الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجال أعمال وموظفون ناجحون يتطوعون في خدمة المجتمع

رجال أعمال وموظفون ناجحون يتطوعون في خدمة المجتمع
23 مايو 2010 20:54
“مهمتنا هي تنمية مهارات الشباب وتهيئتهم لعالم الأعمال”، هكذا تعرف مؤسسة «إنجاز الإمارات» القائمة على المتطوعين من الناجحين في مهنهم وأعمالهم الخاصة كي يكونوا قدوة لطلبة المدارس، فيوسعون من خياراتهم ويعززون سبل نجاحهم، وبمعنى آخر يختصرون عليهم طريق البحث المضني في عالم يتميز جانبه الاقتصادي بالسرعة قبل أي شيء آخر. “إنجاز” الإمارات هي عضو في المؤسسة العالمية junior achievement worldwide التي تنتمي إليها 123 دولة حول العالم، بينها 12 دولة عربية، وكانت البداية مع “إنجاز” العرب حيث أقر رأي الحكومات العربية وتحديداً من خلال وزاراتها للتربية والتعليم على ضرورة الربط بين الطلاب وسوق العمل، وفي العام 2008 بدأت إنجاز الإمارات، وكانت الانطلاقة من دبي، ومن ثم في أبوظبي في مارس 2009. وبين الأعوام 2006 و2008، كان عمل “إنجاز” الإمارات تجريبيا لرصد إمكانات النجاح وجذب اهتمام القطاعات الخاصة والحكومية في دعم هذا البرنامج وفي إقامة الصلة الإيجابية مع الطلاب. كل فصل دراسي يمرّ، تسمع فيه عن فصول أقامتها “إنجاز” بمتطوعيها في عدد من المدارس الحكومية، وتشير سلاف الزعبي، المديرة التنفيذية لبرنامج “إنجاز” الإمارات، إلى وعي الحكومات العربية في المؤتمرات الاقتصادية لضرورة إدخال المفاهيم الاقتصادية والريادة والتوظيف الذاتي في ثقافة الطلاب ومنذ الصغر. وتلفت إلى أن “إنجاز” العرب قررت العمل على الفئة العمرية الممتدة من 11 إلى 22 عاماً، وهي الفئة الأكثر تشرباً لكل جديد ومفيد، ولذا كان التوجه في الإمارات للتعاون مباشرة مع المجالس التعليمية في الإمارات في إطار الاتفاق والتعاون الذي تم مع وزارة التربية والتعليم، للتمكن من تخصيص وقت في المدارس للدورات التي تقوم بها “إنجاز”، وقد جاء دعم الشركات أو القطاع الخاص بشكل يضمن توفير المتطوع من دون أن يعتبر عطاؤه خارج إطار عمله. فالمتطوع، كما تؤكد، يأتي إلينا بمعرفة ودعم شركته، لا بل إن بعض الشركات تعطي الكثير من المحفــزات لموظفيهــا كي يعطــوا من وقتهم وخبرتهم لطلبة المدارس في صفوفهم. فتجد مديراً أو موظفاً أو نائب مدير أو مسؤول قسم، ينقل تجاربه وخبراته للطلبة، وأكثر من ذلك يكون القدوة للإماراتيين الشباب والشابات كي يتوجهوا إلى أكثر من قطاع في المستقبل ويعرفوا أسرار النجاح من خلال التقديم الجيد لما يمتلكونه من علم وخبرات. وتشير سلاف إلى أن البداية مع المدارس الحكومية كانت لحاجة طلابها لهذا التوجيه، فهم من أهل البلد ومن المحتم فتح الأفق أمامهم كي يتوزعوا على مختلف المهن ولا يكتفون بالتوجه للعمل في القطاع الحكومي وحسب. ولكن هذا لا يعني أن “إنجاز” لن تتوجه إلى المدارس الأخرى، وهذا ما سيشمله برنامجنا للعام الدراسي 2010- 2011، إنما يبقى القطاع الحكومي هو الأساس. وتؤكد سلاف “أن كل شيء مجاني، ذلك أن هدفنا الأول ايصال المعلومات والمحفزات إلى الطالب أولاً، وإلى الإماراتي المتحدث باللغة العربية ثانياً. وتقول “حين بدأنا لم نكن متأكدين من أن القطاع الخاص سيدعمنا بكثافة، وسرّنا أن هذا