لا أحد ينكر أن شركة مايكروسوفت عندما قامت بطرح نسختها من نظام التشغيل الأشهر في العالم «ويندوز 95» في عام 1995، قد غيرت مفهوم وطريقة تعامل الإنسان مع الكمبيوتر، وظهرت من خلال نسخة نظام التشغيل هذه أنواع جديدة من الكمبيوترات تسمى الكمبيوترات الشخصية، التي جعلت مئات الشركات التكنولوجية تدخل في صناعتها وصناعة قطعها، ما جعلها في متناول الجميع، بعدما كانت حكراً على الشركات والمختبرات الكبرى.
في الجانب الآخر لا يمكن لأحد أن ينكر أن شركة آبل، كانت من الشركات السباقة في عالم أنظمة التشغيل والكمبيوترات الشخصية، حيث إن كمبيوتراتها الشخصية كانت المنافس الرئيسي للكمبيوترات التي تعمل بأنظمة التشغيل من مايكروسوفت، وخصوصاً قبل طرح الأخيرة لنظام تشغيلها «ويندوز»، حيث كانت أجهزة آبل وأنظمة تشغيلها في تلك الفترة، من الشهرة بحيث كانت بمثابة الجهاز المثالي المكتبي أو العائلي، وخصوصاً جهازها «آبل آي آي سي بلس» و»آبل 3»... وغيرها العديد من الكمبيوترات، التي كانت تعج بالميزات والمواصفات في تلك الفترة، إنما كانت محصورة للتسويق والبيع ضمن إطار ضيق.
ينحصر على الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأخرى، الأمر الذي انعكس سلباً على مبيعات هذه الكمبيوترات، مما انعكس في نفس الوقت سلباً على شهرتها وانتشارها، على عكس ما كانت عليه الكمبيوترات التي تعمل بنظام التشغيل من مايكروسوفت.
محدودية برامج «آبل»
لعل عدم انتشار كمبيوترات آبل بالشكل الذي جاء عليه انتشار الكمبيوترات التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز، أثر وبشكل مباشر على عدم توافر وكثرة البرامج والتطبيقات المختلفة التي تتأقلم مع كمبيوترات آبل، بالشكل نفسه الذي جاءت عليه مثل هذه البرامج والتطبيقات بالكثرة والوفرة والتنوع على الكمبيوترات التي تعمل بأنظمة ويندوز، وحتى مع توافرها، فإن فرق السعر بين البرنامج الخاص بكمبيوتر آبل، قد يكون أكثر بكثير من السعر الذي يأتي عليه البرنامج للكمبيوتر الذي يعمل بنظام التشغيل ويندوز، بالإضافة إلى أن هناك مئات البرامج والتطبيقات التي لا توجد لها نسخ أخرى تعمل مع بيئة كمبيوترات آبل.
كما أن معظم الشركات العالمية الكبرى، المنتجة لهذه البرامج والتطبيقات، تطرح نسخها الأولى منها، لتتأقلم مع بيئة ويندوز، ثم تطرح فيما بعد النسخ الأخرى التي تتأقلم مع أجهزة آبل.
فضلاً عن هذا وذاك فإن عشاق ألعاب الكمبيوتر، يميلون إلى شراء أجهزة البي سي، عوضاً عن الماك، لكثرة ووفرة وتأقلم الألعاب مع أنظمة التشغيل ويندوز، أكثر مما هي عليه مع أنظمة التشغيل في أجهزة آبل.
أفضل البرامج
وإذا كنت من ملاك أحد كمبيوترات «آبل»، وتعاني من اختيار البرامج المناسبة لك، ولا تعرف ما الأفضل لجهازك من البرامج الكثيرة والمختلفة التي أصبحت اليوم في متناول الجميع، يمكنك الاختيار من بين هذه البرامج التي جاءت كأفضل البرامج ضمن اختيارات المستخدمين في مجلة «بي سي ماج»، والتي نتابع معها اليوم ما بدأناه بالأمس. والتي يمكننا تقسيمها إلى «البرامج الإبداعية، البرامج الإنتاجية، برامج تصفح الإنترنت، وبرامج الاتصالات».
البرامج الإبداعية
وهي البرامج التي تطلق العنان لمخيلتك وليديك للتعامل مع ملفات الصوت والفيديو والصور لديك، لإنتاج مواد شخصية خاصة بك، وبلمساتك الفنية، والتي تعتبر كثيرة في أيامنا الحالية، ومن أفضلها لمستخدمي أجهزة الماكنتوش، برنامج «iMovie 11»، وبرنامج «iPhoto 11»، والتي تأتيك بسعر 15 دولارا، فالأول يمكنك من التعامل مع ملفات الفيديو صوتاً وصورة، ويمكنك من تحريرها وتعديلها حسب الحاجة بصورة فنية أشبه بأفلام هوليوود، والثاني يمكنك من التعامل مع الصور الخاصة بك بطريقة احترافية، من حيث التنظيم والتخزين، وحتى التحرير والعرض وإرسالها عبر البريد الإلكتروني أو تخصيصها لموقع الفيسبوك. وإذا كنت محترفاً فما عليك سوى شراء برنامج «Adobe Photoshop Lightroom 4»، بملغ 149 دولاراً، والذي يعطيك العشرات من الوظائف والأوامر لتنظيم وتحسين وتعديل صورك الخاصة، وذلك من خلال أدائه وتصميمه السهل، والذي يعطيك أيضاً إمكانية تحرير الصور والفيديو، مع دمجه للخرائط.
