الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فارق السن.. منطقة «ضبابية» في حياة الزوجين

فارق السن.. منطقة «ضبابية» في حياة الزوجين
23 مايو 2010 20:55
بات متقبلًا في مجتمعاتنا الشرقية عموماً أن يكبر الزوج زوجته بسنوات لم يوضع لها حد أعلى، لكن البعض يتحفظ بل ويرفض في كثير من الحالات أن يتجاوز عمر الزوجة عمر الزوج ولو بأشهر معدودة، ورغم ذلك نجد حالات كثيرة مستقرة وهانئة تكون الزوجة فيها أكبر سناً من الزوج، واستطاعا أن يكونا معاً نموذجاً للحب والسعادة الزوجية . بالرغم من أن التكافؤ بين الزوجين يعتبر الخطوة الأولى والأساسية لتحقيق زواج ناجح، إلا أن كثير من الناس لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان، ويستند التكافؤ الموضوعي في الزواج عموماً على عوامل: السن والمستوى الثقافي والانتماء الاجتماعي، والوضع المهني والاقتصادي ومستوى التعليم. وتشكل هذه العوامل مقومات موضوعية لإمكانية إقامة علاقة زوجية مستقرة ومتوازنة تقلل من احتمالات ظهور الصراع والخلافات والتناقضات. ويرى البعض أن من الضرورة وجود حالة من التوازن أو التقارب العمري بين الزوجين وإلا فقد تنشأ حالات من التفاوت في الحاجات والمتطلبات والرؤى والتوجهات. من مثل ما يحدث بين زوج مسن وزوجة صغيرة السن. فبينما يكون الزوج قد وصل مرحلة تبدأ حاجته فيها إلى الاستقرار وتكمن نزواته. تكون الزوجة مازالت في مقتبل مرحلة الحيوية والانفتاح على الدنيا والحاجة إلى إرضاء حاجاتها العاطفية والجسدية. وبعد مرحلة البدايات وتنازلاتها وتحملها أو فرحتها تأتي مرحلة إعادة حسابات الربح والخسارة من الطرفين معاً. وقد يبدو كل منهما في نظر الآخر معوقاً لحياته أو عبئاً عليه نظراً لتفاوت المتطلبات والاحتياجات. وقد يفتح سجل صراع القوة والصراع على المكانة الذي يشكل ردود فعل للإحباطات المختلفة الناتجة عن عدم تناغم مستوى الحاجات ومتطلباتها. فسلطة الزوج الأكبر سناً والأكثر اقتداراً على الحياة والتي كانت غير منازعة من قبل زوجة تابعة قد يتسرب إليها الوهن تدريجياً وصولاً إلى قلب الأدوار وقلب علاقات السلطة. يحدث ذلك تحديداً حين تنطفئ العلاقات العاطفية وحين ينضب الحوار والتفاعل والتجاوب والتلاقي. لكن هناك استثناءات، وحالات واقعية يرى أصحابها غير ذلك، بل ينظرون إلى الأمر من خلال زوايا أخرى، وقناعات مختلفة. .. سيف أحمد، تزوج فتاة تكبره بأربع سنوات لأسباب مادية، ويعترف بعد مضي خمس سنوات على زواجهما، فمازال يحبها ويحترمها كثيراً، يشرح ذلك الشعور ويقول:”رغم ما أسمعه من أصدقائي يتحدثون عن الفتيات الشابات إلا إنني في أحيان كثيرة ألوم نفسي على الزواج من امرأة أكبر مني، ولكن كما يقال”الحب أعمي”. كذلك نجد “عباس.ع” يعترف بأنه وجد زوجة تفهمه وتشعره بالمسؤولية، ويتحدث عن زواجه من فتاة تكبره بفرح، ويقول:”لا أرى أن فارق السن بيننا يشكل عائقاً يذكر، بل أشعر انني أكبر منها لأنها دائماً تستشيرني في كل شيء، وكلمتي هي الأولى في البيت، وأؤكد لكل رجل أن الزوجة الأكبر ناضجة “بعقلها” وليس”عمرها”، وتعرف كيف تتعامل مع زوجها بعكس المرأة الصغيرة في السن”. رأي الفتيات “لا أمانع الزواج من شاب أصغر مني سناً”، هذا ما قالته لولوة جاسم – طالبة جامعية “25سنة”، وتضيف:” من الممكن أتزوج من هو أصغر مني بحيث لايزيد الفارق على خمس سنوات كحد أقصى، لكن المهم أن تكون شخصيته قوية وأن يكون مؤهلاً للارتباط بي وقادراً على تحمل مسؤوليات الزواج فقد يجد الشاب لدى فتاة تكبره سناً مالاً يجده لدى أي فتاة أصغر منه ،لأن الأكبر تكون أكثر نضجاً وتعرف كيف تتصرف في الحياة . على الجانب الآخر هناك من يرفض فكرة زواج الشاب من فتاه تكبره سناً لإيمانهم أن الزوجة “الأكبر”ستعاني من فارق السن وسينعكس على مشاعرها وعلاقتها بزوجها”. يعيرني في المستقبل على جانب آخر نجد من تقول: ”لا أقبل بأي حال من الأحوال الزواج بمن هو أصغر مني سناً”، هالة فاروق - جامعية، تقول:”إن المجتمع يرفض هذه الفكرة من أساسها، إضافة إلي ذلك فقد يؤدي فارق السن إلى اختلاف مستويات التفكير واختلاف طرق التعامل، لذلك فالسائد أن المرأة مهيأة دوماً لأن يكون الرجل أكبر منها ليتحمل المسؤولية ويدللها ويحسن معاملتها، وكذلك الزوج الأصغر سناً يريد أن تدلله زوجته وتحمله على أكف الراحة”. وتتابع هالة، وتقول:”لقد تقدم لخطبتي أحد الشباب وهو أصغر مني بعدة سنوات، رغماً أنه أكد أن فارق السن بيننا غير مهم، إلا أن ذلك جعلني أفكر في الأمر أكثر من مرة فقد”يعيرني في المستقبل”، بأنني أكبر سناً منه ولهذا اتخذت قراري ورفضت”. زواج فاشل “إن زواج الفتاة بشاب أصغر منها مصيره الفشل”، هذا ما تشير إليه مريم محمد - متزوجة من خلال تجربة شخصية مرت بها، وتقول:”بسبب وجود فجوة من ناحية النضوج الفكري، سيظل الرجل يشعر أن زوجته أكثر منه فهماً ونضجاً، وهذا بالتأكيد أمر سيزعجه كثيراً طوال حياته، وهذا ما دفعت ثمنه من بداية زواجي”. شرط الحب مبارك م .”طالب” لا يعتقد انه سيرتبط بفتاة تكبره عدة سنوات، ويوضح رأيه بنوع من الشفافية:”لو تزوجت بمن تكبرني فسيكون ذلك بشرط وفي حالة واحدة ان كنت”أحبها كثيراً”، وشرطًا ألا يكون الفرق بيننا أكثر من سنة، لأن الزوجة الصغيرة دائماً مرغوبة وبسؤاله عن السبب:”أكد أن تصرفاتها تكون تلقائية وغير مصطنعة على عكس الكبيرة التي تعــاني من عقدة “فارق السن”، وتكون متطرفة في تصرفاتها وتحاول إرضاء زوجها بأي صورة ، كذلك أن المرأة في سن الأربعين تبدأ الدخول في مرحلة اليأس بينما يظل زوجها الأصغر سناً يريد أن يعيش مرحلة الشباب بكل أبعادها”. أما محمد عامر له وجهه نظر مخالفة عن الآخرين، ويقول :”لا أؤمن بالحب كمبرر للزواج من فتاة أكبر، وكيف أسمح لقلبي أن يحب من هي أكبر مني؟ وحتى لو أحببتها فلن أعترف بذلك ولن أتزوجها، لأن شخصيتها ستكون أقوى من شخصيتي وستسعى للسيطرة على الأمور، ولن أشعر معها بأنني”رجل البيت”. يتنهد طويلًا ويعاود محمد ويتابع حديثه:”كذلك العادات والتقاليد لا تستوعب مثل هذا الزواج”. قمة النجاح في مقابل ذلك من وجهة نظر سمير غريب – متزوج، يرى:”انه إذا اقتنع أن زواجه بمن هي أكبر منه سوف يحقق له الاستقرار والراحة فليس هناك ما يمنع الزواج ما دامت ستعامله معاملة حسنة”. ويستطرد قائلا: ”أعتقد أن الزوجة الأكبر سناً تكون أكثر خبرة في الحياة وفي فهم طبيعة الرجل ،وأرى أن زواجي بمن تكبرني سناً سيكون له مردود إيجابي عليها، لأن ذلك سيشعرها بالراحة النفسية وستحترمني