم تدور أحداثه في أبوظبي أو في الخارج على أن يكون أحد أبطاله إماراتيا أو مقيما في الإمارات. وعلى مدى ساعتين رد الكاتبان على كثير من الاسئلة الخاصة بأفضل السبل لكتابة سيناريو جيد وضرورة التحلي بالمثابرة والدأب والحرص على التعلم بكل السبل. وشجعا خلال اللقاء، المواهب الجديدة على المضي قدما وعدم اليأس، مهما كانت الصعاب. كما قدم الكاتبان مجموعة نصائح وإرشادات وقائمة بأفضل الكتب الواجب قراءتها. حماس وقلق في ظل هذه الجهود، ثمة سؤال يطرح نفسه بشأن مدى استجابة وتفاعل المواهب الشابة؟.في الواقع يجمع المشاركون في المشروع على الحماس الجارف عند المتدربين. لكن ثمة قلقا لا يخفيه العتيبة ولا جارين من احتمال أن يتعامل الموهوبون مع التجربة بشيء من الاستخفاف، في ظل ما يقدم لهم من امتيازات وتسهيلات لا يحظى بها نظراؤهم في أي مكان. يقول العتيبة “نحرص على تعليمهم الانضباط والاحساس بالمسؤولية وأن الأمر لا يتعلق بمجرد الافتتان بفكرة السينما. وأنه لابد من العمل ساعات طويلة. ويضيف “هناك الكثير من الحماس بين تلك المواهب، لكن أتمنى ان يستفيدوا من الفرصة التي نتيحها لهم. وان يقدموا أفضل ما لديهم”. أما جارين فيريد أن يشتد عودهم ويخشى أن يفسدهم التدليل. ولمعالجة الأمر بطريقة إيجابية، تخطط الشركة لإرسال متدربين إلى الخارج، خاصة هوليوود للمشاركة في بعض مراحل تصوير أفلام عالمية تنتجها الشركة. ويساعد ذلك في تعليم المتدربين خبرات جديدة ومعرفة إلى أي مدى يستلزم الأمر كثيرا من الجهد والعرق والالتزام. ويضيف جارين “لا نريد أن يتصل يوما أحد شركائنا، ويقول لنا لا تأتوا بهذا الشخص مرة أخرى.” احتكاك عالمي وخاضت الشركة حتى الآن تجربتين إيجابيتين من هذا النوع، فأرسلت في إحداها المتدرب خالد المحمود لحضور تصوير بعض من أجزاء فيلم نيكولاس كيج الأخير “جوست رايدر”. وتمثل التجربتان ملمحا رئيسيا من سيناريو مشروع “ايميج نيشن”. فهي تريد الاستفادة من الانفتاح على العالم الخارجي لصقل المواهب المحلية الشابة. يقول جارين “إذا حاولنا التركيز فقط على أبوظبي، سنصنع أفلاما لن يرغب أحد خارج أبوظبي في مشاهدتها. والمواهب الشابة المغرمة بصناعة السينما لن تتمكن من الحصول على الخبرة الضرورية للمشاركة بفعالية في صناعة السينما العالمية. ومن ثم فإن جزءا من قيمة الشراكات الدولية وعائدات نجاح فيلم مثل “المساعدة”، يكمن في توفير فرص للشباب الإماراتي للعمل مستقبلا في أفلام كبيرة والاحتكاك بأكثر الفنانين موهبة وخبرة في الصناعة، ثم العودة الى أبوظبي وقد حصلوا على المهارات اللازمة هنا لبناء صناعة سينما قوية وإنتاج أفلام جيدة محلية في أبوظبي.” ويتابع “إذا لم نقدم الفرصة لأولئك الشباب هنا فسوف يفقدون حماسهم، بل يمكن ان نفقدهم لأنهم سيذهبون الى لندن ونيويورك أو القاهرة أو بيروت أو بوليوود، لاستثمار خبراتهم وبناء مسيرتهم المهنية، وسيعودون لزيارة عائلاتهم لكنهم لن يأتوا بعد ذلك.” وعندما سألنا، عما إذا كان ذلك يعني أن جزءا من طموح الشركة، إطلاق نسخة إماراتية مثلا من عمر الشريف في السينما العالمية ؟ رد جارين سريعا “ لا نريد عمر الشريف إماراتيا.. أنه ممثل جيد لكنه إنسان ...، نحن نريد صنع نجومنا الخاصين بنا وفق نموذج إماراتي”. النساء أكثر استعداداً أما عن أكثر ما يلفت نظر القائمين على المشروع فهو حماس الفتيات في مختلف المراحل، خاصة بين المتدربين. ويكشف العتيبة أن الجزء الأكبر من الحماس الذي يبديه الشباب مصدره المشاركات في التجربة. ربما “لأنهم أكثر استعدادا لاستكشاف ما يحدث ولأن يحكوا قصصهم. إنهم بالفعل طموحين للغاية”. أما جارين فقد كان لديه تفسير مختلف، حيث قال “أحد أهم ما في الصناعات القائمة على الابداع.. إنه لكي تنجح لابد أن تكون مستعدا للفشل.. لا يمكن خوض مغامرة إبداعية بدون الاحساس باحتمال الفشل. “واعتقد أنه في