الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحافة الإسلامية مرآة الأمة المهمشة !

الصحافة الإسلامية مرآة الأمة المهمشة !
22 يناير 2009 23:41
الصحافة الإسلامية بدأت مع ظهور الصحف لأول مرة في العالم العربي والإسلامي، وقامت بدور هام في معالجة قضايا الأمة بدءاً من مواجهة الاستعمار ومروراً بالحفاظ على الخصوصية الحضارية وانتهاء بقضية التنمية، واليوم تشتد الحاجة إلى تطويرها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية على المستويين الداخلي والخارجي، لتكون النبراس لعرض قيم الإسلام الحضارية التي تدعو إلى البناء والتقدم والحوار ورعاية حقوق الإنسان وكرامته· تؤكد الدكتورة ماجي الحلواني -العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة - أن الصحافة الإسلامية عليها مسؤولية كبيرة، في ظل التحديات والمتغيرات السريعة التي تشهدها مجتمعاتنا، وعليها أن تجتهد لتساير الأحداث والتقدم وألا تقف عند سرد الأمور التاريخية أو تمجيد الماضي· وتقول: من المهم أن تقوم بالربط الخلاق بين القرآن الكريم والسُنة النبوية من جهة ، والمتغيرات الحديثة من جهة أخرى ، لأن الإسلام به من القيم والمبادئ والمثل ما يصلح لكل زمان· وتطالب بأن تعني الصحف الإسلامية والصفحات الدينية في الصحف العامة، بشكل أعمق بالقضايا التي تواجه المسلمين اليوم مثل قضية محو الأمية الدينية في مجتمعاتنا، لأنها قضية مقلقة، فنحن نتوقع من الصحافة الإسلامية أن تقدم معلومات مفيدة في الفقه والمعاملات وسلوكيات الإنسان المسلم، وقضايا المرأة والشباب وربط الدين بالمجتمع ، وإعطاء صورة صحيحة عن الإسلام والمسلمين، وإلقاء الضوء على جهود العلماء المسلمين العاملين في كل المجالات وإبراز صورة المرأة المسلمة التي تبوأت كل المراكز وتساهم مع الرجال في نهضة أمتها· وتناشد بأن تتولى عرض قيم الإسلام الحضارية مثل العدل والإخاء والسلام ، فالإسلام دين محبة وسلام وتقدم، ويرفض العنف والإرهاب ويأمر بالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن مع تناول النجاحات التي حققتها الدول الإسلامية الصاعدة في التنمية· دور مؤثر ويقول الدكتور جمال النجار -أستاذ ورئيس قسم الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر- إن الصحافة الإسلامية تقوم بدور مؤثر وتتزايد الحاجة إليها، ولكنها الآن مهمشة، مشيراً إلى أن بعضها يصدر عن مؤسسات صحفية كبرى لا تحرص على التوزيع، وإنما تكتفي بوجود هذه الإصدارات كنوعية مطلوبة ذراً للرماد في العيون· ويوضح أن هناك العديد من المعوقات التي تحول دون أداء الصحافة الإسلامية لرسالتها، ومنها وجود عدد من الصحف تصدر عن تيارات معينة، تواجه محاربة من الحكومات بسبب توجهات هذه الصحف البعيدة عن وسطية الإسلام، كما أن بعض المؤسسات الصحفية التي تصدر صحفاً بها صفحات دينية، لا تهتم بتطوير الصفحات سواء من حيث الشكل أو المضمون، حيث تتناول أموراً هامشية وفرعيات وتفتقر إلى العمق والتحليل، كما أنها تعاني سوء الإخراج الصحفي وعدم الحرص على الشكل الجمالي · ويضيف إن بعض الصحف الإسلامية تصدر كبحوث تعالج الماضي ، بينما تغفل الحاضر ولا تعرف شيئا عن المستقبل، وهي تكتب مطولات وبشكل لا يمكن للقارئ العادي أن يفهمه، كما أن من يفهمون