الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

آيسلندا تربح احترام العالم و14 مليون يورو!

آيسلندا تربح احترام العالم و14 مليون يورو!
5 يوليو 2016 16:09
محمد حامد (دبي) خرجت آيسلندا بمكاسب عدة من ظهورها القاري الأول، صحيح أن الهزيمة على يد فرنسا جاءت قاسية، وظهر المنتخب في أسوأ حالة له في شوط المباراة الأول الذي شهد تقدم أصحاب الأرض برباعية نظيفة، إلا أن ذلك لم يحل دون حصد المنتخب الذي كان مجهولاً مكاسب بالجملة، لعل أهمها مكسب «الوطن»، فقد أصبح اسم آيسلندا يتردد في وسائل الإعلام العالمية كما لم يحدث من قبل، كما أن المنتخب حظي باحترام العالم، وأصبح لديه مستقبل واعد، فضلاً عن المكسب المادي الذي بلغ 14 مليون يورو. وظهر الرئيس الآيسلندي جودني يوهانسون في المدرجات، خلف منتخب بلاده في مباراته ضد فرنسا هو وعائلته متحرراً من الزي الرسمي، حيث حرص على ارتداء قميص منتخب الوطن، ولم يفضل الجلوس في أماكن كبار الشخصيات، بل انخرط مع الجماهير في التشجيع بالمدرجات، وجاء تألق المنتخب ليختصر أمام يوهانسون سنوات عدة، كان في حاجة لها لكي يتعرف عليه العالم، فقد تم انتخابه رئيساً لآيسلندا قبل عدة أيام. (1) دعاية للوطن هذا هو سحر كرة القدم وتأثيرها، فقد أصبح اسم آيسلندا على ألسنة الملايين، وفي صحافة وإعلام العالم في غضون أيام عدة، بما يوازي أو يتفوق على أي حملات دعائية أو ترويجية، فقد أصبح الجميع يعرفون عدد سكان آيسلندا لا يتجاوز 330 ألفاً، وأين تقع، وما هي هوية نظام حكمها، وقدراتها السياحية، وغيرها من الأبعاد التي لم يكن للآيسلنديين أن يفرضوها على العالم في حال لم يشاركوا ويتألقوا في بطولة أمم أوروبا المقامة حالياً في فرنسا، ومن هنا نجح المنتخب في أن يقدم الخدمة الأكبر، والدعاية الأفضل لوطن يسمى آيسلندا، وفي المقابل لم يتردد الجمهور الآيسلندي في دعم منتخبه بقوة طوال مباريات البطولة، سواء في ملاعب فرنسا أو بعيداً في العاصمة ريكيافيك. (2) احترام عالمي قبل بداية منافسات أمم أوروبا، توقع البعض أن يكون المنتخب الآيسلندي مجرد ضيف شرف في البطولة، بل إن التعادل في المباراة الأولى أمام البرتغال دفع كريستيانو رونالدو للسخرية من آيسلندا، مؤكداً أنهم لن يحققوا شيئاً، ومن هنا كانت نقطة التحول الكبرى، فقد ارتفع سقف التحدي، وأصبح الرهان على كبرياء المنتخب كبيراً، لينجح في العبور إلى الدور الثاني، ثم يحقق المفاجأة الأكبر بالفوز على إنجلترا مهد كرة القدم في دور الـ 16، مما دفع جاري لينيكر نجم إنجلترا السابق وهداف مونديال 1986 إلى أن يطلق مقولته الشهيرة: لقد سقطنا على يد منتخب يمثل بلد به براكين أكثر من اللاعبين المحترفين. (3) مستقبل واعد أصبح لآيسلندا منتخب واعد يمكنه أن يفعلها ويتأهل لكأس العالم، لكي يتحقق له البناء فوق ما تم إنجازه، فقد زال حاجز الخوف، وتلاشت مشاعر الانبهار بالمنافسين في «القارة العجوز»، والأهم من ذلك أن النجاح سوف تكون له عدوى إيجابية على مستويات الإعلام واللاعبين الشباب والأطفال، وعناصر اللعبة كافة في البلد الصغير، فقد بدأ التطوير قبل 15 عاماً ببناء ملاعب مغلقة في كثير من الأماكن، وتأهيل وتدريب عدد كبير من المدربين، حتى أصبح هناك مدرب لكل 800 مواطن في آيسلندا، في حين يوجد في إنجلترا مثلاً مدرب لكل 12 ألفاً، ويؤكد النجاح في «يورو 2016» أن ما تم التخطيط له قبل 15 عاماً أتى ثماره فعلياً. (4) تجربة ملهمة الآن أصبح الحلم حقاً للجميع، فالدوري الإنجليزي بما شهده من تتويج ليستر سيتي المجهول باللقب، و«يورو 2016» بما شهدته من تألق لافت لمنتخب آيسلندا، ومن قبله ويلز وغيرها من المنتخبات الصغيرة، عاد الأمل للصغار في عالم الساحرة في كل مكان، الأمر الذي من شأنه إشعال المنافسة بين الجميع، سواء على مستوى الدوريات الأوروبية أو في البطولات القارية، وكذلك المونديال، وتؤكد التجربة الويلزية، وكذلك الآيسلندية أن قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة في «يورو 2016» إلى 24 منتخباً كان قراراً صائباً، فقد منح الفرصة للقوى الصغيرة أن تقول كلمتها، وتكون سبباً في سعادة شعوبها. (5) 14 مليون يورو مكاسب آيسلندا من المشاركة في «يورو 2016» لم تكن معنوية دعائية فقط، بل إن المكسب المادي كان حاضراً، فقد حصل الآيسلنديون على 14 مليون يورو، وفقاً للقواعد التي يطبقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حيث يحصل المنتخب المتأهل للبطولة على 8 ملايين يورو، و500 ألف عن كل تعادل، ومليون يورو مقابل الفوز في أي مباراة، ثم 1.5 مليون يورو بعد التأهل لدور الـ 16، وهو ما يعني حسابياً أن رصيد آيسلندا في بنك «يورو 2016» بلغ 14 مليوناً، وكان «اليويفا» قرر رفع المخصصات والمكافآت المالية من 196 مليون يورو في نسخة 2012 إلى 300 مليون في البطولة الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©