الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الأمس واليوم

23 مايو 2010 21:14
كثيراً ما يؤدي إخفاق الابن المراهق في السيطرة على ذاته إلى إحساسه بعدم الشعور بالمسؤولية الذاتية أو الاجتماعية ومن هنا يحاول التعلل بالمبررات التي يتخذها حيلاً لا شعورية دفاعية لحماية ذاته وبمرور الأيام يتمرس هذا اللون الدفاعي عن النفس ويبرر سلوكياته بشيء من اللباقة وحسن التصرف أحياناً، فقد يسقط المراهق اللوم مثلاً على نزواته ودوافعه التي فقد سيطرته عليها، أو يسقط اللوم على محيطه الاجتماعي فيتهمه بأنه لم يفهمه ولم يدرك حقيقة تكوينه النفسي الجديد، وإن حاول تأمل نفسه ونقد ذاته فإنما يكون نقده الذاتي هذا متصفاً بالاندفاعات الانفعالية والعاطفية البعيدة عن الجوانب الموضوعية. لذا كثيراً ما نرى المراهق مكتئباً دون سبب معروف ومرد ذلك عدم استطاعته تحقيق المثل العليا التي يسعى جاهداً نحوها، لكنه يجد أنه مازال قاصراً على تحقيقها، فهو لم يكتشف بعد ما لديه من رصيد حقيقي من القدرات الكامنة. هذه عوامل تدعونا جميعاً إلى وجوب الالتفات إلى حقيقة التكوين النفسي والعقلي للمراهقين وتفهم طبيعة المرحلة التي يمرون بها، فالمراهق لا يود الانصات إلى النصائح المتكررة خاصة إذا انطوت على معان من الأوامر والنواهي، ويتعامل معها على أنها ضده، وتحمل معاني عدم الثقة به وبقدراته، وأن والديه أو ما ينوب عنهما في المدرسة أو المجتمع لايزالون ينظرون إليه كطفل شب عن الطوق قليلاً. ومن ثم علينا أن ندرك أن الغاية من إرشاد المراهقين هي مساعدتهم على أن يتفهموا ويدركوا أنفسهم كأفراد لهم قدراتهم وقابليتهم التي يستطيعون تنميتها، فبإمكان الأسرة الأخذ بيد المراهق إلى تحقيق آماله في بلوغ مرحلة الرشد، والمسألة تستلزم دون شك شيئاً من الحكمة من جانب الآباء مما يخفف من وطأة الكبح التي ما يجسمها المراهق كثيراً، وعلى الآباء والأمهات ألا يشغلوا بالهم طويلاً بالاختلاف الثقافي بين جيلهما وجيل الأبناء، أو بكيفية غرس هذه الاتجاهات التي يعتبرونها أحيانا تطرفاً بعيداً عن الصواب. نقول للآباء والأمهات: لا داعي للارتباك أو الخوف، أو اليأس، عليكم أن تدركوا أنها طبيعة هذه المرحلة، ووجود الاختلافات والتناقضات الفكرية ما بين زمن اليوم وزمــن الأمس، أمر طبيعي ومنطقي، وليس مطلوباً منكم سوى المزيد من الصبر والتفهم وتجنيب مشاعر اليأس أو الإحباط عندما تواجهون بعض المشاكل مع الأبناء المراهقين، واستبدالها بمشاعر الثقة والتفاؤل والصراحة والود والحوار. عليكم أن تحاولوا في كل خطوة معهم أن تقولوا لأنفسكم، علينا أن نفهم كيف يفكر أبناء هذا الجيل قبل أن ترفضوا وتمقتوا تفكيرهم قبل محاولة الاقتراب منه. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©