الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مترو أنفاق القاهرة مدينة تحت الأرض يرتادها مليونا زائر يومياً

مترو أنفاق القاهرة مدينة تحت الأرض يرتادها مليونا زائر يومياً
23 مايو 2010 21:00
لا يعتبر مترو الأنفاق في القاهرة مجرد وسيلة مواصلات سريعة فقط بل هو أشبه بالمدينة زوارها هم الركاب الذين صارت وجوههم معروفة للبعض وخصوصا الموظفين وطلاب المدارس الذين يتواجدون في المحطات في مواعيد ثابتة. وبفضل المترو تكونت صداقات وبنيت علاقات رومانسية تكلل العديد منها بالزواج. يستخدم مترو الأنفاق في القاهرة أكثر من 2 مليون راكب يوميا من خلال 1100 رحلة الفارق بين كل رحلة 3 دقائق فترة العمل من السادسة صباحا وحتى الثانية من صباح اليوم التالي. وله ثلاثة خطوط أولها بدأ تشغيله عام 1987 يمتد من حلوان وحتى المرج، وتزيد عدد المحطات فيه عن 40 محطة من بينها 5 محطات أسفل الأرض مزودة بأجهزة تكييف. أما الخط الثاني فهو خط شبرا والذي كانت بدايته من محطة حسني مبارك (رمسيس) حتى شبرا الخيمة وحسب الإحصائيات فإن ركاب الخط الثاني يزيدون عن 400 ألف راكب يوميا، فيما الخط الثالث هو خط الجيزة والذي تم الربط بينه وبين خط شبرا فصارت قطارات المترو تنطلق من محطة شبرا الخيمة حتى المنيب أحد الأحياء الشعبية الفقيرة، الذي ارتفعت فيها أسعار العقار فور البدء بتشغيل المترو. قوانين ومخالفات منذ اليوم الأول لتشغيل المترو فعل قانون حظر التدخين فيه، والمخالف يتعرض لمخالفة فورية أو يحرر ضده بلاغ يتحول إلى قضية. ولا يدخل محطة المترو إلا حامل التذكرة المغناطيسية والتي إن تم ضبط أي مواطن بدونها يتعرض لغرامة فورية قدرها عشرة جنيهات. إذن فالمترو خاضع لقوة القانون وتفعيله ضبط الجميع خاصة أنه وبكل محطة عدد لا بأس به من رجال شرطة المترو والتابعة لإدارة شرطة النقل والمواصلات. حتى الاشتراكات المجانية للعاملين في إدارة المترو لا يجوز منحها لأي شخص وهناك غرامة فورية تصل إلى 190 جنيها إذا ضبط شخص معه اشتراك ليس خاص به. حيث يصعد مفتشو المترو إلى العربات ومعهم لائحة العقوبات التي تسهل مهمتهم. الإدارة المشرفة على المترو تحكم بإدارة مصرية بعد رحيل الخبراء الفرنسيين الذين أنشأوا المشروع على غرار مترو باريس. ظن البعض أن الإدارة المصرية ربما تفشل في الإدارة بعد رحيل الخبراء ولكن الخدمة لم تتأثر ولم يشعر ركاب المترو بأي فارق في الإدارة. بل زادت المزايا حيث تم تخصيص عربة للسيدات لا يتواجد فيها أي رجل ثم أضيفت عربة أخرى بعد التاسعة مساء يسمح فيها بصعود الرجال. في نفس الوقت يسمح للنساء بالتواجد في باقي عربات المترو في أي وقت. مصاحف وصحف مع تزايد أهميته صار المترو أشبه بالدولة لها قوانين وحكام هم العاملون في غرفة التحكم الذين يسيرون المترو بالكمبيوتر. ومن ملامح شعب دولة المترو القراءة إذ تجد الصحف في أيدي نصف ركاب العربة والنصف الآخر يتصفحها عن بعد. وعدد كبير منهم يحمل المصحف، والبعض الآخر يستمع إلى الموسيقى. وخلال السنوات القليلة الماضية أصبحت القراءة هي الصفة الرئيسية لركاب دولة مترو الأنفاق سواء في المصاحف أو الصحف. ونظرا لأهمية القراءة لركاب المترو أصبحت بعض المكتبات تضع في حساباتها ركاب المترو فبدأت بتجنيد المندوبين للبيع في عرباته. وصارت أكثر من دار نشر تبيع مطبوعاتها الثقافية داخل المترو خصوصا الكتب العلمية المرتبطة بالدراسة مثل القواميس أو كتب تعليم الصغار إضافة إلى الكتب الإسلامية التي تجد إقبالا بسبب رغبة البعض في معرفة شؤون الدين وربما لرخص سعرها. وبات المترو سوقا لباعة الصحف الذين يتسللون بها بعيدا عن أعين رجال الشرطة، وبعد خروج المترو من محطات الأنفاق تتولد الثقة لدى بائع الصحف فيطوفون عربات المترو بالصحف التي لديهم ومع نهاية الرحلة سواء في حلوان أو المرج تكون كمية الصحف التي يحملونها قد نفذت ففترة 45 دقيقة كافية لترويج بضاعتهم بين أكثر من 15 ألف راكب. ويقول محمد، بائع صحف، إنه حصل على كمية من الصحف من موزع رئيسي في ميدان التحرير هو يستغل المترو في تسويق ما معه قبل وصوله إلى مكانه الأصلي في حلوان، لافتا إلى أنه أحيانا تنفد كمية الصحف في المترو ويعود ليشتري كمية أخرى. ويشير إلى أنه يضيف 25 قرشا على كل نسخة يبيعها في المترو وهكذا قد يربح فوق مكسبه الأساسي 25 جنيها يوميا. البائع حنفي جامعي فشل في العثور على وظيفة فاستغل الزحام المتواجد حلو محطة حلوان، التي ينطلق منها أكثر من مائة ألف مواطن إلى وسط القاهرة، ليقيم فرشا يبيع فيه الصحف، هو سعيد بعمله ولا تتهدده إلا مطاردات رجال شرطة البلدية الذين يتعقبون الباعة الجائلين الذين يسوقون بضاعة مجهولة المصدر. وبسبب الظروف الاقتصادية وشبح البطالة أصبحت عربات المترو أشبه بالمولات التجارية حيث تنتشر العربات لعرض بضائع متنوعة، واللافت أن بضائع المترو أسعارها زهيدة بحيث تغري المشتري، ودائما ما تكون خفيفة ومفيدة مثل الولاعات، وماكينات الحلاقة، وفوط المطبخ. ومن المشاهد التي اعتاد عليها سكان دولة المترو صعود فتاة خرساء توزع ورق وتطلب المساعدة. أو صعود امرأة منقبة توزع ورقا تقسم فيه بالله أنها بحاجة إلى المساعدة. أو صعود رجل يزعم أنه مريض ويحتاج إلى مساعدة. ولأن المترو وسيلة المواصلات المفضلة لدى غالبية طلاب الجامعة كانت سهام الحب تنطلق بين المحبين، لتبني عشرات العلاقات الرومانسية التي تكللت بالزواج. تقول سناء إنها قابلت زوجها بالمترو لفتت انتباهه ولفت انتباهها، حتى أنها كانت تأبى أن تصعد إلى العربة منتظرة ظهوره، حتى جاء اليوم وتجرأ وتحدث معها لتبدأ قصة حب بريئة انتهت بزواج.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©