الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«ألجماينر»: قطر لن تترد في تسليم الأسلحة الأميركية للإرهابيين

20 ابريل 2018 22:52
دينا محمود (لندن) انتقدت صحيفة «ألجماينر» الأميركية موافقة إدارة الرئيس دونالد ترامب على صفقةٍ تبيع واشنطن للدوحة بمقتضاها صواريخ موجهة تبلغ قيمتها 300 مليون دولار، وذلك خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها أمير الدويلة المعزولة تميم إلى الولايات المتحدة، والتقى خلالها مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض. وحذرت الصحيفة في الوقت نفسه من إمكانية أن تصل هذه الأسلحة المتطورة إلى يد إرهابيين من بين أولئك الذين يقيم «نظام الحمدين» علاقاتٍ وثيقة معهم، تشمل تمويل تنظيماتهم وتقديم مساعداتٍ لوجيستية لها، وإيواء قادتها في الدوحة كذلك. وفي مقالٍ للكاتب ستيفن فلاتاو، شككت «ألجامينار» في مصداقية التصريحات التي أدلى بها تميم وهو جالسٌ إلى جوار الرئيس الأميركي في مكتبه البيضاوي قبل نحو أسبوعين، وزعم فيها أنه لا يدعم الإرهابيين، رغم الأدلة الدامغة التي تثبت ذلك. وسخر فلاتاو في مقاله من هذه المزاعم، قائلاً إنه يعتقد أن خبراء العلاقات العامة الأميركيين ممن يدفع لهم أمير قطر «أجوراً مجزية» هم من نصحوه بأن يقول ذلك لكي يضمن الحصول على منظومة التسلح المتطورة هذه، لافتاً النظر إلى أن ترامب لم يبد -علناً على الأقل- «أي اعتراض على هذا التأكيد» من جانب تميم بشأن عدم علاقة نظامه بتمويل الإرهاب. ويشير الكاتب في هذا الإطار إلى ما كشفت عنه وسائل إعلام مرموقة في الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، من أن حكام الدوحة أنفقوا ملايين الدولارات، من أجل التعاقد مع جماعات ضغطٍ في أميركا، وترتيب رحلاتٍ قادت وسطاء أميركيين بارزين إلى الدوحة من أجل استمالة دعم إدارة ترامب في الأزمة المتفاقمة التي تعاني منها قطر على الصعيدين الخليجي والعربي. وكثف نظام تميم بن حمد جهوده في هذا الصدد قبيل عقد لقاء العاشر من أبريل في البيت الأبيض، إذ كُشِفَ النقاب عن أن السفارة القطرية في واشنطن أبرمت قبله بأسابيع قليلة اتفاقاً مع شركة متخصصة في تكوين جماعات الضغط مملوكة لـ«بريان بالارد» الذي يقول مراقبون إنه على صلة وثيقة بترامب. ونص الاتفاق على أن تدفع قطر 175 ألف دولار شهرياً للشركة التي تحمل اسم «بالارد بارتنرز» مقابل تمثيلها لمصالح هذا البلد المنبوذ خليجياً وعربياً في الولايات المتحدة. وتساءل ستيفن فلاتاو في مقاله عن الكيفية التي يمكن من خلالها التيقن من أن الأسلحة الأميركية التي ستحصل عليها الدوحة بموجب صفقة الصواريخ الأخيرة، لن تصل إلى «أصدقائها الإرهابيين»، وذلك في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط بين الدويلة المعزولة و«أشخاصٍ مسؤولين عن عمليات قتل جماعي»، في إشارة على الأرجح إلى عناصر التنظيمات الإرهابية التي تتولى قطر تمويلها ودعمها في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وشدد المقال على أن التخوف من وصول الأسلحة الأميركية إلى تنظيمات إرهابية عبر قطر، يشكل أمراً مشروعاً في ضوء تجارب الماضي، التي أثبتت - بحسب قول الكاتب - إن المطاف انتهى بأسلحةٍ باعتها الولايات المتحدة لدولٍ شرق أوسطية في يد إرهابيين. وأضاف فلاتاو أن دولاً مثل هذه كانت قد تعهدت عند شراء تلك الأسلحة من الولايات المتحدة، بأنها لن تقدمها إلى أي طرفٍ ثالث، مُشيراً إلى أن الإدارة الأميركية ظنت عندئذٍ أن قيادات تلك الدول «معتدلةٌ» و«جديرةٌ بالثقة»، وذلك في غمزٍ واضح من قناة قطر، التي تحاول الترويج لنفسها على أنها دولةٌ غير ضالعة في أي أنشطة إرهابية وأن حكامها يتسمون بالاعتدال، وهو