الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سامسونج «مصنع» لـ«آبل»

26 مارس 2012
من المؤكد أن «الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية»، ومن المؤكد أيضاً أن حبي لشركة معينة أو حبك لشركة أخرى، لا ينعكس على العلاقة التي تربطك بي وتربطني بك، ومن المؤكد كذلك، أن ميلي لشراء منتج إلكتروني أو تكنولوجي مختلف عن المنتج الإلكتروني أو التكنولوجي الذي بحوزتك، لا يعني أنني أختلف معك أو لا أوافقك الرأي في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية و.... الكثيرة المختلفة الأخرى، ومما لا شك فيه أنني إذا كنت أحب وأحترم المنتج «أ» ولا أحب ولا أحترم المنتج «ب» الذي تحبه أنت وتحترمه وتقدره وتفضله، لا يعني ذلك أني لا أحبك ولا أحترمك ولا أعزك، ولا يعني أني أكرهك أو أتمنى لك الأذية أو السوء... ومن المؤكد أنه «لولا اختلاف الأذواق، لبارت السلع»، و«بارت» هنا تأتي بمعنى «كسدت» أي لم يعد أحد ينظر إليها ويلتفت لها، فكثرت في الأسواق وامتلأت بها المحلات والمتاجر، ولم يعد أحد يشتريها، وهذا الذي قد نراه في معظم السلع المختلفة، والذي قد لا نراه في السلع التكنولوجية، وخصوصاً السلع الذكية منها، والتي أصبحت اليوم من المهارة والذكاء، بحيث لا يمكن لها أن «تبور أو تكسد»، وأصبحت اليوم قادرة على التأقلم مع معطيات الحياة ومتطلبات مستخدميها المختلفة، وذلك من خلال تمكنها من تحديث أنظمتها ونظمها، ولهذا فإن معظم أجهزة اليوم التكنولوجية، قد تؤدي دورها بكفاءة عالية لسنوات طويلة، ما دام لم تطرح نسخ أخرى منها، وهو الأمر الذي أصبح مستحيلاً في عصرنا الحالي، حيث أن النسخ الجديدة من أي جهاز تكنولوجي تستعد للطرح فور طرح النسخ الأولى منه، حتى تضمن الشركات زيادة مبيعاتها واستمراريتها في السوق، وبالتالي تأتي هذه الأجهزة بأنظمة تشغيل ذات إمكانيات عالية لا يتمكن جهازك من مجاراتها واللحاق بها، فيكون الحل إما بإبقائك على جهازك القديم، كجهاز تقليدي غير ذكي، أو مجاراة ركب التطور والتغير، وشراء جهاز جديد. فإذا كنت اليوم أنا من عشاق منتجات شركة «إل جي» أو «مايكروسوفت» مثلاً، وكنت أنت من عشاق منتجات شركة «آبل» أو «سامسونج» أو غيرها... فلا تعجب ولا تتعجب إذا علمت أن شركة سامسونج الكورية هي الشركة المصنعة لشاشات أجهزة آبل الجديدة آي باد، ولا تستغرب ولا تُصدم إذا علمت أن التكنولوجيا المستخدمة في المعالج المركزي الخاص بجهاز آي باد الجديد، والذي يمتاز بمعالج الرسوم رباعي النواة، هي نفس التكنولوجيا التي تستخدمها شركة سامسونج في معالجاتها المركزية. فهذه الحقائق وغيرها الكثير والكثير، قد لا يكترث لها المستخدمون، وقد لا تؤثر على قرار شراء بعض الراغبين في شراء أي من المنتجات التكنولوجية المختلفة، لأننا وببساطة أصبحنا اليوم كمستهلكين لهذه التكنولوجيا، غير قادرين على التمييز بين ما تطرحه هذه الشركة من منتجات إلكترونية، وما تأتينا به تلك الشركة من نفس المنتجات، وأصبحنا نعيش في دوامة إلكترونية تكنولوجية كبيرة، غير قادرين على الخروج منها، نسمع يوماً أن القتال في ساحات المحاكم العالمية دائر ومحتدم، بين سامسونج وآبل، ونسمع في اليوم الآخر أن سامسونج تصنع آخر وأحدث شاشات كمبيوتر آبل اللوحي آي باد الجديد. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©