الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوهام مرضية

9 يناير 2011 21:07
المشكلة : عزيزي الدكتور : أنا فتاة جامعية ليس لي أشقاء أو شقيقات سوى أخت واحدة أصغر مني، وأعرف أن والدتي قد عانت من أمراض كثيرة سببت لها عدم الإنجاب بعد أختي التي تبلغ من العمر ستة عشر عاماً، المشكلة الآن تتعلق بوالدتي التي تبلغ من العمر 43 عاماً، وقد توفى والدي منذ عشر سنوات، وعانت أمي نفسياً بعده، وإن لم تقصر في تربيتنا على الإطلاق. لكن منذ مدة اكتشفنا أنها تهاتف شخصاً ما من حين لآخر، ويبدو عليها الإرتباك عندما نشعر بها. واضطررت لمواجهتها بكل أدب ووضحت لها إن كانت ترغب في الزواج فليس لدينا مانع على الإطلاق، لكن لا تستمر في محادثته دون هدف. لكنها تنكر وتتهمني بالوسواس والشك والكذب، ثم حدث تطور آخر في تصرفاتها، وعرفت مصادفة أنها تحتفظ بأرقام أطباء وأخصائيين نفسيين، وبالتعاون مع أحدهم عرفت أنها تؤلف لهم قصصاً ومشاكل مفبركة ووهمية، وتبدو دائما هي الضحية! ومن هذه القصص أنها تعرضت للإغتصاب في الصغر من أناس أقارب لنا عرفوا في حياتهم بالاحترام والأخلاق الحميدة والسيرة الطيبة. ولاحظنا أن جميع من تتهمهم من المتوفين، وللأسف قالت لأختي ذات مرة أنها مريضة نفسيا لأنها ضحية اغتصاب! وكثيراً ما تحاول تلفت الانتباه وتثير اهتمامنا وشفقتنا، وتدعي دائماً انها تكره الرجال، وتحذرنا منهم رغم أنها تلاحق بعضهم باتصالاتها. هي بطبيعتها متدينة وملتزمة للغاية، لكن كلما كبرت زادت مشاكلها، ولا نود إغضابها أو جرحها. ولا نعرف كيف نتصرف معها. وعندما نتحدث معها ونواجهها بشي مخجل تنكر وتتهمنا أننا شكاكون وغير بارين بها وناكرين لتربيتها لنا، رغم أن لا هم لنا إلا هي. أرجوك أن تنصحني بالطريقة الصحيحة للتعامل معها، فالناس لا يعرفون أنها مريضة أو أنها غير طبيعية. فما الحل في حالتها؟ جزاكم الله خيراً. سماح ب.ب النصيحة: ابنتي الفاضلة.. أحيي فيك حرصك واهتمامك وبرك بوالدتك وتفهمك لحالتها، ويبدو من ثنايا المشكلة أنها تعاني من اضطرابات نفسية معينة، ربما تتعلق بفجيعتها عند وفاة والدك ـ رحمه الله ـ وأنت لم تتعرضي لطبيعة العلاقة بينهما قبل الوفاة ـ وما تدعيه من قصص إنما هي أعراض لهذا الاضطراب. فهي بلاشك في حاجة ماسة إلى الاهتمام والقرب واشعارها بالحب والمودة التي ربما فقدتها في السنوات الماضية، ومن ثم تكون في حاجة إلى الوقوف معها لتجاوز المحنة النفسية العارضة إن شاء الله. لذلك أؤكد هنا على أهمية احتواء الأم واتخاذها صديقة دون الاكتراث بما تتصوره من مشاكل أو أحداث، فيمكنك مع أختك المزيد من الاقتراب منها أكثر، وتكوين علاقة صداقة وود تستطيع الأم من خلالها اخراج مشاعرها المكبوتة بكل صدق حتى لا تحتاج بعد ذلك الى مصادر أخرى تشعر من خلالها بالأمان ولو باختلاق قصص خيالية، إنها تحتاج الى الشعور بالأمان والحنان الذي تعتقد أنها لن تجده الا عند الرجال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©