26 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - شهد جمهور مهرجان أبوظبي 2012، ليلة استثنائية مساء أمس في مسرح قصر الإمارات، عندما قدم أستاذ العود العربي الفنان الموسيقار نصير شمة عرضاً أبهر به الحضور وأخذهم في رحلة خيالية عبر عوالم الإيقاع برفقة مجموعة من كبار الموسيقيين العالميين، وذلك في عرض هو الأول عالمياً بتكليف حصري من مهرجان أبوظبي، ليكون خير تجسيد لشعار الدورة التاسعة من المهرجان«العالم في حوار»، التي انطلقت مؤخراً وتستمر حتى 6 إبريل المقبل، تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
إلى ذلك قالت هدى الخميس كانو، مُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسِّس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إن نصير شمة قدم برفقة فرقة الموسيقى العالمية عرضاً يتصف بالرقي والروعة الموسيقية، حيث جمع بشكل بديع بين ألحان الموسيقى الشرق أوسطية ونظيرتها الغربية، والأمريكو لاتينية، وذلك ضمن عرض يقدم للمرة الأولى عالمياً وبتكليف حصري عبر مهرجان أبوظبي، الذي يعد سيمفونية الثقافات العالمية المنفتحة دوماً على عوالم الإبداع الفني والثقافي في العالم.
وبدأ العرض بعزف منفرد أداه نصير شمه بعنوان«بعيداً عن الحزن» اختتم بعده الجزء الأول بعرض ضم إلى جواره سبعة من العازفين الإماراتيين قدموا مقطوعة موسيقية عذبة بعنوان«الاتحاد»، وهي من وحي «روح الاتحاد» الذي كان شعار احتفالات دولة الإمارات بيومها الوطني الأربعين، ثم افتتح الجزء الثاني من الأمسية بعنوان رحلة الأرواح، وهي مقطوعة موسيقية تعد تجربة فريدة، اختتمت بعدها الفرقة بعزف ارتجالي منفرد قام بتأديته العازفون كلاً بدوره، ليعود الجميع بعد ذلك إلى الالتحام مجدداً في خاتمة كبرى ونهائية.
وأشارت إلى أن عازف العود العراقي الموسيقار نصير شمة، من أهم أساتذة عزف وتدريس العود في العالم، وهو أول من صنع العود المثمَن الأوتار بدلاً من السداسي الأوتار، ليضيف المزيد من القدرات الموسيقية الرائعة لهذه الآلة الموسيقية البديعة، وقدم خلال مسيرته الفنية الطويلة العديد من الحفلات التي أبهر بها الجمهور بعزفه المتفرّد في مختلف أنحاء العالم، كما شارك في تأليف العديد من المقطوعات الموسيقية.
وحول مشاركته في المهرجان يقول الفنان نصير شمة: دوماً أشعر بالسعادة عند تقديم موسيقاي في المنطقة العربية، فالموسيقى هي امتداد خفي للناس وانعكاس بديع لثقافاتهم المتنوعة، ولقد أتاحت لي المشاركة في الدورة التاسعة من المهرجان، تقديم تجربة موسيقية جديدة تمكنت خلالها من مزج عناصر الإبداع التراثي الموسيقي الشرق أوسطي مع مؤثرات موسيقية من مختلف أنحاء العالم.
ورافق نصير شمة في الأمسية فنانون مبدعون ضمن فرقة الموسيقى العالمية منهم، عازف الغيتار الرائع نينيو خوسيلي، وقارع الطبل بيرتو ريكان، ومبدع الجاز العالمي جيوفاني هيدالغو الذي قدم من قبل عروضاً إلى جانب أسطورة الجاز ديزي غيليسبيو، كما ضمت الفرقة المبدع الأمريكي المولد مايلز جاي الذي تفرَد في مزج ألحان الموسيقى العربية بالجاز والموسيقى الكلاسيكية، وقدم عروضه إلى جانب مبدعين أمثال يوسو ندور، زياد الرحباني، وفتحي سلامة.
كما شارك ضمن فرقة الموسيقى العالمية أيضاً، فاسيليس ساليس، عازف الكلارينيت الأول في اليونان، والمؤلف الموسيقي إدمار كاستينيدا المعروف عالمياً بمهارات عزفه الساحر على القيثارة، وعازف البيانو الإيطالي المتألق تشيزاري بيكو، وآخرون من كبار الموسيقيين في العالم، والذين تألقوا جميعاً برفقة نصير شمة، وأطربوا الجمهور بأمسية فنية من أروع ما يمكن أن تقدمه الموسيقى من ألحان.
عدد اليوم
