الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: الوطن... وحزب التشويه

غدا في وجهات نظر: الوطن... وحزب التشويه
26 مارس 2013 20:32
«الإخوان» والجيش... وبينهما «حماس» لفت د. وحيد عبد المجيد الانتباه إلى أنه ليس وزير الخارجية الأميركي الأسبق والأشهر هنري كيسنجر وحده الذي يتوقع حدوث مواجهة بين الجيش وجماعة «الإخوان» في مصر. وقد لا يكون هو أول من عبر عن اعتقاده بأن هذه المواجهة ستقع إذا لم يتمكن الطرفان من التفاهم على آلية فعاّلة لتجنب حدوث أزمات كبيرة بينهما أو احتوائها في مهدها بطريقة الإنذار المبكر. ورغم أن كيسنجر تحدث في هذه المسألة مرات عدة في الأشهر الأخيرة، فقد بدا أنه أكثر ثقة عندما أجاب على سؤال بشأنها في 8 مارس الجاري خلال مشاركته في أعمال المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي في نيويورك، حيث قال إن الأزمة بين الجيش و«الإخوان» في مصر ستأتي لا محالة. الوطن... وحزب التشويه يرى سعيد حمدان أنه بين ديسمبر عام 2011 ونهاية مارس عام 2013 مرت أزمنة ووقعت حوادث وتكشفت خبايا، وتغيرت وجوه... فهل كان علينا أن نمر بهذه التجارب، حتى نختبر وفاء البعض ونعرف مقدار الوطن وقيمته عندهم؟ مثل ما نردد دائماً فإنه لابد من التجارب والاختبار والفراسة، وإن الشدائد هي التي تصفي وتبين معادن الخلق، وإن «النوايا مطايا». لقد عشنا مرحلة التحولات، فوجدنا من يشوّه صورة الوطن ويحاول بيعه أو المساومة عليه، بل رأينا كيف استقوى بعضهم وجيّشوا مجموعةً لنشر الإشاعات والأكاذيب، وهرب بعضهم، وحاولوا تشويه الوطن، وناصبوا أهلهم العداء، وتناسوا خير هذا الوطن عليهم! وعلى الجانب الآخر، أبرزت المحن رجالا ونساءً كُثُراً كانوا يحبون وطنهم بصمت، من غير منفعة ولا أغراض شخصية... وقفوا في وجه كل من حاول المسّ بوطنهم، وقفوا بغضب المحب الذي يدافع عن اسم وطنه ومكانته. هل كان على الإمارات، الدولة والمجتمع، أن تعيش كل هذه الأحداث، وأن تهتم بكل هذه التفاصيل! ما كان أغنانا عن هذه المتغيرات، لو أنهم عقلوا قليلا وآثروا محبة الوطن وأخلصوا في أفعالهم وأقوالهم، وتذكروا أن هذا البلد في نعمة وأن ثوابته راسخة، لأنه قام ونهض بإخلاص وصدق قيادته وتآلف شعبه. الإمارات... وثقافة الحجم يقول محمد خلفان الصوافي إنه بات لافتاً لدينا نحن أبناء الخليج العربي، وأحياناً متوقعاً، ممن لا تعجبه نجاحاتنا في مجالات أي عمل إنساني أو اقتصادي أو سياسي أو حتى رياضي، وإن شئت أي عمل فني، أو أنه لا يستطيع تحقيق الريادة التي حققتها إحدى هذه الدول «صغيرة الحجم»، أن يلجأ إلى استخدام مفردات تصف وضعنا من حيث المساحة والتعداد السكاني كما توضحه الخرائط الجغرافية. وفي حقيقة الأمر لا يمكننا أخذ مثل هذه المفردات في أغلب الأحيان ببراءة، لأنها تدل على ما يكنه الناطق بها لهذه الدول من غيرة أو حسد، فيقارن ذلك النجاح بحجم مساحة الدولة الذي يمثل قرية أو مدينة صغيرة في بلاده أو بحجم سكانها. تصريحات -أو على الأصح مهاترات- صفوت حجازي، أحد المنتمين إلى تيار «الإخوان المسلمين»، التي وصف فيها الإمارات بأنها «لا تمثل إلا حارة في شارع شبرا»، أحد الأحياء المصرية (وللتوضيح فليس لديَّ أي تحفظ على شارع شبرا لا جغرافياً ولا سكانياً) قد تكون الأحدث في هذا الجانب، لكنها ليست الأولى. عِقدٌ على غزو العراق: جردة حساب يعتبر ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الابن، أنه على رغم مرور عشر سنوات على حرب العراق، ما زالت آراء الجمهور بشأنها مسيسة ومتأثرة بالميول الحزبية لحد كبير، وهو ما يستدعي السؤال: بعد أن تهدأ العواطف، ما الذي يمكن للأميركيين أن يستنتجوه بشأن تلك الحرب؟ أولاً: يمكنهم استنتاج أن تلك الحرب قد استمرت لفترة أطول مما ينبغي وكانت تكاليفها أكثر مما يلزم- سواء البشرية والمادية. فالسقوط السريع لصدام، تلاه تمرد مطول، وعنف طائفي هدد بتمزيق العراق. ومسؤولية الحيلولة دون حدوث ذلك كانت تقع على عاتق التحالف الذي قادته الولايات المتحدة، ولكننا لم نفعل ذلك، حيث لم نتوقع أن تدخل «القاعدة» لملء الفراغ الأمني الناشئ عن سقوط النظام، لتشن حرباً على الولايات المتحدة التي تمكنت في النهاية من هزيمة تلك المنظمة الإرهابية، ولكن بعد قتال طويل وشرس وتكاليف عالية. البوطي... ضحية الفتاوى السياسية! استنتج د. عبدالحميد الأنصاري أن التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وأكثر من خمسين ضحية إضافى إلى عشرات الجرحى، بجامع الإيمان بحي المزرعة، وسط دمشق، أدى نهاية مأساوية حزينة لمرجع ديني يعد من أهم المرجعيات السنية الدينية على مستوى العالم الإسلامي. وطبقاً للإعلام السوري الذي أذاع خبر استشهاد الشيخ العلامة الكبير -رحمه الله تعالى- فإن انتحارياً فجّر نفسه داخل الجامع بينما كان البوطي يلقي درسه الديني الأسبوعي بين طلابه ومريديه، بين صلاتي المغرب والعشاء، وتسبب الانفجار في مقتل جميع الموجودين وإصابة آخرين بجراح وتدمير كبير. الشيخ رحمه الله تعالى من كبار علماء السنّة ويعد من أكثرهم اعتدالاً وتيسيراً في فتاواه واجتهاداته، وقد ترك مؤلفات فقهية وعلمية غزيرة وتتلمذ على يديه أجيال من طلاب العلم الديني، حيث كان رئيساً لقسم العقائد والأديان بكلية الشريعة بجامعة دمشق ورئيساً لاتحاد علماء الشام، وكانت له آراء ومواقف وفتاوى تتسم بالجرأة والاستقلالية. العراق... طوفان الدم كافٍ لإقالة حكومات! اقتبس رشيد الخيُّون العبارة التالية: «لم يبق يوم من أيام الأسبوع العراقي خالياً من النعت بالدموي أو الأسود، حتى أمسى هناك الآحاد السود، آخرها 25 أكتوبر 2009، والجُمع السود، أولها مقتل محمد باقر الحكيم وثمانين أو يزيد معه (29 أغسطس 2003)، والسُّبوت السود منها 14 أبريل 2007 حيث كارثة كربلاء، إلا أن أكثر مسيل الدماء كان يُصادف الأربعاءات أولها 19 أغسطس 2003 تفجير دار الأمم المتحدة، وأفضعها 31 أغسطس 2005 تساقط الأجساد من على جسر الأئمة والضحايا أكثر من 1300 عراقي، والثلاثات الداميات وآخرها 8 ديسمبر 2009». هذا ما ورد في مقال سابق في «الاتحاد» (16 ديسمبر 2009)، إثر كارثة ثُلاثاء ماضٍ، وبتداول الأيام تتداول الكوارث، فصارت الأيام والشهور داميةً كافةً. وحتى العام 2006 لا يتحمل المالكي وحزبه وائتلافه المسؤولية، فالجيش والأمن لم يكتمل تشكيلهما بعد، وربما وجود الأميركان كنافذين يُقيد حركته، أما بعد ذلك فالمالكي مسؤول عن طوفان الدماء. العودة للداخل الفلسطيني