القطاع تشجع وباندفاع كبير للمساعدة، ثمة من يقدمون المال للتسهيلات التي نحتاجها، وثمة من يدعمونا بشكل غير مباشر عبر تأمين أماكن لاجتماعاتنا وعملنا”. الرغبة وليس الحاجة من جهته يقول سامي الحرباوي عن تجربته التطوعية في “إنجاز”: إن دعم القطاع الخاص لتطوعنا مهم جداً، فأنا أتطوع من ضمن عملي في الشركة حيث إن هذه الساعات محسوبة من ضمن ساعات العمل، حتى لو كانت بعد دوام العمل. وهذه مبادرة من شركتي لأن الشركات الرائدة تنظر اليوم إلى المجتمع الذي تنمو وتنجح فيه، وهي تعتبر أن عليها تحمّل جزء من المسؤولية الاجتماعية”. وتشير سلاف إلى أن هناك مهارات ليس بالوسع تعليمها نظرياً، ومنها مهارات التواصل وتقديم العمل أو الشخص بالشكل المناسب والريادة في العمل، وبالتالي فإن البرنامج يربط المتطوعين من القطاع الخاص مع الطلاب لنقل مفاهيم ومهارات في مجالات ثلاثة، هي: الاستعداد لدخول سوق العمل، الريادة والتوظيف الذاتي، الثقافة المالية. وعن التوظيف الذاتي الذي أحببنا الإطلاع على مفهومه، تقول سلاف إن البرنامج يميز بين الرغبة والحاجة في مسألة التوظيف الذاتي، وفي حين أن معظم المجتمعات العربية يقوم فيها التوظيف الذاتي بناء على الحاجة، ففي مناطق الخليج يقوم على الرغبة، وبالتالي يختلف التوجه من بلد إلى آخر، والرغبة لها ميزات في حب العمل الذي يريد المرء تأسيسه، وهنا عليه أن يكتسب مهارات تؤهله لإدارة عمله وهذا ما يتضمنه برنامج “شركة” في إطار التوظيف الذاتي حيث يتعلّم الطلاب مهارات تأسيس شركة بكل معنى الكلمة (الفكرة- الهيكلية- الأطر التنظيمية- الأسهم- عرض الأسهم للبيع..). وترى سلاف أن تأسيس عمل يعود بالفائدة على كل المنطقة، لأن مؤسس العمل سيلجأ إلى المواطنين والوافدين على السواء ما يحقق دورة اقتصادية نشطة في المستقبل. دهشة الإنجاز بدورها تقول عفراء المنصوري عن تجربتها، وهي جامعية سنحت لها الفرصة التدرب مع فريق “إنجاز”، إنها اكتشفت أن البرنامج يوفر للتلاميذ فرص توسع من آفاقهم في تطلعهم إلى المستقبل، وهي فرص لم تتوفر لها في السابق وهي في الواحدة والعشرين من عمرها. تقول “لم أكن أعرف كيف أكتب سيرتي المهنية التي تؤهلني لتقديم مهاراتي وتعليمي للحصول على فرصة عمل إلا في السنة الجامعية الثانية، وها إني أرى التلاميذ في الصفوف الإعدادية يتدربوا على هذه المهارات من بين مهارات أخرى لابد من توفيرها لهم من أجل توسيع رقعة خياراتهم في المستقبل. أما أماني التيجاني عبدالله بدر، فهي مهندسة معمارية تعمل في إحدى الشركات، وقد دعمتها شركتها للتطوع لنقل خبرتها للتلاميذ، فتتحدث عن تجربتها، وكيف كان تجاوب التلميذات معها، ففي البداية حاولنا إقامة التحدي معها عبر طرح أسئلة حرجة لمجرد طرحها، وتقول “كدت أقول لنفسي إنني فشلت، غير أنني اعتمدت أسلوب مصادقة الفتيات وتوعيتهن على أهمية المعلومات والمهارات التي أنقلها إليهنّ، فتشجعن ورحن يتنافسن متجاوبات مع البرنامج بشكل أثار دهشتي، فمع أنني أعطيتهن فكرة عن كيفية تأسيس شركة، دهشت حين أسسن بالكامل شركة لهنّ بكامل تفاصيلها، حتى أنهن ابتكرن أفكارا للتجارة بمنتجات وتمكنّ من بيعها”. ثراء التجربة أمَّا نوح صالح الحمادي، فقد كانت لتجربته نكهة أخرى، هو بداية تطوع وكان نصيبه أن يدخل إلى مدرسة للفتيات، وعلى عادة الطالبات رحن يمزحن بتسميته “ذي مان” - الرجل، وماذا يفعل رجل في عالم الفتيات؟ بداية، يقول نوح إنّه اعتبر التجربة صعبة لأن الفتيات في مرحلة عمرية دقيقة من 11 إلى 13، ويقول “كنت أجد صعوبة في التعامل مع هذه المرحلة العمرية لدى الصبيان، فما بالك في التعامل مع الفتيات؟ وفي البداية، كنت ألجأ إلى أمثلة مستقاة من هواياتي كرجل وصبي في السابق، أي بالتحديد أمثلة من عالم الرياضة، وكان انعكاس ذلك مللاً واضحاً في معالم وجوههنّ”. يضحك مضيفاً “قلت لنفسي، أوقف هذه الأمثلة الصبيانية، وأسعى لمعرفة اهتماماتهنّ من أجل التمكن من إيصال المعلومات والمهارات إليهنّ”. وكان موضوع نوح في صفه “كيف تكون رائداً في سوق العمل؟” ويلفت إلى أنه كان يعمل في بلدية أبوظبي حين تطوع للعمل مع “إنجاز”، وحالياً يعمل في شركة خاصة، ويرى أن “هذه الشركة ستتابع كما البلدية، التي هي قطاع عام، في دعمه للتطوع، لأن التطوع في الإمارات تدعمه القيادة العليا، فبات منتشراً ثقافياً بين الشباب والشابات بشكل عفوي وفعال”. بحثاً عن الريادة مسؤولة “إنجاز” في مدرسة الريم النموذجية للتعليم الأساسي (حلقة ثانية) الأستاذة حنان محمود رمزي، تحدثت عن تجربة المدرسة مع البرنامج، مشيرة إلى أن مديرة المدرسة الأستاذة عائشة الزعابي تابعت باهتمام فصول البرنامج مع الطالبات، وقد عمدت سؤال الفتيات عن تجربتهنّ مستطلعة الاستفادة التي تلقينها من المتطوعين في البرنامج. وتقول “نحن مدرسة حكومية، وبالتالي كان التجاوب من المديرة لافتاً لأنه ليس بالوسع إعطاء المساحة للبرنامج من دون تخصيص الوقت والمكان المناسب، فلولا أنها لم توفر هذا الدعم لما تمكنت الفتيات من المتابعة، لأن المسألة تنظيمية وتحتاج إلى إدراج وقت للبرنامج ضمن أوقات الحصص المدرسية، وبالتالي هي شبكة متكاملة في العمل من المديرة والبرنامج ومجلس أبوظبي التعليمي والوزارة المعنية، وقد أوكلت في المدرسة مسؤولية التنسيق للبرنامج”. وقد أدهش حنان رمزي تفاعل الفتيات مع البرنامج، على الرغم من أن نشاطهن فيه لم يكن له علامات تحتسب لهنّ، وتقول “نرى الكثير من المشاريع التي تعرض علينا وغالبيتها عادية، ولكن هذا البرنامج تميّز في جذب الفتيات للاهتمام بما يتلقينه، والنتيجة جاءت مذهلة فعلاً، فقد نظمن مشروعا بيئيا لمحيط المدرسة ضمن برنامج “كيف أكون رائداً في مجتمعي؟” وقد اقترحت بعض الفتيات زيارة مركز الأحداث للفتيات والمدرسة تنتظر موافقة وزارة الداخلية لتحقيق ذلك، وهنّ في اقتراحهنّ أشرن إلى نيتهنّ مقابلة الفتيات في المركز والإطلاع على أوضاعهنّ وسبب وصولهنّ إلى المركز”. وتضيف “لقد لفتنا في البرنامج أن من يقوم به هم متطوعون من الناجحين في مهنهم وأعمالهم في المجتمع، وبالتالي هم يعطون المثال للفتيات للنجاح بمجرد أن يتعرفن عليهم، ويستفدن من البرنامج في مجالات متعددة”. وترى حنان أن هذا الجيل لديه طاقات جبّارة، ولا يحتاج إلا إلى التوجيه، فليس كل شيء في الحياة يبنى على المادة، فالعمل للمجتمع من دون مقابل بابتكارات لهذا المجتمع ولمنفعته هو من خير الأمثلة التي يعطيها متطوعو “إنجاز” بمجرد تواجدهم مع التلاميذ بكل رغبة بالعطاء”. القدوة تقول المسؤولة عن برنامج “إنجاز” في أبوظبي غدير