اتجهت أمس الأول، أنظار الكثيرين من سكان أبوظبي لمشاهدة «قوس قزح» الذي بدا واضحاً في سماء أبوظبي، حيث تسابقت كاميرات المصورين والهواة لالتقاط تلك الألوان السبعة التي بدت واضحة في السماء على كورنيش أبوظبي، وبعض مناطق العاصمة. ومع تلك الفرحة التي ارتسمت على وجوه الكبار والصغار، أعربت الطفلة مريم راشد (8 سنوات)، عن سعادتها بهذا المشهد، حيث كانت تشاهد قوس قزح عادة بألوانه الزاهية السبعة من خلال أفلام الكارتون، لذا فهي لم تصدق عينيها وهي تنظر إلى السماء حين ظهر قوس قزح قبل غروب الشمس، وهي برفقة أسرتها على كورنيش أبوظبي في تلك الأجواء الماطرة، وبمجرد ظهور قوس قزح، أخذت تلتقط صوراً كثيرة لمنظر تلك الألوان الجميلة السبعة على هاتف والدتها.
عن تلك الظاهرة يقول إبراهيم الجروان، الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة: «يظهر قوس قزح نتيجة انكسار ضوء الشمس الساقط بشكل مائل خلال هطول المطر، ومن ثم ينعكس مرة أخرى في السطح الداخلي لقطرات المطر، وينكسر أيضاً عند خروجه من القطرة». موضحاً: «يظهر التأثير الكلي في الضوء الساقط منعكساً على مدى واسع من الزوايا، مع تركيز شديد له في زاوية 40°–42°. ويمكن إثبات أن هذه الزاوية مستقلة عن حجم القطرة، ولكنها تعتمد على معامل الانكسار، كما يمتلك ماء البحر معامل انكسار أعلى من ماء المطر، لذا يكون نصف قطر قوس قزح في «المرشات» البحرية أصغر من القوس الحقيقي، ويكون هذا مرئياً للعين المجردة على هيئة عدم استقامة بين هذين القوسين».
وبالإضافة إلى مسمى قوس قزح، فهو يسمى قوس المطر أو قوس الألوان، حسبما قال الجروان، مضيفاً: «يعد ظاهرة طبيعية فيزيائية، حيث يمكن أن يظهر بعد هطول المطر أو خلال هطول المطر والشمس مشرقة، وتكون ألوانه مائلة للون الأحمر من الخارج، ثم تتدرج إلى البرتقالي، فالأصفر فالأخضر فالأزرق، فأزرق غامق «نيلي»، فبنفسجي من الداخل»، مشيراً أن ضوء الشمس يحتوي على العديد من الألوان الطيفية، وهي عبارة عن أشعة ذات أطوال موجية مختلفة.
ويظهر قوس قزح عادة بشكل نصف دائري، وفي حالات نادرة يكون قمرياً، حيث يكون انكسار ضوء القمر المسبب له عبر قطرة الماء، ملائماً مع مكان وجود القمر في تلك اللحظات، ويظهر للمشاهد نتيجة لضوئه الخافت بلون أبيض، لأن العين البشرية لا تستطيع أن ترى الألوان في الليل، كما أن ظهور قوس قزح يعد بمثابة ظاهرة موسمية، حيث يمكن رؤيته في وقت متأخر بعد الظهر في الصيف، ونادراً جداً ما يظهر في الشتاء.
من جهة أخرى، كما يوضح الجروان، فلن يستطيع أي أحد مشاهدة قوس قزح لو أن الشمس أكثر من النصف في السماء، لذلك لن تتم رؤيته ما بين التاسعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً. وفي حال إذا كانت الشمس منخفضة، سوف يكون القوس أكثر إشراقاً وذا ألوان أعمق، كما أن السماء فوق قوس قزح تكون أغمق بكثير حينما تكون من دونه. وأعلى نقطة في قوس قزح لا ترتفع أكثر من 42 درجة عن مستوى سطح الأرض، ويكون أعمق جزء فيه الجزء الأزرق، خاصة حينما تكون الشمس مشرقة، كما أن نهايات قوس قزح تقع على الأرض فقط، لأن هذا هو المكان الذي تتوقف عنده قطرات المطر، ويمكن أن يصبح قوس قزح على شكل دائرة بزاوية 82 درجة أثناء المطر الشديد.
عدد اليوم
