الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«نواعم الحرف» خطوط أفريقية بلمسات أنثوية في الشارقة

16 سبتمبر 2009 02:45
احتضن بيت الخطاطين في ساحة الخط بمنطقة الشارقة القديمة مساء أمس الأول معرض «نواعم الحرف» واشتمل على 92 لوحة حروفية تناولت معظم أنماط الخط العربي القديم والحديث. ويُعد المعرض، حسب الجهة المنظمة للفعالية، الأول من نوعه في البلدان العربية والإسلامية لاقتصاره على نتاجات نسوية صرفة لفنانات عربيات من شرق وشمال أفريقيا، بالإضافة لعدد من الفنانات الإندونيسيات اللاتي درسن فنون الخط العربي بجامعة الأزهر في جمهورية مصر. افتتح المعرض، ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبد الله العويس مدير عام الدائرة، وحضره هشام المظلوم مدير إدارة الفنون والمنسق العام للمهرجان ومحمد النوري المشرف الفني لبيت الخطاطين، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والمهتمين بلوحات الخط والزخرفة. وجاءت أسماء وجنسيات المشاركات في المعرض كي تشير بقوة للمضامين الفنية والحضارية التي يختزنها شعار المهرجان «فلك الفسيفساء» أولاً من ناحية استقطابه لأعمال حروفية مجهولة من شرق وشمال أفريقيا، وثانياً لأن المعرض ذاته كان حافلاً ومعبراً عن مرجعيات التراث الديني والاجتماعي للبلدان العربية في أفريقيا، بالإضافة إلى اللمسات الأنثوية والموهبة الفردية التي منحت لوحات المعرض بعداً خاصاً ولغة فنية مشغولة بعناية ودربة وانتماء مخلص لعوالم الأنثى ومناخاتها الرهيفة. تنوعت الخامات والخلفيات المستخدمة في المعرض بين الورق المقهر والورق اليدوي والأبيض المحتشد بخطوط سوداء، كما توزعت أنماط الخط العربي على عدة مشارب ومذاهب فنية وأسلوبية مثل النسخ والرقعة والجلي الديواني والفارسي والثلث والكوفي بأنواعه «الفاطمي والقديم والمظفور» والخط المغربي بأنواعه «المبسوط والمجوهر»، كما استعانت الفنانات بالزخارف الخطية النباتية والحيوانية والانثناءات الجسدية لرقصات المتصوفة والدراويش، كما في الطقوس الإنشادية لأتباع المولوية. شارك في المعرض 24 فنانة وخطاطة من مصر والمغرب وتونس وإندونيسيا وليبيا وكانت المشاركة المصرية هي الأكبر حجماً وتلتها المشاركة الإندونيسية وكشفت بعض اللوحات عن مفاجآت مدهشة على مستوى الإتقان الفني والإحاطة بجماليات وأسرار الخط العربي ومقاصده الروحية والأدبية والإنسانية، خصوصاً أن جل الأعمال اشتغلت على الآيات والسور القرآنية المتمتعة بمكانة خاصة وسامية لدى المسلمين، وكذلك على الأحاديث النبوية والقصائد الشعرية والحكم والأمثال والمواعظ وسير الخلفاء وأصحاب الحظوة في التاريخ الإسلامي القديم. وفي تصريح لـ«الاتحاد»، قال هشام المظلوم مدير إدارة الفنون والمنسق العام للمهرجان: «إن معرض (نواعم الحرف) من المعارض المتفردة والمتميزة بخصوصية لم تتمتع المعارض الأخرى في الدورة الحالية لمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية لكونه يضم كوكبة من الأعمال النسوية المستقلة تحت سقف واحد، وجاءت كل الأعمال بسوية فنية عالية ومتمكنة من أدواتها فيما يتعلق بمدارات الزخرفة والنقش ومنابع الخط العربي الأصيل، واكتشفنا من خلال المعرض أسماء جديدة ومفاجئة ساهمت في تحقيق الهدف العام من المهرجان وهو تسليط الضوء على الأعمال والأسماء المجهولة والمبدعة في وسط وشمال أفريقيا، وبالتالي فإن مثل هذه المعارض تترجم البعدين الإقليمي والدولي للثقافة والفنون العربية والإسلامية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©