أكثر”. أما المذيعة صباح راجح، فتقول :”عندما تكون الزوجة أكبر سناً يكون الرجل حاز حضناً دافئاً وقلباً كبيراً، وامرأة حكيمه يلجأ لها في وقت المحن والشدائد تعطيه النصيحة والإرشاد. فلا علاقة للعمر بالحب، فالزواج أساسه الاتفاق والإخلاص، والثقة وحسن المعشر، وأن يكون الزوجان درعاً واحداً في وجه المحن إذا توافرت في الشريكين، هذه الصفات فلا مانع من الزواج بفارق العمر بينهما،لأن العمر لم يكن سبباً في الجوع أو الغضب، بل الكسل والفقر وقلة التفاهم من أحد الطرفين أو كلاهما” أرقام وسنوات هل تهمها الأرقام والسنوات ما دام هناك حب وتفاهم ؟ وهل يمكن أن يوجد التوافق والانسجام الفكري بين اثنين يسبق أحدهما الآخر في عدد السنين؟، تجيب عن هذه التساؤلات غادة الشيخ قائلة :”أن زواج الفتاة بمن هو أصغر منها ليس”عيباً” وليس فيه غضاضة خصوصاً في حال الاقتناع التام،لأن الزوجة أبعد ما تكون كونها علاقة تنافس أو مقارنة، بل هي عبارة عن عملية تفاعل روحي تحركه مشاعر إنسانية مثل الحب والعطاء وإذا قبل الطرفان هذه العملية باقتناع كان النجاح مصيرهما وفي هذه الحالة لا يلعب العمر أوفارق العمر إلا الدور الأخير وهو الارتباط تحت سقف واحد.? مضيفة:” لا أعتقد أن هناك قوانين سماوية أو قضائية تمنع زواج الفتاة بمن يصغرها عمراً، ولكن السائد في المجتمع العربي والمعروف هو زواج الرجل بمن تصغره سناً”. وتكمل :”إن الزواج يحتاج الي درجة معينة من التكيف من كلا الزوجين للوصول إلى نقطة التقاء، يتم من خلالها التغلب على مختلف المشكلات التي يمكن التعرض لها، كفارق السن بين الرجل والمرأة وهنا لابد من التكافؤ في شتى النواحي الاجتماعية والثقافية وبالطبع لاننسى الناحية السنية، والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو ما الذي يدفع الشاب الذي يتألق قوةً وحيوية من الزواج من امرأة تجاوزت سن الشباب واقتربت من خريف العمر؟ وهل للمرأة في هذه السن جاذبية خاصة؟ إضاءات ونتائج وحقائق قام أحد مراكز الأبحاث الاجتماعية الأوروبية باستطلاع خاص في عدد كبير من حالات الزواج التي يكون فيها سن الزوجة أكبر كثيراً من سن الزوج. وخرجت بعدّة نتائج وحقائق، أهمها: - جاذبية المرأة الأكبر سناً، خاصة بالنسبة لبعض الشباب، حيث اتفق جميع الأزواج الصغار على أنهم انجذبوا إلى سحر المرأة الناضجة الخبيرة في أمور الحياة، وقالوا إن الحب قد ربط بينهم وبين زوجاتهم منذ اللحظة الأولى، وان أهم ما جذبهم إليهن هو الأنوثة المتزنة الواثقة.. وهذه الثقة تزيدهن سحراً وجمالاً. - وقال معظم هؤلاء الأزواج إنهم بالفعل قد وجدوا السعادة مع زوجاتهم رغم فارق السن الكبيرة حيث أشاروا إلى عدة عوامل قد ساعدت على زيادة العلاقة رسوخاً وثباتاً، مثل: الثقة، والأمانة، والاحترام المتبادل. - كما أفاد هؤلاء الأزواج أن المرأة الأكبر سناً تتميز بلمسة الأمومة، ولا عجبَ في ذلك، وخصوصاً أن الرجل – في حقيقته – ما هو إلا طفلٌ كبير يحتاج لمشاعر الأمومة. - ويعترف معظم الأزواج بأنهم يحبذون الرعاية والاهتمام من جانب الزوجة الكبيرة، بل إن أحد الأزواج قال إن زوجته لا ترعاه بعناية فقط، وإنما تكاد أن تدللـه وهذه نعمة كبيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©