الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تحقيق أمنية» تساعد طفلة على تحدي السرطان وتمنحها لقب «طبيبة» لمدة يوم

«تحقيق أمنية» تساعد طفلة على تحدي السرطان وتمنحها لقب «طبيبة» لمدة يوم
27 مارس 2013 07:55
بهدف تخفيف معاناة الأطفال المرضى وتحويل أمنياتهم إلى لحظات سعيدة، بادرت مؤسسة «تحقيق أمنية» إلى تلبية أحد أحلام الطفلة المواطنة، منال جمال العريمي كطبيبة ليوم واحد في مستشفى خليفة، انطلاقاً من رؤية ورسالة أسرة المؤسسة، تحت رعاية حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة المؤسسة. ارتدت الطفلة منال العريمي معطف الطبيب، وتحركت خلال جولة في مستشفى خليفة بمرافقة والدتها وعمها، وبدأت فحص المرضى الأطفال، في ظل متابعة طاقم طبي من المستشفى، وأظهرت مهارة في التعامل مع حالات الأطفال المرضى، انطلاقاً من التجربة التي مرت بها طوال فترة العلاج في أميركا، كما أبدت تعاطفاً مع بعض حالات المرضى، الذين يعانون إصابات متفاوتة. وعن حياة الطفلة منال، يذكر والدها جمال حمد العريمي، أن المرض غير حياة ابنته، وجعلها تسبق عمرها بسنوات كثيرة، وهي الطفلة ذات 4 سنوات، التي أصيبت بحمى عندما كان عمرها 3 سنوات ونصف السنة، ليكتشف الأطباء بعد فحوصات عدة أنها مصابة بسرطان في الغدد اللمفاوية، وهي حالة نادرة جدا، حيث لا يصاب بهذا المرض الأطفال، ويقتصر على كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً. ويشرح والدها حالتها ومعاناتها مع المرض بقوله: فجأة أصيبت ابنتي بحمى قوية، لا تنخفض أبداً، فأخذناها إلي عيادة مجاورة، أوضحوا لنا أنها غير مصابة بأي التهابات، قد تكون السبب في الحمى، ونصحونا بالعودة إلى البيت، وخلال هذه الفترة كنت أضعها في ماء فاتر لتنخفض درجة حرارتها، وظلت على هذه الحال أكثر من أسبوع، وحينها أخذتها إلى أحد المستشفيات، مشيراً إلى أن الطفلة كانت تخضع لفحوصات وسحب دم، وأشعة، من دون أن يتم اكتشاف مرضها، مما دفعه لطلب تحويلها إلى مستشفى خليفة وعلى مسؤوليته الخاصة. ويوضح أن ملف الطفلة عرض مباشرة على الدكتور عزام الزعبي استشاري ورئيس شعبة الأورام وأمراض الدم للأطفال بمستشفى خليفة، وعندما اطلع على التقرير، ونظراً لأنها كانت خائفة جداً من الفحوصات والإبر، فقد اكتفى بفحص على بعض مناطق من جسمها، وطلب أشعة تأكدية لأنه شك في شيء ورفض أن يخبرهم بالتفاصيل إلى أن تظهر نتائج الأشعة. صدمة كبيرة ويصف جمال العريمي تفاصيل خبر إصابة ابنته بالسرطان بأنها كانت صدمة أحدثت تغييرا في حياة العائلة كلها، فالكل يسمع عن مرض السرطان، والكل يدرك خطورته المعنوية والمادية، وتأثيره على الحياة، لكن عندما تعاش التجربة فهذا أمر صعب جداً، ومختلف عن كل التصورات، بحيث أصيبت الأسرة بصدمة كبيرة، خاصة حين سمعت أن هذا المرض نادر حدوثه عند الأطفال، فهو يصيب واحد من بين100 أو 200 شخص، وفي البداية شلت حركة الأسرة ولم تعرف كيف تتصرف، فبدأت تسأل وتبحث عن العلاج في كل اتجاه، إلى أن جاءت نصيحت الطبيب بضرورة إخضاعها لعلاج بالكيماوي، وتم اخضاع منال على الفور لتلقي العلاج المناسب. وبمساعدة ومساندة الدكتور عزام، تمت كتابة تقرير عرضه والد الطفلة بدوره لطلب العلاج في الخارج، وبعد أقل من أسبوع، جاءه خبر السفر إلى أميركا. دعم الأسرة ولتكون الطفلة منال في جو صحي قرر والدها أخذ أسرته إلى أميركا مضحياً بسنة كاملة من الدراسة لأطفاله، مؤكداً أن الهدف من ذلك هو عدم ترك منال بمفردها من دون إخوتها، ولم يكن القرار سهلا، لكن كان الأفضل، بحيث لم يسمح أن تتغير حياة الأسرة وتنقلب رأساً على عقب، فأخذ أولاده وزوجته في رحلة العلاج، كي لا تشعر منال بأي تغيرات في حياتها، كما أن وجود إخوتها أعطاها دافعاً معنوياً كبيراً، ومن جهتهم لم يتفاجأوا بالتغيرات الطارئة عليها من سقوط شعرها، وغيرها من التفاصيل الأخرى، كالإعياء الشديد نتيجة جلسات الكيماوي والدوخة والإرهاق. وبالنسبة لطريقة تعامل الدكتور المعالج لمنال في أميركا، قال إنه اتبع طريقة جيدة في التعامل النفسي والمعنوي، حيث استقبل أم وأب الطفلة وأحاطهم بالتغيرات التي ستصاحب العلاج، ولم نفاجأ بالحالة النفسية، التي أصبحت عليها منال أثناء العلاج بالكيماوي، نتيجة ما أكده الدكتور، حيث أخبرنا أن تغيرات كبيرة ستطرأ عليها، وسينشط الكيماوي عقلها، ويثير أعصابها، مطالباً بضرورة إجابتها على كل أسئلتها وتحملها، وبالفعل تغير حالها وأصبحت عصبية جدا، وكانت تأكل وترمي بالصحن، وتصرح، لكن تحملنا هذا التحول، كما كنا نحاول أن نشرح لإخوانها حالتها النفسية والصحية، والتغيرات التي ستطرأ عليها، والأهم من ذلك ألا تتعرض للسخرية من طرفهم، خاصة عندما يسقط شعرها، وبالفعل كانت النتيجة جيدة، نظراً للانسجام والتخطيط الذي وضعه الدكتور. ولادة جديدة لاحظ والد منال التي بدأت تتماثل للشفاء وتمر بمرحلة نقاهة أن ابنته تطورت وأصبحت اجتماعية أكثر وجريئة، وأن تجربة العلاج التي دامت ما يقارب السنة، غيرت في أفكارها ويضيف: عندما تتحدث اليوم منال نشعر أنها طفلة بعقلية فتاة في العشرينيات من عمرها، تعرف ما تريده، وترغب في تحقيق أحلامها، كما أصبحت علاماتها ممتازة في المدرسة»، وأصبحت تأخذ التطعيمات من جديد، موضحا أن الكيماوي يبطل مفعولها برمتها، مما يجعلها ضعيفة المناعة، مشيراً إلى أن العلاج مدته 5 سنوات، مرت منها سنتان ويتبقى ثلاث، وأن منال مرت بثلاث حالات، منها منال التي تعرفها أمها وأهلها، ومنال التي يعرفها فقط أبوها وأمها، والحالة العصبية التي مرت بها، ومنال التي تعافت فيها، وهي بعد العلاج، واصفاً هذه المرحلة بالأفضل، لذا ينصح بشدة عدم التراخي وإهمال حالات الحمى التي تصيب الأطفال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©