الصين تفتح أبواب بورصتها أمام الشركات الأجنبية

تبحث بكين السماح للشركات الأجنبية بتسجيل نفسها في بورصة شنغهاي في خطوة تعكس خططها الطموحة الهادفة لفتح أبواب قطاعها المالي وتحويل شنغهاي إلى أحد أكبر المراكز المالية العالمية. يقول فانج اكيسينجهاي المدير العام لمكتب الخدمات المالية الحكومي في شنغهاي «أعتقد أنه وبحلول وقت مبكر من العام المقبل سوف نشهد تسجيل شركة واحدة أو شركتين من الشركات الأجنبية في بورصة شنغهاي للأوراق المالية»، قبل أن يستطرد قائلاً «ومن المحتمل جداً أن يصار إلى تعيين مجلس إدارة دولي لسوق شنغهاي للأوراق المالية في ذات الوقت الذي سوف تخضع فيه الشركات الأجنبية إلى مختلف أنواع قوانين التسجيل والاكتتاب العام التي تناسب هذه الشركات بحيث تبرهن هذه القوانين على أنها سوف توفر معلومات كافية للمستثمرين الصينيين». إلى ذلك فإنه يتعين على الجهة المنظمة للسوق والتابعة للحكومة المركزية أن توافق أولاً على هذا القرار، ولكن فانج أعرب عن اطمئنانه بشأن المصادقة على المشروع، وتأتي هذه الخطط في أعقاب إعلان وزارة المالية الصينية بأن بكين أصبحت في طريقها لطرح سندات بقيمة 6 مليارات رينمينبي (ما يعادل 602 مليون يورو) في هونج كونج في هذا الشهر في محاولة «لتحسين وترقية المكانة العالمية» للعملة الصينية. وقد أشارت بعض الشركات العالمية عن اهتمامها ورغبتها في اصدار أسهم في داخل الصين، إذ قال ستيفن جرين رئيس مجلس إدارة مصرف اتش اس بي سي أثناء مؤتمر للإعلان عن نتائج البنك نصف السنوية تم عقده في هونج كونج في الشهر الماضي: «إننا نرغب بالتأكيد في إصدار الأسهم بمجرد المصادقة على هذا القرار»، واستطرد يقول: «إن القرار سيكون خطوة استراتيجية هامة للمضي قدماً بأعمالنا في الصين»، ويشار إلى أن كلاً من حكومة شنغهاي والحكومة المركزية في بكين طالما ظلت تدعي، ولفترة تزيد على عقد بأنها تهدف إلى تحويل المدينة إلى مركز مالي عالمي. وتعكف بكين أيضاً على إعادة دراسة خطة طال تأجيلها تسمح بالاكتتاب العام للشركات الكبيرة المملوكة للدولة التي تعمل بالخارج في هونج كونج. وذكر فانج أن عمليات تسجيل الشركات الأجنبية سوف يبدأ العمل بها بموجب «مرحلة تجريبية» وهو المدخل الذي ظلت تفضله الصين أثناء فترة الثلاثين عاماً الماضية من أجل اختبار مسيرة إصلاحات السوق قبل أن تتبنى هذه الاصلاحات بشكل أكثر توسعاً، إذ يقول فانج: «من المؤكد أننا لن نشهد تسجيل العشرات والعشرات من الشركات الأجنبية في المرحلة الأولى إلا ان الأمور سوف تمضي قدماً وبشكل تدريجي». يأتي ذلك بعد أن أظهر تقرير أن أرباح أكبر 500 شركة مسجلة فى الصين تجاوزت أرباح نظيراتها فى الولايات المتحدة، ووفقا للتقرير الصادر عن اتحاد الشركات الصينية وجمعية مديرى الاعمال الصينية، فإن صافى أرباح الشركات الصينية سجل 170.6 مليار دولار أميركي فى النصف الاول من العام الجاري، بينما سجل صافى أرباح الشركات الأميركية 98.9 مليار دولار أميركي. وعلى الرغم من أن صافى أرباح الشركات الكبيرة الصينية انخفض بنسبة 12.4% عن العام السابق، إلا أن هذه النسبة ما زالت أقل من نسبة 84.67% للشركات الأميركية، التى شهدت أسوأ تدهور فى 55 عاماً، وفقاً لمجلة فورتشن الأميركية. عن «الفاينانشيال تايمز»