شركات الطيران الأميركية تتجه إلى تعليق الرحلات العابرة للقارات

تلقت الرحلات الطويلة العابرة للقارات لطمة عنيفة مؤخراً بسبب ما تواجهه صناعة الخطوط الجوية من ارتفاع قياسي في أسعار الوقود، حيث تتجه العديد من شركات الطيران الأميركية الى تأجيل اطلاق برامج الرحلات الجديدة الى الصين وروسيا في نفس الوقت الذي تلجأ فيه شركات الطيران العالمية الأخرى الى زيادة أعداد الرحلات الطويلة· وذكرت الحكومة الأميركية مؤخراً إنها سوف تسمح لشركة ''يو اس ايرويز'' بتعليق خطتها الهادفة لإطلاق رحلة يومية ما بين فيلادلفيا وبكين لمدة عام واحد؛ دون التخلي عن حقوقها في التحليق على هذا المسار· ويأتي هذا التحول على الرغم من توفر أنواع الطائرات الجديدة من إنتاج شركتي ايرباص وبوينج والتي بإمكانها حمل المئات من الأشخاص في رحلات متصلة تستغرق أكثر من 18 ساعة في مسارات كانت تتطلب في السابق توقفاً واحداً على الأقل مثل ذلك المسار الذي يربط ما بين سنغافورة ونيويورك أو ما بين دبي ولوس أنجلوس· ورغم أن هذه المسارات التي تستغرق زمناً أكثر من 12 ساعة في العادة توفر وقت المسافرين، فإنها تعاني من ضعف الإقبال مما تسبب في رفع تكلفتها· وفي شهر مايو المنصرم عندما طالبت شركة يو اس ايرويز بهذا التأجيل سارعت الى اخطار مستخدمي الشركة بأن الزيادات المستمرة في أسعار الوقود سوف تعمل على رفع تكاليف الرحلة اليومية الى بكين الى أكثر من 90 مليون دولار عوضاً عن 50 مليون دولار فقط عندما تقدمت أول مرة بطلب للتحليق في هذا المسار قبل اشهر قليلة فقط· وكانت وزارة النقل الأميركية قد منحت في الأسبوع الماضي مؤسسة نورثويست ايرلاينز إذناً بتعليق جميع رحلاتها للبضائع والتي تشغلها ما بين الولايات المتحدة وميناء جوانج زهاو في الصين لمدة عام كامل· أما مؤسسة يونايتد ايرلاينز فقد طلبت من الحكومة في الأسبوع الماضي منحها إذناً من أجل تأجيل اطلاق رحلة واشنطن - موسكو لفترة خمسة أشهر حتى نهاية مارس المقبل· إلى ذلك فإن الرحلات التي يزيد زمنها على 15 ساعة تصبح أكثر كلفة اقتصادية من غيرها، فالمسافر على رحلة تمتد الى 15 ساعة عادة ما يستهلك وقوداً في كل ميل أكثر من شخص يستقل رحلة تمتد الى ثمانية ساعات فقط على سبيل المثال· ولكن سعر التذكرة لكل ميل لا يرتفع عادة بنفس النسبة؛ ويصبح بإمكان شركات الطيران عادة امتصاص هذا الفرق في السعر عندما تكون أسعار الوقود رخيصة والحركة المرورية الجوية في اوج نشاطها· وقبل سنوات قليلة كانت شركات الطيران تتطلع الى الرحلات الماراثونية بوصفها القفزة الكبرى القادمة في الصناعة؛ بينما تنبأت كل من شركة بوينج وإيرباص بأن السلسلة الجديدة من طائراتها الكبيرة الحجم سوف تعمل على فتح أسواق مربحة جديدة· ويقول مونتي بريور المدير التنفيذي لشركة ايركندا التي تحلق في مسارين طويلي المسافة: ''عندما يصبح الوقود باهظ التكلفة فإن المعادلة سوف لن تصبح ابداً كما كانت عليه في السابق''· أما راج ناجيا محلل علم هندسة الطيران في الجمعية الملكية للطيران في بريطانيا فقد ذكر من جانبه ان التحليق لفترة 18 ساعة متصلة الى نقطة واحدة بإمكانها ان تضاعف تكلفة التحليق على نفس المسار في حال ان تضمنت الرحلة ثلاثة توقفات؛ إذ تحتاج الطائرات الى كميات هائلة من الوقود على ظهرها من أجل أن تحلق الى مسافة بعيدة، ومن أجل ان تحمل كل هذه الكمية من الوقود فإنها تحتاج أيضاً الى المزيد من الوقود· عن ''وول ستريت جورنال''