زلاطيمو، التي بدأت مع البرنامج منذ افتتاحه لمكتبه في أبوظبي في مارس 2009، إنها كانت تعرف عن البرنامج مذ كانت في الأردن، إلى أن حضرت إحدى المناسبات التي هدفت التبرع لإنجاز الإمارات، فعمدت إلى التعرّف عليهم ومن ثم كرت السبحة وعملت في مكتب أبوظبي، لتشير أن كادر “إنجاز” الإماراتي الوظيفي يضمّ أربعة أشخاص فقط، في حين أن العاملين مع البرنامج جميعهم من المتطوعين. وعن تجربتها في الإمارات، وهي لها خبرة في دمج العمل التعليمي مع الناحية الإنسانية، تقول “أثبتت الدراسات أن طلاب الإمارات يتجهون في غالبيتهم لقطاعات مثل القطاعين الحكومي والعسكري، ولكن هذا لا يجب أن يستمر على هذا المنوال لأن لكل قطاع في الدولة حاجاته المدروسة، وثمة مشاريع كثيرة بالوسع إقامتها كما قطاع خاص واسع يجب الدخول إليه من قبل الإماراتيين وبقوة. وما نقوم به، هو أننا نهيّئ الطلاب للدخول إلى القطاع الخاص بقوة وثقة من خلال القدوة التي يرونها في أفراد من المجتمع برزوا ولمعوا كل في مجاله، وها هم يتطوعون من أجل إنارة الطريق أمامهم”. وتضيف “يهمّنا أن نشجّع الطلاب على متابعة تعليمهم العالي وعلى إنشاء أعمالهم الخاصة، كما أنه في ظل التسارع العالمي في عالم الأعمال، لا بد من أن نؤهل في “إنجاز” الطلاب كي يواكبونه ويسيروا قدماً فيه”. تجربة مشجعة عن تفاعل الطلاب مع البرنامج، تقول غدير زلاطيمو “كنّا متخوفين من عدم تجاوب الطلاب لأن ليس هناك علامات تمنح لهم لمتابعتهم البرنامج، ولكن ما لمسناه منذ بداية عملنا معهم إلى اليوم يعتبر نجاحاً ممتازاً، فهم على عكس التوقعات متعطشين لما نقدمه إليهم ومهتمين بالمادة وباكتساب المهارات، وثمة مشاريع يبتكرونها بأنفسهم تدلّ على مدى إبداعهم وابتكارهم في الأفكار المطروحة. يحتاج الطلاب إلى من يستمع إليهم ونحن كبرنامج، من أهم أهدافنا الاستماع إليهم جيداً لنعرف كيف نرشدهم إلى الطريق”. ويلخص حميد الحمادي، متطوع مع “إنجاز” وصفه للبرنامج بالآتي: “إذا دخل الطلاب غرفة معتمة وهم معصوبو الأعين، سوف يرتطمون بالأثاث وربما يقعون ويتعوّرون، برنامج “إنجاز” يتيح لهؤلاء الطلاب أن يلقوا نظرة على الغرفة بما فيها من تحديات وعقبات، فإذا دخلوها سيدخلونها وهم يعرفون أين يسيرون وكيف حتى وهم معصوبو الأعين”. تلميذة تشكر متطوعاً من إنجاز أحبّت إحدى التلميذات من الصف الثامن شكر أستاذها، المتطوع الذي أعطى من وقته في إطار برنامج “إنجاز” فكتبت له رسالة وشعراً بالنيابة عن صفها، وفي ورقة التقييم التي توزعها “إنجاز” على الطالبات، يحصد البرنامج تأييداً لاستمرارية البرنامج لما له من فائدة لهن. ومعظم الطالبات يعترفن أنه في البداية لم يكن متحمسات للفكرة، ولكن بعد متابعة البرنامج يتغيّر ويتبدّل رأيهن ويتمنين لو تستمر حصص “إنجاز”. وتقول التلميذة شمّا الظاهري في رسالتها: “بالنيابة عن صفي الثامن، أود أن أشكر الأستاذ والأخ الفاضل حسن الحوسني وأشكر جميع من ساهم وكتب القصيدة وأشكر برنامج “إنجاز”... أشكرك على كل شيء أنجزته في إنجاز وعلى هذا التطور والإبداع، ولو أشكرك وكلنا نشكرك على هذا الإنجاز ما نوفي شكرك والمستطاع هذي أنا أشكرك وأشكر كل إنجاز وعساكم دوم في سما الإمارات تبدعون”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©