كما يوجد العديد من البرامج الإبداعية الأخرى المميزة، مثل برنامج «Aperture 3.2»، بسعر 80 دولار، والذي يسهل عليك تنظيم الأرشيف الخاص بصورك الشخصية، كما يساعدك على تصحيح المشاكل والأخطاء في هذه الصور، ليظهرها بأفضل شكل ممكن، كما أن هذا البرنامج متصل مع «آي كلاود» ما يمكن مستخدميه من إرسال صورهم على هواتفهم وأجهزتهم الذكية من آبل. هذا بالإضافة إلى برنامج «Pixelmator» الذي يأتي بسعر 30 دولاراً، والذي يمكنك هو أيضاً من التعامل مع مئات الصور الخاصة بك وتحريرها من خلال مئات الوظائف والأدوات والفلاتر المميزة، التي تكون تحت أمرك لاستخدامها في تحرير ومعالجة وتعديل الصور الخاصة بك. وأخيراً برنامج الصوت المميز بوظائفه وإمكانياته الكثيرة والعديدة، «GarageBand 11» بسعر 15 دولاراً، والذي يقدم لك عشرات الدروس المهمة في عالم الصوتيات وكيفية تحرير ملفات الموسيقى والأغاني بطريقة احترافية، من خلال ما يأتيك به من أدوات تمكنك من إنتاج ملفات صوتية عالية الجودة ومتميزة.
البرامج الإنتاجية
ومثل هذه البرامج كثيرة وعديدة، وتتلخص في تقديم الفائدة القصوى لأصحاب الشركات أو الأعمال، صغيرة ومتوسطة الحجم، والتي تمدهم بالعديد من الأدوات السهلة التي تساعدهم في إتمام أعمالهم بنجاح، مثل برنامج «Adobe FormsCentral» المجاني والذي تدعمه «آبل»، حيث يقدم لمستخدميه الخطوات الأولى والمتميزة في إنشاء ما يعرف بـ «الفوروم/Forms»، في مواقعهم الشخصية أو الرسمية، بحيث يسهل لزوار الموقع الحصول على المعلومات ووضع معلوماتهم الشخصية بشكل مميز وسهل، مع توفير البرنامج لإمكانية تحليل هذه البيانات. وهنالك برنامج «Alfred» المجاني أيضاً، الذي يسهل عليك عملية البحث عن أي برنامج أو ملف في كمبيوترك وفتحه من خلال لوحة المفاتيح ودون الحاجة إلى استخدام الماوس. أما برنامج «Bento 4» بمبلغ 50 دولارا، فهو من أفضل البرامج التي تتعامل مع قائمة الأسماء لديك، وتعطيك القدرة الكاملة على تبادلها مع هاتفك آي فون، مع إمكانية الإضافة والتعديل عليها بشكل كامل، كما يأتي متوافقاً مع برنامج iPhoto. وهنالك برنامج «Dragon Dictate»، القادر على تحويل صوتك إلى نصوص جاهزة، وبرنامج «Apple iWork 09»، الذي قد يعتبر من أفضل البدائل لبرنامج مايكروسوفت أوفيس على أجهزة الماكنتوش، ويأتي بسعر 79 دولاراً.
برامج تصفح الإنترنت
ومن أفضل هذه البرامج والتي قد تكون غنية عن التعريف، لعشاق أجهزة الماك والبي سي معاً «جوجل كروم، فايرفوكس، أوبيرا»، والتي تأتي جميعها كنسخ مجانية، وتأتيك بالعشرات من الوظائف والميزات المختلفة والرائعة خلال تصفحك الإنترنت ومنها:
برامج المزامنة
والتي هي اليوم ليست بالأهمية الكبيرة، إنما من المؤكد أنها ستصبح من أهم البرامج في القريب العاجل، وخصوصاً مع زيادة مخاطر حفظ النسخ الاحتياطية من المواد الشخصية على الكمبيوترات والأقراص الصلبة أو الفلاشات، واستبدالها بالنسخ عبر الإنترنت أو ما يعرف بالسحابة الإلكترونية، ومن هذه البرامج التي تسهل لك عملية نسخ موادك وحفظها على الإنترنت، برنامج «Apple iCloud» الذي يربط كمبيوترك الشخصي وهاتفك وجهازك الذكي وحتى تلفازك من آبل، جميعاً عبر الإنترنت، وبالتالي تتشارك جميع هذه الأجهزة بهذه المادة الموجودة على هذه السحابة من آبل. وهنالك برنامج «Dropbox»، الذي يمنحك مساحة تخزينية عبر الإنترنت خاصة بك، تمكنك من نسخ كافة موادك وملفاتك الخاصة عليها، وبالتالي الحصول عليها من أي مكان في العالم، فوراً وعلى أي جهاز تريد. وهناك العديد من البرامج التي توفر لك مثل هذه الميزات والإمكانيات، مثل برنامج «CS» وبرنامج «SugarSync».
التجربة هي الحل الأفضل
العديد من قرائنا يعانون كثيراً، بعد شرائهم لبرنامج جديد، ويجدون أنفسهم ليسوا بحاجة إلى مثل هذا البرنامج، وأنهم أخطأوا في الاختيار. ولهذا فنصيحتي التي أكررها دوماً، أن لا تشتري برنامجاً جديداً، إلا بعد أن تكون قد حملت النسخة المجانية والتجريبية منه، لأنه وببساطة برامج اليوم باتت من الكثرة والوفرة بحيث لا يمكنك تمييز الصالح والنافع منها، إلا بعد تجريبك للبرنامج على جهازك الذي ترغب بتحميل البرنامج عليه، فقد يعمل البرنامج بكفاءة مطلقة على كمبيوترك، ولا يعمل بنفس هذه الكفاءة على كمبيوتري. ولهذا فالتجربة هي الحل الأفضل لتقيك شراء البرامج التي قد لا تفيدك ولا تعمل بالشكل المناسب على كمبيوترك.
عدد اليوم
)