ما يغاير الواقع تماماً بطبيعة الحال. وأكد الكاتب أن بوسع «نظام الحمدين» استخلاص درسٍ واضح من وقائع الماضي هذه، ألا وهي أن بوسعه الادعاء - إذا ما وصلت الصواريخ الأميركية إلى يد إرهابيين - بأن هذا الأمر حدث دون علمه، مُشدداً على أن النظام القطري قد يفهم كذلك مما حدث من قبل، أن إيصال أسلحةٍ أميركية الصنع إلى مجموعات إرهابية «سيمر دون عواقب». وألمح المقال إلى أنه على الرغم من الأكاذيب التي رددها أمير قطر في المكتب البيضاوي بشأن عدم دعم نظامه المنبوذ للإرهاب، فإن تقارير وسائل الإعلام تفيد بأن هذا النظام تعهد بتقديم مئات الملايين من الدولارات إلى حركة حماس الفلسطينية المنبثقة عن جماعة الإخوان الإرهابيين، لا سيما أن «الدوحة هي أكبر جهة منفردة تقدم تمويلاً لهذه الحركة» المُصنفة تنظيماً إرهابياً في الولايات المتحدة. وأبرز الكاتب تبني مجلس النواب الأميركي مؤخراً قراراً يُدين قطر لتقديمها «مساعداتٍ مالية وعسكرية كبيرة» لحماس. وأشار إلى أن مجموعة معتبرة من أعضاء الكونجرس -من الحزبين الجمهوري والديمقراطي- كانوا قد أعربوا العام الماضي عن «قلقهم العميق» إزاء مواصلة «نظام الحمدين» الاضطلاع بدور الملاذ لقيادات تلك الحركة المسلحة. وأوضح فلاتاو في هذا الشأن أنه ليس سراً ما تقوم به الدوحة من توفير المأوى لكبار قيادات هذا التنظيم، وعلى رأسهم خالد مشعل، بجانب شيخ الفتنة يوسف القرضاوي الذي يعيش في مأمنٍ بالعاصمة القطرية. ولم يغفل المقال بطبيعة الحال كون النظام القطري هو المسؤول عن تمويل قناة «الجزيرة» التلفزيونية، الموصومة بالترويج للإرهاب والتطرف وتوفير منابر لدعاة العنف والكراهية. وأبدى فلاتاو استغراباً شديداً حيال الصمت الذي تبديه منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، حيال موافقة الإدارة الأميركية على صفقة الأسلحة الأخيرة إلى قطر، على الرغم من أن هذه المنظمات لم تكن تفوت أي فرصة مماثلة في الماضي، دون إثارة ضجةٍ واسعة النطاق وسعي للتدخل من أجل عرقلة مثل هذه الصفقات. وقال الكاتب في هذا الصدد إنه «كانت هناك أوقاتٌ تثير فيها أي صفقة مقترحة لبيع صواريخ أميركية متطورة إلى نظامٍ ممول للإرهاب معارضةً ضاريةً بين قادة الأوساط اليهودية في الولايات المتحدة». وأشار إلى أن ذلك كان يثير «مخاوف وتساؤلاتٍ» لدى هؤلاء القياديين، ما كان يحدو بهم في العادة إلى «عقد اجتماعاتٍ مع مسؤولي البيت الأبيض لمعارضة عملية البيع». وواصل فلاتاو أسئلته الاستنكارية قائلاً: «هل يمكن أن تكون هناك أي علاقة (بين ما حدث)، وبين حقيقة أن عدداً من القادة اليهود (الأميركيين) نَعِموا مؤخراً برحلاتٍ مدفوعة النفقات بالكامل إلى قطر؟». ومضى قائلاً: «هل يمكن أن تؤدي الإثارة الناجمة عن التعامل بحميمية مع الأمراء.. (القطريين) إلى تثبيط مشاعر أولئك الذين يُفترض أن يعرفوا بشكلٍ أفضل» كيف يمكن التعامل مع أمورٍ مثل إمداد أنظمة داعمةٍ للإرهاب بالسلاح. وألمح الكاتب كذلك إلى إمكانية أن تكون المعاملة الباذخة والحفاوة الشديدة اللتان حظي بهما قادة منظمات اللوبي الصهيوني لدى زياراتهم المدفوع نفقاتها إلى الدوحة، قد أسكتت ألسنتهم عن معارضة صفقة الأسلحة الأميركية الأخيرة للدويلة المعزولة. وتبدو تساؤلات فلاتاو إشارةً واضحة إلى النتائج التي تمخضت عن الجهود المستميتة التي بذلها النظام القطري منذ شهور عدة، لاستجداء دعم قيادات المنظمات اليهودية الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، والتي يعتقد أنها قادرةٌ على الاضطلاع بدورٍ مهم في دفع البيت الأبيض إلى اتخاذ موقفٍ منحازٍ للدوحة في الأزمة القطرية التي دخلت شهرها الحادي عشر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©