الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليمان براذر ...وأهمية الإشراف على القطاع المالي

ليمان براذر ...وأهمية الإشراف على القطاع المالي
16 سبتمبر 2009 01:59
على الرغم من مرور عام على انهيار بنك «ليمان براذر» العريق، الذي يعتبر رابع أكبر بنك أميركي للاستثمارات، فإن النداءات التي صدرت داعيةً لإجراء إصلاحات واسعة النطاق، لمعالجة تجاوزات صناعة الاستثمار، قد ظلت دون استجابة إلى حد كبير، وربما تظل هكذا بسبب المؤشرات المتزايدة على حدوث تعافٍ اقتصادي وشيك. ومن المنتظر أن يلقي الرئيس أوباما كلمة من «القاعة الفيدرالية» التي تقع في شارع وول ستريت على مبعدة خطوات من قلب المركز المالي للعالم كي يحاول إعادة إحياء الدعم لعملية لإصلاح المقترحة للوائح المالية. والتشريعات التي يطالب أوباما الكونجرس بتمريرها سوف توسع بشكل دائم من نطاق دور واشنطن في الإشراف على النظام المالي من خلال إيجاد جهاز فيدرالي جديد تكون مهمته حماية المستهلكين، والتحكم في العالم الغامض للمشتقات المالية، ومنح مسؤولي الحكومة القدرة على الاستيلاء على، وتفكيك، الشركات الكبيرة التي يمكن أن يؤدي فشلها إلى نتائج كارثية على النظام المالي. ويشار إلى أن زخم الدعوة لتلك الإصلاحات قد ضعف مؤخرا، بعد أن بدأت البنوك تسدد أموال حزمة الإنقاذ التي أُنفقت عليها، لمساعدتها على تجاوز الأزمة، وبدأت الأسواق المالية في الخروج من الوهدة التي كانت قد انحدرت إليها، كما انخرطت مؤسسات الصناعة المالية الأقل ترويضا في مقاومة شبح اللوائح المالية الحكومية. لذلك، فإن المتوقع في الذكرى الأولى لانهيار «ليمان براذر» أن يحاول أوباما استعادة زمام السيطرة مرة أخرى وسوف يسعى في خطابه إلى إبراز الجهود التي قامت بها إدارته من إيقاف الأزمة المالية، والضغط على الكونجرس من أجل دفعه للموافقة على التغييرات التي يؤمن بمدى الحاجة إليها للحيلولة دون تكرار تلك الأزمة مرة أخر، بحسب مسؤول في البيت الأبيض. تعليقا على ذلك قال «تيموثي جيثنر» وزير الخزانة في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي في منتدى أُقيم في أحد المجالس البلدية تحت رعاية شبكة CNBC قال فيها:»يجب أن يكون لدينا قواعد ولوائح أكثر حزماً، وتضع قيوداً أشد على مقدار المخاطرة التي يمكن تحملها... فالناس غاضبون ولا نستطيع أن ندع الأمور تعود إلى ما كانت عليه». بصرف النظر عن مدى عمق الأزمة، فإن التاريخ كان يثبت لنا دوماً أن الخوف الذي يرافق الأزمات أو يسبقها يتراجع في نهاية المطاف، ويعود الطمع إلى حاله، وتظهر أسواق فقاعات جديدة، كما كتب ذات مرة المؤرخ المتخصص في شؤون المال» روبرت ئي. رايت». وفي تعليقه على الأزمة المالية الحالية يقول «رايت» الذي يعمل أيضاً أستاذاً بكلية «أوجستانا» في «ساوث داكوتا»، ويكتب في الوقت الراهن كتاباً تحت عنوان: الإنقاذ المالي، الأرباح الخاصة، والمخاطرة العامة:»إن الشيء الذي يدعو للدهشة هو مدى ضعف ذاكرة وول ستريت، ومدى ضعف ذاكرة المستثمرين». ويُشار إلى أن انهيار مصرف «ليمان براذر» في الرابع عشر من سبتمبر الماضي، بعد أن أخفق في الحصول على حزمة إنقاذ حكومي، قد أطلق مجموعة من ردود الأفعال التي هزت النظام الرأسمالي من جذوره. وفي مرحلة الفوضى العارمة التي أعقبت ذلك الانهيار، بدأت الحكومة في إطلاق أكبر مجموعة على الإطلاق من مبادرات الإنقاذ المالي منذ الكساد العظيم، من أجل تجنب حدوث المزيد من التداعي في النظام المالي العالمي. وأدت تلك الأحداث الاستثنائية إلى تغيير شكل العلاقة بين واشنطن وول ستريت، وذلك عندما عملت الهيئات التنظيمية المالية على تعزيز درجة إشرافها على ذلك النظام. يعبر «واين أبيرناثي» نائب الرئيس التنفيذي لسياسة المؤسسات المالية والشؤون التنظيمية في اتحاد المصارف الأميركية عن ذلك بقوله: لقد كان هناك دائماً نوع من التوتر بين البنك وبين الهيئات التنظيمية... ولكن يحدث أحياناً أن تأتي فترات تتسم بقدر أكبر من الأخذ أثناء الاختبارات العصيبة، وفي الوقت الراهن هناك عدد أقل بكثير من تلك الفترات هناك» ولكن «سونج ون سون»، الذي عمل في السابق مستشاراً لمؤسسة «ويلز آند فارجويقول» تلك التغيرات، شأنها في ذلك شان القيود الذاتية التي تفرضها المصارف والمؤسسات المالية على نفسها لن تستمر للأبد فهي مؤقتة في النهاية». ويضيف «سونج» مستشهداً في ذلك بالتجمع المتركز الآن في وول ستريت: «هناك بالفعل مخاوف من محاولة بعض البنوك والمؤسسات المالية العودة مرة ثانية إلى ممارستها السابقة التي لعبت دورا في وقوع الأزمة». ويواصل «سونج» حديثه قائلًا: «هذه الأزمة خفت لحسن الحظ، وتحسنت بشكل أسرع بكثير مما توقعه الكثيرون منا وهو شيء جيد في حد ذاته. مع ذلك فإنكم إذا ما اعتقدتم أننا بحاجة إلى المزيد من اللوائح التنظيمية للحيلولة دون تعرض المصارف والمؤسسات المالية لمتاعب مماثلة في المستقبل فيجب أن تعرفوا أن الدافع والحافز لذلك قد تقلص لحد كبير». ويقول «لي ساشس» كبير مستشاري جيثنر: لقد تعلم العالم الكثير من الدروس خلال العامين الماضيين، ويتوجب علينا التأكد من أن هذه الدروس قد انعكست في التغييرات التي نحارب من أجلها في الكابيتول هيل». وأضاف:»إن التأثير طويل الأمد للأزمة المالية التي فجرها انهيار ليمان براذر سوف يتحدد بناء على من يفوز بالمعركة من أجل الدعوة لوضع قواعد تنظيمية جديدة موضع التطبيق». جيم بوذانجيرا- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©