الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأفغان ينجحون في تحدي «الانتخابات» و «طالبان»

الأفغان ينجحون في تحدي «الانتخابات» و «طالبان»
6 ابريل 2014 00:35
في أول انتقال ديموقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان التي مزقتها الحرب وإنهاءً لحكم الرئيس حامد كرزاي الذي قاد البلاد منذ الإطاحة بطالبان في عام 2001، ختمت أمس الانتخابات الرئاسية والمحلية الأفغانية بنسبة أقبال بلغت نحو 58%، بعدما شهدت إقبالاً جيداً رغم الظروف الأمنية الشديدة الخطورة، والظروف الجوية القاسية في مناطق كثيرة من البلاد، وقال رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات في أفغانستان أحمد يوسف نورستاني أمس، إن «سبعة ملايين شخص أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية من بين 12 مليون ناخب لهم حق التصويت». وشهدت الانتخابات نقصاً في بطاقات الاقتراع، مما أدى إلى استمرار وقوف كثير من الناخبين في طوابير للإدلاء بأصواتهم مع اقتراب موعد إغلاق مراكز الاقتراع، وفي قندهار معقل طالبان وثاني أكبر المدن الأفغانية، قال متحدث باسم مكتب حاكم الولاية، إن بطاقات الاقتراع نفدت في معظم مراكز الاقتراع. وقال حاكم ولاية قندهار توريالاي ويسا للصحفيين «الناس لم يتوقعوا أن يخرج هذا العدد من الناس للتصويت، اعتقدوا أن التصويت سيكون مماثلاً للتصويت في السابق؛ ولهذا أرسلوا مواد للتصويت أقل هذه المرة». ويقول المسؤولون، إنه تمت طباعة 15 مليون بطاقة اقتراع، وهو أكثر من 12 مليون ناخب يحق لهم التصويت. وقال محمد هاشمي أحد مراقبي الانتخابات «كثير من الناس وقفوا تحت المطر لساعات، لكنهم لم يتمكنوا من التصويت بسبب نقص بطاقات الاقتراع». وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين الأفغان، معلنة بذلك الانتهاء من عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي من شأنها أن تحدد خلفاً للرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي، حيث لا يسمح الدستور الأفغاني له بالترشح لفترة رئاسية ثالثة على التوالي. وكانت اللجنة المستقلة للانتخابات في أفغانستان قد مددت وقت التصويت لساعة واحدة بسبب الأحوال الجوية السيئة. ونقلت بطاقات تصويت على ظهور الحمير إلى المناطق الأفغانية النائية، على غرار ما يحصل في كل استحقاق انتخابي، عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وأصبح نقل معدات انتخابية لتوزيعها في الولايات على ظهور الحمير أمراً شائعاً منذ أول انتخابات نظمت في أفغانستان في 2004 بعد سقوط نظام طالبان. وفي ولاية بانشير شمال كابول، اجتازت قافلة من ثلاثين حماراً التضاريس الوعرة لجبال هندوكوش في سلسلة جبال الهيملايا، من أجل توزيع البطاقات الانتخابية في قرى المنطقة، على رغم التساقط الكثيف للثلوج. وجرت الانتخابات الرئاسية والمحلية المتزامنة وسط احتياطات أمنية مشددة، فقد شارك في تأمين النظام العام في مراكز الاقتراع 350 ألف من العسكريين وعناصر الشرطة، كما قامت السلطات الأفغانية بإغلاق 959 من أصل 28500 مركز للاقتراع في أراضي البلاد لأسباب أمنية. وراقب سير العملية الانتخابية زهاء 325 ألف شخص من المراقبين المحليين والدوليين، رصدوا انتهاكات طفيفة للإجراءات، تم إصلاحها من قبل السلطات المحلية في أسرع وقت. ودعا الرئيس