دُهشت عندما سمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول أثناء زيارته المملكة العربية السعودية، وأثناء خطابه في القمة العربية الإسلامية الأميركية، ما مفاده بأن الإرهابيين الذين يقتلون الناس هم لا يعبدون الله، بل يعبدون الموت.. عبارة بسيطة وتلقائية تعكس واقعاً خطيراً يعيشه هؤلاء المرضى النفسيون ممن يعشقون القتل والتقتيل ويضللون الناس ويزيفون الحقائق ويغيبون وعي العامة.. ما قاله ترامب يؤكد أن معركتنا الحقيقية هي مع التطرف ودعاة الكراهية وعبدة الموت.. وأقول للرئيس الأميركي «صح لسانك»، أو بالعربية الفصحى «لا فض فوك».
إن قلة متطرفة تشوه وسطية الغالبية العظمى من مسلمي العالم.. هم غبار يعكر صفو هذه الأمة التي جبلت على التسامح والعطاء والخير.
لم يقع على أمتنا الإسلامية ضرر أكثر من ضرر التطرف والإرهاب، فـ «عبدة الموت» يضعون العالم الإسلامي كله في موقف دفاعي، حيث يصبح المسلمون جميعاً متهمين حتى يثبت العكس.. فظاعات الإرهابيين تربك حياة عامة المسلمين وتضيق الأبواب في وجوههم، وتصعب كل ما هو سهل على المسلمين في الغرب.
أخطر ما يفعله الإرهابيون والمتطرفون أنهم يختزلون حوارنا مع الغرب والآخر المختلف عنا دينياً في مسألة واحدة، وهي التطرف وما يرتبط به من عمل أمني وعسكري ومواجهة شاملة.. لتتوارى مشكلاتنا الأخرى من تعليم وتصنيع وزراعة وتجارة، وكأن ما يربطنا بالعالم هو هؤلاء المتطرفون وفعالهم الدنيئة.
لدى أمتنا أجيال صاعدة مستقبلها مرهون بالحوار مع الآخر شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، أجيال لن تتطور إلا بالانفتاح على حضارات العالم وثقافاته، وليس أمامهم سوى الوسطية والاعتدال، لأنهما زاد من أراد النهوض بنفسه وأمته.
الانتصار على التطرف و«عبدة الموت» خطوة أولى في بناء جيل ناهض واعٍ حريص على النهضة وتواق للرقي والتقدم.
سعيد عبدالله - دبي
عدد اليوم
