الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لقطات فوتوغرافية بـ «قصر اليونسكو» تتنافس في رصد مظاهر التلوث بلبنان

لقطات فوتوغرافية بـ «قصر اليونسكو» تتنافس في رصد مظاهر التلوث بلبنان
26 مارس 2012
عماد ملاح (بيروت) - استضاف قصر اليونسكو معرض نقابة المصورين، الذي أقيم مؤخرا، تحت عنوان «مسابقة المصورين المحترفين والهواة/ البيئة»، بالتعاون مع «شركة كانون»، حيث اشترك نحو مائة مصور محترف وهاو من لبنان والعراق، قدموا زهاء 700 صورة ولوحة، تتناول جميعها الموضوع البيئي بمناسبة «يوم المصور الصحفي الشهيد». حماية المصور رعى المعرض وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق، الذي ألقى كلمة استنكر فيها ما يتعرض له الصحفي والمصور من مضايقات خلال تأديته الواجب الإعلامي، معتبراً أن هذه المهنة تكفلها وتحميها الحريات العامة والدستور والقانون، خصوصاً أن حرية الإعلام تضمن سلامة عمل المصور وآلة التصوير الخاصة به، وهذا ما يدعو إلى احترام المصور وتسهيل مهمته في كافة المناطق اللبنانية من دون استثناء. وأكد الداعوق أنه ستتم ملاحقة ومعاقبة كل من تسوّل له نفسه التعرض للإعلاميين، أياً كانوا لأن كرامتهم فوق كل اعتبار. وأضاف «يكفي أنهم يقدمون الصدق في كاميراتهم، ويفضحون الانتهاكات البيئية وغيرها، عبر سلاح الصورة التي تشكل الدليل وأداة التجريم معاً، وهذا ما أدى إلى سقوط شهداء الواجب منهم في كثير من المحطات والحقبات المأساوية». وألقى عضو لجنة التحكيم عزيز طاهر كلمة شدد فيها على ضرورة حماية حقوق المصور الصحفي، وعدم التضييق عليه في أداء مهامه. أما نقيب المصورين كريم الحاج فقال في كلمته إن الحقيقة البعيدة عن الانحيازات، تسجل للمستقبل دقائق اللحظة وتفاصيلها، ونتذكر أيضاً الزملاء الشهداء الذين سقطوا خلال قيامهم بواجبهم، لذلك فمن الضرورة إيجاد قانون إعلام شامل، يأخذ في الاعتبار، الجانب القانوني في حماية حقوق المصور والصحفي. وتألفت لجنة التحكيم من أهل الاختصاص، والصور المشاركة في موضوع «البيئة» قدمت للجنة كأرقام، من دون معرفة أسماء أصحابها، ليكون الانتقاء ضمن الكفاءة والموهبة والمصداقية المهنية، بعيداً عن أي مسايرة، وهذا ما زاد في موضوعية وشفافية الحدث، فأتى الاختيار حسب الجدارة وحسن اللقطة وجمال تعبيرها ومقاصدها. والصور المعروضة كانت عبارة عن لوحات بيئية، أظهرت فنون عالم التصوير المختص بهذا الموضوع الحيوي، الذي يشغل بال الناس، نظراً لارتدادات التلوث، وانعكاسات ذلك على الصحة والمناخ والطقس، وهذا ما أعطى المعرض البيئي قيمة وثائقية وثقافية وفنية، لمرحلة يعيشها الجميع. كشف المستور تقول رئيفة الملاح الفائزة بالجائزة الأولى «البيئة موضوع العصر، واللقطة التي فزت بها تمثل الاندماج بين الحضارة والحداثة والتخلف، حيث ترى جبل النفايات يواكب العمران والبناء، فجبل النفايات في صيدا، مضى عليه أكثر من 50 عاماً، من دون إيجاد أي حل جذري وفعلي له، وهذا ما سيتسبب بكارثة بيئية خطيرة لن تقتصر على مدينة صيدا لوحدها، لأن التلوث ينتشر بسرعة. ويقول فادي أبو غليوم الذي نال الجائزة الثانية «أحاول في عملي كمصور صحفي، أن أرضي نفسي أولاً ومن ثم الآخرين، فالفن التصويري لكي يصبح عميق الجذور في التاريخ، يجب أن ينطلق من أرض الفنان ومحيطه وثقافته ومن تراثه، وهذا ما يؤكد أهمية الجذور في العطاء لأي عمل مهني متقن ومحترف»، مشيرا إلى أن سر غنى المصور يكمن في قدرته علي استيعاب، وملاحقة كل حدث، وتمكنه من توظيف اللقطة والصورة في كشف المستور، وتقديم الحقائق من دون مواربة وتزييف. ويقول الفائز بالجائزة الثالثة مروان واكيم إن التلوث ليس فقط نفايات واعتداء على الأرض والشجر، بل إن الإعلانات العشوائية، والتي فازت صورته عنها، تعكس هذه الفوضى، وتشدد على ضرورة تنظيم هذا القطاع الذي يسيء للنظر، ويشكل تلوثاً بيئياً بامتياز. ويؤكد المصور مجتبى المزيدي، الذي نال جائزة لجنة الحكم، أن هدف المشاركة ليس الفوز بل كشف الاعتداء على البيئة من خلال الصور. من جهته، تحدث المصور علي سيف الدين عن المعرض فوصفه بالمهم والضروري، لأنه يعالج موضوعاً حيوياً يهم كل الناس، ويشغل بال الجميع، نظراً لانعكاساته على الحياة والطبيعة والبشر لذلك كان معرض نقابة المصورين عن «البيئة» مصدر توعية للتحذير من المخاطر التي تنتج عن التلوث والأوبئة. وأرادت نقابة المصورين الصحفيين في يوم «المصور الشهيد» أن تسلط الضوء على الموضوع البيئي من خلال الصور لأن الشهداء المصورين استشهدوا دفاعا عن الحقيقة والصورة غير المزيفة، معتبرة المسابقة والمعرض تحية لكل الذين يسعون من أجل أن يكون وطنهم أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©