الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوفاء والغدر

26 مارس 2012
للعرب قصص في الوفاء تكاد لا تصدق، لغرابتها، فالوفاء طبع أصيل فيهم. بعد أن اشتد الطلب على مروان بن محمد وتتابعت هزائمه، قال لعبد الحميد الكاتب: القوم محتاجون إليك ولأدبك، وإن إعجابهم بك يدعوهم إلى حسن الظن بك فاستأمنْ إليهم وأظهرْ الغدر بي، فلعلك تنفعني في حياتي أو بعد مماتي، فقال عبدالحميد: أُسر وفاءً، ثم أظهر غدرة : فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره. ثم قال: يا أمير المؤمنين إن الذي أمرتني به أنفع الأمرين لك وأقبحهما لي، ولكن أصبر حتى يفتح الله عليك أو أقتل معك. ولما قتل مروان استخفى عند صديقه ابن المقفع، وفاجأهما الطلب وهما في بيت واحد، فقال الذين دخلوا: أيّكم عبدالحميد؟ فقال كل واحد منهما: أنا، خوفاً على صاحبه، إلى أن عُرف عبدالحميد فأخذ وقتل. لما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بعدما صالحه وكتب إليه أماناً وأشهد شهوداً قال عبد الملك بن مروان لرجل كان يستشيره ويصدر عن رأيه إذا ضاق به الأمر‏:‏ ما رأيك في الذي كان مني قال‏:‏ أمر قد فات دركه‏.‏ قال‏:‏ لتقولن‏.‏ قال‏:‏ حزم لو قتلته وحييت‏.‏ قال‏:‏ أو لست بحي فقال‏:‏ ليس بحي من أوقف نفسه موقفاً لا يوثق له بعهد ولا بعقد‏.‏ قال عبد الملك‏:‏ كلام لو سبق لي سماعه لأمسكت‏.‏ وكتب أبو جعفر أمان ابن هبيرة واختلف فيه الشهود أربعين يوماً ركب في رجال معه حتى دخل على المنصور فقال له‏:‏ يا أمير المؤمنين إن دولتكم هذه جديدة فأذيقوا الناس حلاوتها وجنّبوهم مرارتها لتسرع محبتكم إلى قلوبهم ويعذب ذكركم على ألسنتهم وما زلت منتظراً لهذه الدعوة‏، فأمر أبو جعفر برفع الستر بينه وبينه فنظر إلى وجهه وباسطه بالقول حتى اطمأن قلبه‏، فلما خرج قال أبو جعفر لأصحابه‏: عجبا لمن يأمرني بقتل مثل هذا‏!‏ ثم قتله بعد ذلك غدراً‏.‏ وقال أبو جعفر لسلم بن قتيبة‏:‏ ما ترى في قتل أبي مسلم قال سلم‏:‏ ‏”‏ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ‏”‏ قال حسبك الله أبا أمية‏.‏ البحتري: قَد فقَـدْنا الوَفـاءَ فَقدَ الحَميمِ، وَبَكَـينَا العُـلاَ بُكـَـاءَ الرّسُـومِ لا أُمِـلُّ الزّمَـانَ ذَمـّـاً، وَحَسـْـبي شُــغُـلاً أنْ ذَمَمْـتُ كُلّ ذَميمِ أتَظُـنُّ الغـِنَى ثَـوَاءً لِذِي الهِمّـةِ مِـنْ وَقْفـَـــةٍ بِبَـــاب لَئِيـــمِ وَأرَى عِنْدَ خَجْلَةِ الرّدّ منّي خَطَراً في الســـؤالِ، جـِـــدَّ عَظـيمِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©