استنتج خالد الجندي أنه بانقضاء زيارة أوباما إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، التي باتت اليوم وراء ظهورنا، لا شك أن التركيز سينتقل مجدداً إلى سبل إحياء عملية السلام المتعطلة، لكن بالنظر إلى دروس التاريخ سيتم مرة أخرى تجاهل السياسة الداخلية الفلسطينية، كما في الجولات السابقة، فخلافاً للاهتمام الكبير الذي يوليه الأميركيون للسياسة الداخلية الإسرائيلية وما تفرضه من قيود وإكراهات وتجاوب الساسة الأميركيين معها، مثل إحجام أوباما عن مطالبة الحكومة الإسرائيلية في عام 2010 بتجميد الاستيطان لعدم إحراج نتنياهو أمام شركائه في حكومته اليمينية، يصم الأميركيون آذانهم عن ضرورات السياسة الداخلية الفلسطينية وما تفرضه من تفاهمات. فقد مرت سبع سنوات منذ أن فازت «حماس» على «فتح» في الانتخابات التشريعية، مما شجع الأولى على التقدم خطوة إلى الأمام والسيطرة عسكرياً على قطاع غزة، منهية بذلك نصف قرن من هيمنة «فتح» على السياسة الفلسطينية. المعارضة السورية وخطر التفكك ترى "ليز سلاي" أن ائتلاف المعارضة السورية على شفا الانهيار يوم الأحد الماضي، وذلك بعد استقالة رئيسه ورفض المقاتلين الثوار للشخصية التي اختارها الائتلاف لرئاسة حكومة انتقالية، الأمر الذي يترك جهود صياغة جبهة موحدة ضد النظام السوري، التي تدعمها الولايات المتحدة، في حالة يرثى لها. استقالة معاذ الخطيب، وهو واعظ سُني معتدل يرأس «ائتلاف المعارضة السورية»، شكلت ذروة صراع داخلي مرير حول جملة من المواضيع المختلفة، من تعيين حكومة انتقالية إلى مقترح للخطيب بإطلاق مفاوضات مع النظام السوري. غير أن استقالته أغرقت المعارضة في حالة من الفوضى تحديداً في الوقت الذي أخذت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يكثفون دعمهم للمعتدلين المعارضين للنظام السوري. كما أنه كان يتوقع من ائتلاف «الخطيب» أن يلعب دوراً أساسياً في تحديد المستفيدين من المساعدات وكيفية توزيعها. أفكار لأزمنة الموت يقول د.خالص جلبي: يمثل دور البوطي بالنسبة لي لغزاً؛ فهو رجل الدين وفقيه السلطة. لكن كيف يمكن لرجل الدين السني أن يدافع بذلك الحماس عن نظام مستبد في وجه ثورة شعبية؟ وكيف يصل به الأمر إلى دعم فتوى تطالب بالجهاد تحت راية نظام علماني هدفه اجتثاث الإسلام؟ هنا يصاب الإنسان بالدوار أمام الأدوار! أذكر أنني سألت يوماً صديقي القطري الأنصاري عن تفسير التناقض في السياسات الخارجية لبعض الدول العربية، فقال الجواب سهل، هي السياسة يمكن أن تكون مثل الزئبق خاضعة لكل تشكيل، أو حبار البحر الذي يتلون بكل لون. البوطي لغز من جهة وهو واضح من جهة أخرى، لكنه على أية حال فقيه السلطة وواعظ السلطان بتعبير علي الوردي، عالم الاجتماع العراقي، فلا جديد. من قتل البوطي إذن؟ إنه نقطة تقاطع من عدة دوائر تريد الخلاص منه، ربما أولها السلطة، كي تثير فتنة وتشوه وجه الثورة. يمكن أن يكون النظام أراد التخلص منه بعد أن أدى أدواره مشكوراً، كما يمكن أن يكون النظام قد مكّن لمن يدخل الحلقة الأمنية المخيفة للمكان، فيسمح له بالقضاء على فقيه السلطة وإطلاق يد السلطة أكثر في الجريمة والانتقام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©