الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب صينيون يطالبون «آبل» بتعويضات مليونية بتهمة قرصنة مؤلفاتهم

كتاب صينيون يطالبون «آبل» بتعويضات مليونية بتهمة قرصنة مؤلفاتهم
26 مارس 2012
طالبت مجموعة من الكتاب الصينيين البارزين شركة "آبل" العملاقة بملايين الدولارات كتعويض لهم عن بيع الشركة نسخاً إلكترونية "غير مرخصة" من كتبهم من خلال متجر "آبل" على الشبكة، معتبرين أن في ذلك خرقاً صريحاً لحقوق الملكية الفكرية، وتطرح قضايا حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والكتاب والصحفيين العديد من الإشكالات التي لم تجد بعد حلولاً مرضية، وتؤثر بشكل منهجي على المردود الاقتصادي لمنتجي المحتويات حتى أن مؤلفة إسبانية اعتزلت الكتابة احتجاجاً على قرصنة كتبها. رفع اثنا عشر كاتباً صينياً بارزاً ثلاث دعاوى قضائية على شركة آبل أمام إحدى محاكم بكين باسم، يقولون فيها إن 59 من مؤلفاتهم قد بيعت بطريقة غير قانونية على متجر آيتون التابع لآبل على شبكة الإنترنت. وقال محامي مجموعة الكتاب الصينيين وانج جوهووا إن آبل قامت بتحميل هذه الكتب دون إذن من مؤلفيها خارقة بذلك حقوق الملكية الفكرية. 95 كتاباً أكد جوهووا أن آبل قامت بحذف بعض هذه العناوين من متجرها على الإنترنت عند بدء إثارة القضية في يناير الماضي، لكنها عادت إلى الظهور مجددا في محال البيع، مرجحاً أن ذلك قد تم على يد مطورين حصلوا على نسخ من المتجر، ثم أعادوا عرضها للبيع عبر تطبيقات على موقع المتجر نفسه.وذكر موقع “نيوز تريبيون” أن هذه القضية تعتبر كسراً للنمط المعتاد حتى الآن في مجال التقاضي ضد شركات التكنولوجيا، حيث كان السائد رفع قضايا خرق حقوق الملكية، وطلب التعويضات من قبل فنانين وشركات من الولايات المتحدة ضد شركات صينية بتهمة تقليد الأخيرة أعمالهم. وغالباً ما اتهمت اتحادات تجارية أميركية الصينيين بانتهاك حقوق ملكيتها الفكرية لمنتجات موسيقية وتصاميم ملابس وغيرها من السلع ما يكلف منتجيها الأصليين مليارات الدولارات بسبب خسارتها لمبيعات مفترضة. وذكر جوهووا أن قيمة التعويضات التي يطالب بها هؤلاء المؤلفون في الدعاوى الثلاث تبلغ 23 مليون يوان صيني أي ما يعادل نحو 3.4 ملايين دولار أميركي. ونسب الموقع إلى جوهووا قوله إن هناك عشرة كتاب صينيين آخرين لديهم قضايا مشابهة، ولكن ملفات قضاياهم لم تنجز بعد، وبذلك يكون مجموع الكتاب الذين سجلوا شكاوى لدى جوهووا 23 مؤلفاً يقولون إن آبل قرصنت 95 كتاباً وباعتها على شبكة الإنترنت. احتجاج شديد ليست قضية المؤلفين الصينيين الأولى من سبل احتجاج الكتاب على تعرض كتبهم للقرصنة التي تحرمهم من عوائد البيع. وقبل بضعة أشهر برزت في إسبانيا قضية الروائية البارزة لوسيا اتكسباريا، التي أعلنت عن اعتزالها الكتابة احتجاجا على قرصنة أعمالها عبر تنزيل نسخ إلكترونية غير مرخصة من كتبها. وقالت حينها إنها هجرت هذه المهنة، وبدأت تبحث عن عمل جديد. وكانت اتكسباريا، وهي من مواليد 1966، حازت العديد من الجوائز الأدبية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكانت محط أضواء وجدل، جعل منها واحدة من أبرز الكتاب في إسبانيا ولاقت كتبها إقبالاً واسعاً. وأوضحت في تصريح لها لصحيفة “الجارديان” البريطانية أن المؤلفين الإسبان يواجهون مستقبلا صعبا بسبب توسع عمليات القرصنة بدءاً من سرقة الأعمال الموسيقية مروراً بالأفلام ومن ثم إلى الأدب. وقد كتبت على صفحتها على موقع فيسبوك إنها اكتشفت بأنه تم تنزيل نسخ غير قانونية من كتابها أكثر مما باعت ولهذا “أعلن رسمياً بأني لن أنشر كتاباً آخر لوقت طويل جداً”. وأردفت أنها لم تعد مستعدة لصرف ثلاث سنوات من عمرها المهني من أجل تأليف كتاب سيتعرض للقرصنة. واعتبرت أن إسبانيا تأتي في رأس قائمة الدول عالميا من حيث عمليات التنزيل غير القانوني بالنسبة لعدد السكان، موضحة “أننا نأتي بعد الصين وروسيا من حيث العدد الإجمالي. ولكن نفوز بالمرتبة الأولى بمقياس عدد السكان”. إشكالات وضغوط رأت اتكسباريا أن “هناك أشخاصا جنوا الملايين من عمليات القرصنة عبر الشبكة من خلال مواقع مثل “بليزس”، وهناك مجموعة ضغط قوية جدا وحكومتنا لا تجرأ على تشريع القوانين التي تحول دون ذلك”. علما أن حكومة الحزب الاشتراكي السابقة التي كانت يرأسها جوزيه لويز روردريجيز ساباتيرو كانت تقدمت بقانون لمكافحة القرصنة في آخر أيامها. وتطرح قضايا حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والكتاب والصحفيين العديد من الإشكالات التي لم تجد بعد حلولاً مرضية، وتؤثر بشكل منهجي على المردود الاقتصادي لمنتجي المحتويات. ويبدو أن خسارة الصحف لقضيتها ضد بعض شركات التكنولوجيا ولاسيما جوجل قبل سنتين قد أسهم في تعميق المشكلة، فازدهرت عملية نقل محتويات الصحف والمؤسسات الإخبارية دون أن تستطيع تحصيل ما يكفي من حصة أرباح شركات جوجل من الإعلانات المرتبطة بالأخبار والمحتويات التي تنقلها أمام المحاكم الأميركية. ويسهم غياب تشريعات حاسمة بهذا الصدد على المستويات الوطنية والمستوى الدولي في استمرار شكاوى الصحف والمؤلفين علماً بأن صحفا تمكنت في بعض الدول مؤخرا من الحصول على أوامر قضائية تمنع بموجبها مواقع إخبارية منافسة لها من النقل العشوائي لمحتوياتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©