ثقافة المجتمع الإماراتي -ولأسباب لم أتفهمها كاملة حتى الآن لكن ألاحظها- هو أن النساء اكثر استعدادا لخوض غمار التجارب الإبداعية التي تنطوي على مخاطر وأن يجربوا أشياء لا يحب الرجال أن يختبروها.. وأعتقد أن الرجال حريصون على ان يبدون دائما ناجحين بدلا من خوض مخاطر جديدة.” ومع كل هذا التقدير للمغامرة النسائية في المشروع، يعترف الاثنان وبعض المشاركات بصعوبة ظهور ممثلة إماراتية، وتقول مريم المشاركة في البرنامج “طبعا تقاليد المجتمع تحول دون ذلك”، وتعترف بأنها مازالت، بعد أكثر من شهرين من انخراطها في التدريبات، تجد بعض الممانعة من جانب عائلتها في مواصلة دراستها للسينما. والحل -بحسب العتيبة- الاستعانة بممثلات من المنطقة. وفي كل الأحوال يأمل القائمون على “ايميج نيشن” في أنه بعد خمسة أعوام من العمل في برنامج استوديو الفيلم العربي، سيتم تخريج مجموعة كبيرة من الموهوبين الذين يمكن ان تقوم على أكتافهم بدايات صناعة سينما حقيقية في الإمارات. لكن محمد المبارك رئيس مجلس إدارة الشركة يعرف أن الأمر أكثر تعقيدا. وقد توقع في اللقاء الذي حضره كاتبا السيناريو الأميركيان، أن تستغرق الجهود المبذولة حاليا، نحو 15 عاما، كي تظهر ثمارها الحقيقية. فاطمة الظاهري مشروع مخرجة تتحدى السائد أبوظبي (الاتحاد) - فاطمة الظاهري مشروع مخرجة إماراتية متميزة. تهوى السينما منذ تفتح وعيها، وما أن واتتها الفرصة للتعلم، انضمت فوراً إلى “توفور 54”، لدراسة العمل التلفزيوني لمدة عام. ثم التحقت باستوديو الفيلم العربي. وتعترف فاطمة بأنه ليس من السهل على النساء المضي قدماً في مجال الفن والسينما بوجه خاص في المنطقة. وتقول إن تقاليد المجتمع وطريقة التفكير السائدة، تضع عقبات كثيرة أمامها على هذا الطريق. وتشير إلى أن دور المذيعة ربما هو أقصى ما يمكن ان يقبل به المجتمع بالنسبة لعمل المرأة في مجال الإعلام والفن، وليس أكثر من ذلك. ولأنها تحب التحدي وتغيير ما تراه ضد المنطق، قررت فاطمة - التي تتحدث بثقة واتزان كما يليق بمخرجة متمكنة - إنتاج فيلم قصير، تقوم ببطولته فتاة إماراتية عادية، لتشارك به في مسابقة استديو الفيلم العربي. ويحكي الفيلم قصة فتاة عادية لا تعرف من الحياة سوى الهوس بالملابس والمطاعم والحياة المترفة. لكنها تتغير وتقرر التطوع من أجل خدمة ذوي الإعاقة، بعدما صادفت في طريقها معاقا، يعيش سعيداً رغم إعاقته. عندما فكرت فاطمة في الفيلم، أحبت أن تقوم ببطولته فتاة مواطنة عادية من جيلها، وأن تطرح من خلاله قضية تهم المجتمع؛ لأنها تعتبر السينما وسيلة لتغيير المجتمع والأفكار. وقالت: “أحببت أن أعطي الفرصة لفتاة محجبة، أريد أن أغير الأفكار السائدة”. لكنها، حتى الآن، مازالت تحاول إقناع أسرتها بتقبل انخراطها في العمل بمجال السينما، وتأسف لأنهم بعد لم يتقبلوا ذلك، وتعتقد أن الأمر سيحتاج بعض الوقت، لتغيير أفكار المجتمع والأسرة. غير أنها تتوقع أن تسهم السينما في ذلك، بمعدل أسرع وأقوى مما يمكن أن تقوم به وسيلة إعلامية أو فنية أخرى. نشر الأفكار الجديدة يقول محمد العتيبة، إن جهود “إيميج نيشن”، بصرف النظر عن المدة التي قد تستغرقها، ستكون مفيدة في حد ذاتها من كل الوجوه، على الأقل لحركة الإبداع في الإمارات، فمن غير الممكن ألا يؤثر صعود فن السينما، على كتابة الرواية والشعر والمسرح والفن التشكيلي وباقي الفنون، بما في ذلك الموسيقى والغناء. لأنها ستعطي المبدعين “خيارات مختلفة أكثر”.. ويتوقع جارين أن تسهم السينما في إحداث طفرة في الكلمة المكتوبة عموما بالدولة. ويشير إلى أن صناعة السينما نفسها تحتاج إلى مبدعين في شتى المجالات، ويفرز ذلك بدوره مناخا عاما مواتيا، يساعد في نشر الأفكار الجديدة كالأزهار اليانعة، مثلما يحدث دائما في النهايات السعيدة للأفلام.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©