كرزاي الأفغان إلى «تحدي» تهديدات حركة طالبان لدى الأدلاء بصوته في مدرسة في العاصمة الأفغانية ، وقال «نعيش يوما مهما لمستقبلنا ومستقبل بلدنا»، وأضاف «أدعو الشعب الأفغاني إلى التوجه إلى مراكز التصويت على الرغم من المطر والبرد وتهديدات الأعداء ليتيح لهذا البلد اجتياز مرحلة جديدة على طريق النجاح». ويتنافس ثمانية مرشحين على خلافة كرزاي الذي قاد هذا البلد الفقير الذي يضم 28 مليون نسمة، منذ سقوط حكم طالبان في 2001، لكن الدستور يمنعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة. ويبدو ثلاثة من الوزراء السابقين في حكومته أوفر حظاً في هذا الاقتراع، وهم زلماي رسول، الذي يعتبر مرشح الرئيس، وأشرف غني، وهو اقتصادي معروف وعبدالله عبدالله الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الماضية. وتبدأ اليوم عملية فرز الأصوات لتستغرق حتى يوم 20 من الشهر الجاري، على أن يتم إعلان النتائج الأولية للانتخابات في 24 أبريل. وتواجه العملية الانتخابية تهديدان آخران بجانب طالبان، هما عمليات التزوير والامتناع عن التصويت. ويعتبر الانتقال الأول للسلطة من رئيس أفغاني منتخب ديموقراطياً إلى آخر بمثابة اختبار كبير للاستقرار في البلاد، ولتضامن مؤسساته، في حين يخشى أن يتسبب انسحاب قوات الحلف الأطلسي من البلاد مع نهاية عام 2014 بموجة من العنف. أمنياً، أصيب 4 أشخاص إثر وقوع انفجار في مركز للاقتراع في إقليم لوجار جنوب شرق أفغانستان، وذلك بعد ساعات عدة من بدء الإدلاء بالأصوات في الانتخابات، كما قتلت الشرطة الأفغانية مفجراً انتحارياً فيما نسف آخر نفسه في حادثين منفصلين في شرق أفغانستان. وذكرت إدارة الأمن الوطني إنها القت القبض على رجل وضبطت قذائف صاروخية وبنادق وأكثر من زي لرجال شرطة في منزل بكابول قبل ساعات من بدء الاقتراع. وفي مدينة قندهار، كانت الأجواء متوترة ولم يسمح بتحرك المركبات على الطرق وأقيمت نقاط تفتيش عند كل تقاطع. أمنياً أيضاً، نقلت قناة «جيو تي في» الباكستانية عن متحدث أمني قوله أن جنوداً إضافيين نشروا على طول الحدود الباكستانية الأفغانية منذ 20 مارس الماضي، لتعزيز التدابير الأمنية بغية التمكن من إدراء انتخابات رئاسية أفغانية سلمية. وأضاف المتحدث أن إجراءات أمنية عدة اتخذت بالتنسيق مع القوات الأمنية الأفغانية، فيما أغلقت كل المعابر الحدودية أمس إلى حين انتهاء اليوم الانتخابي. وأشار إلى زيادة التواصل بين مراكز التنسيق الحدودية بين البلدين، إلى جانب إقامة خط ساخن بين مديريتي العمليات العسكرية الأفغانية والباكستانية. كما ذكر المتحدث أن مراقبة جوية ستستمر طوال فترة الانتخابات لتحديد أية تحركات مشبوهة باتجاه الحدود مع أفغانستان. من جانب آخر، أعرب العديد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن أملهم في أن نجاح الانتخابات الرئاسية في أفغانستان رغم تصاعد موجات العنف، وقال وزير خارجية الدنمارك مارتن ليديجارد في أثينا قبل محادثات الاتحاد الأوروبي: «الانتخابات في أفغانستان حدث تاريخي آخر، أعرف أنه ليس وضعاً ممتازاً، آمل أن يخرج الكثير من الأفغان ويصوتون رغم المشكلات الأمنية». وذكر وزير خارجية هولندا فرانس تيمرمانس: «مازالت هناك مشكلة خطيرة مع العنف في أفغانستان». (كابول - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©