الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان القدس يجمع بين قداسة المكان وعراقة التاريخ

رمضان القدس يجمع بين قداسة المكان وعراقة التاريخ
4 يوليو 2016 20:40
علاء المشهراوي (القدس) تتميز العادات والتقاليد الرمضانية بمدينة القدس المحتلة بأجواء تجمع بين قداسة المكان وعبق التاريخ، حيث يحرص أهل المدينة على الحفاظ على رونقها. وتؤكد هذه العادات والتقاليد التراثية هوية المدينة وسكانها رغم كل محاولات الاحتلال البغيضة لتهويدها، إلا أن المقدسيين يحافظون على هويتهم. بعدٌ ديني أبرز ما يميّز شهر رمضان في مدينة القدس، وجود المسجد الأقصى المبارك ببعده الديني وإرثه التاريخي، فهو يحتل مكانة سامية باعتباره أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، ومسرى ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يحرص الفلسطينيون على أداء معظم صلواتهم وتعبدهم برحابه الطاهرة، في أيام الشهر الفضيل. وفي الأقصى تتكاتف مختلف اللجان والمؤسسات والجمعيات الخيرية من أجل خدمة الوافدين للأقصى المبارك في الشهر الفضيل، وتقوم جمعية الكشافة بتأمين عشرات العناصر الكشفية للمساعدة في حفظ النظام والأمان في المسجد، وتقوم المؤسسات المختلفة بتقديم وجبات الإفطار للصائمين، بالإضافة إلى إعداد برنامج حافل بالدروس الفقهية والدينية لأئمة المسجد وعلمائه. زينة وبهجة في هذا الشهر الفضيل تنشط لجان الأحياء والحارات والبلدات المقدسية بتزيين شوارع وأزقة المدينة وكل ركن فيها بالحبال المضيئة وفوانيس رمضان التي تعكس رونقها على البلدة القديمة في القدس. ويقول الناشط الاجتماعي ياسر قوس إن اللجان الشبابية في البلدة القديمة تسعى في كل عام إلى تزيين البلدة وجميع الطرق المؤدية للمسجد الأقصى، احتفالاً بحلول شهر رمضان، مشيراً إلى أن الفوانيس الرمضانية والأهلّة المضيئة وعبارات التوحيد المخطّطة المزخرفة أصبحت رموزاً تعبر عن هوية القدس في الليالي الرمضانية. ويشير إلى أن الشبان يتعاونون فيما بينهم لإنارة أحياء وشوارع جديدة لم تكن الزينة الرمضانية تعرف لها طريقاً، حتى يتم تحويل البلدة القديمة إلى بلدة مضيئة ملونة تستقبل الشهر الفضيل بأبهى حلّتها، مستخدمين مواد بلاستيكية وأدوات بسيطة لصناعة الأهلّة والفوانيس. حركة نشطة تشهد أسواق القدس القديمة التاريخية داخل أسوار المدينة في شهر رمضان حركة تجارية نشطة، حيث يعرض تجار أسواق: خان الزيت، واللحامين، والقطانين، والعطارين، والدّباغة والواد المنتجات المميزة والخاصة بالشهر الفضيل. ويقول التاجر محمد العباسي «تعرض عشرات الأصناف من السلع والبضائع التموينية والغذائية والحلويات والعصائر والتمور، فيما تبيع معظم مطاعم المدينة المقدسة حلويات القطايف الرمضانية، علماً بأن مطاعم المدينة تغلق أبوابها طيلة أيام الشهر الفضيل لحين موعد الإفطار صوناً لحرمته». ويتابع «تتميز القدس بكعكها المقدسي بالسمسم، وبالعصائر، وعديد من السلع والحلويات الخاصة بها، في حين تكون «القطايف» بالجبن أو الجوز سيدة هذه الحلويات. مدفع رمضان اعتادت العائلات المقدسية على ترقّب شهر رمضان عبر سماعها صوت مدفع رمضان في أرجاء المدينة إيذاناً ببدء الشهر الفضيل، والذي يتكرر يومياً مرتين للإعلان عن الإمساك والإفطار. ويقع المدفع في مقبرة باب الساهرة الإسلامية بشارع صلاح الدين وسط القدس وقرب أسوارها التاريخية، وتوارثت عائلة «صندوقة» المقدسية شرف الإشراف على ضرب المدفع أباً عن جد منذ عشرات السنين، وقد دأب المواطن المقدسي رجائي صندوقة على ضرب المدفع منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً. وفي ليالي الشهر الكريم، تنظم فرق الإنشاد المقدسية مسيرات بلباسها الفلسطيني التقليدي تتخللها المدائح النبوية ابتهاجاً بقدوم رمضان. أما المشهد الرمضاني الأكثر دفئاً في القدس، فيتمثل برش المياه من سكان المنازل المحيطة بالمسجد الأقصى على المصلين الوافدين إلى المسجد، من فوق أسطح منازلهم للتخفيف عليهم من شدّة الحر، فيما يعمد هؤلاء السكان إلى توفير الكراسي خارج منازلهم لمن أنهكه طول الطريق وأراد بعض الراحة. موائد الرحمن من المشاهد المعتادة في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان مشاهد «موائد الرحمن» وهي مشاهد يومية مؤثرة، حيث يتم إطعام آلاف المصلين والمرابطين يومياً من الوافدين والزائرين للمسجد، وفق شروط صحية مشددة. وكثفت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية برامجها الرمضانية هذا العام في فلسطين من خلال إقامة موائد الرحمن في المسجد الأقصى منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك عبر مكتبيها في القدس وغزة، والحرص على تنفيذ مشروع إفطار الصائم في المسجد الأقصى عبر الآليات والسبل الكفيلة بزيادة عدد المستفيدين منه خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل حيث يزداد عدد الزائرين للمسجد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©