الإسلام ووسطيته لا يعملون بالصحافة ومن يعملون بالصحافة الإسلامية لا يجيدون العمل الصحفي، مطالباً بإتاحة الفرصة في هذه الصحافة أمام خريجي أقسام الإعلام بالجامعات ذات الطابع الإسلامي· ويؤكد الدكتور سامي الكومي -أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر- أن الدور الرئيسي للصحافة الإسلامية هو خدمة الدعوة وإبلاغ الرسالة لكل البشر، وهذا يقتضي أن تتناول كل شيء يمس المسلم المعاصر، وما يشغله ويحقق الفائدة له، ويبنيه أخلاقيا ووجدانيا وعقليا، ووسطية الإسلام هي الأسلوب الذي يجب أن تحرص عليه الصحافة الدينية، حتي تؤدي الدور الدعوي وتحقق عالمية الإسلام، وتنفي عنه صورة التشدد والتطرف والتعصب والإرهاب، وهذا يقتضي أن تستفيض الصحافة الدينية في قضايا الديمقراطية والشورى حتى تتضح الصورة الحقيقة عن أن الإسلام هو دين الشورى والديمقراطية، ويقبل بالرأي والرأي الآخر· ويشير الى أن الصحافة الإسلامية مطالبة بأن تبحث عن الجوانب التي يحاول المغرضون إثارة الأباطيل حولها، والتعرض لها بالمناقشة والحوار حتى يتبين الحق، مع الحرص على تناول كل ثمرات الحضارة الغربية بمعطياتها في المجالات المختلفة، لأن هذا يفيد الأمة ويجعلها تنتبه لأهمية الأخذ بالأسباب، والاستعانة بالعلم لتنمية المجتمعات الإسلامية· وأكد أن الصحافة الإسلامية الورقية يمكن أن تستفيد من شبكة ''الانترنت''، بأن تكون لها مواقع على هذه الشبكة، ومن الممكن أن نستغل هذا في جعل الصحافة الدينية الورقية عالمية، تصل لكل إنسان بتكلفة بسيطة، ولابد لتحقيق ذلك من أن نجعل الصحافة الورقية مصدرا متجددا للمعلومات، يتمتع بالحيوية والتفاعل مع القراء· وتقول الدكتورة عزة عزت -أستاذ الصحافة بجامعة المنوفية : الصحافة الدينية تتزايد أهميتها في الوقت الحاضر، بسبب إقبال المواطنين على الثقافة الإسلامية، وهناك منافسة بين القنوات الفضائية على برامج الإفتاء ، غير أن القنوات الفضائية تواجه مشكلة تضارب الفتاوى وتعارض الآراء الشرعية لأن الإجابات التي تقال لا تراجع قبل عرضها، وتذاع للناس مباشرة، وقد تخلق البلبلة، على عكس ما يحدث في الصحافة المقروءة، حيث تكون هناك فرصة أمام المسؤولين عن العمل الصحفي لمراجعة هذه الإجابات مما يعطيها ثقة ومصداقية أكبر للمادة المكتوبة التي يستند إليها الناس في معاملاتهم وتصرفاتهم وهذا يلقي على الصحافة الدينية مسؤولية كبيرة، خاصة وأن المنافسة على جذب القارئ باتت شديدة وتستخدم فيها أحدث الاساليب· وتوضح أن مشكلة الصحافة الدينية تكمن في عدم قدرتها على الاستفادة التامة من التقنيات الحديثة ، فضلا عن الاستسهال السائد لدى بعض القائمين على العمل الصحفي الديني وتقديم عمل تقليدي يغيب عنه روح الابتكار أو الاجتهاد أو الرغبة في الإبداع، والاستفادة من التطور في النشر لخدمة الصحافة الدينية· وتشدد على ضرورة الحرص على الشكل العصري والإخراج الاحترافي الذي يعهد به إلى كوادر متمرسة وأن يكون الكادر التحريري لهذه الصحافة من الأجيال الشابة التي تتمتع بالحس الصحفي· وتؤكد الدكتورة هاجر سعد الدين - رئيسة شبكة إذاعة القرآن الكريم سابقاً- ضرورة الاستعانة في الصحافة الدينية بالمتخصصين في مجالات الشريعة الإسلامية، مثل التفسير والدعوة والفقه الإسلامي والحديث، لنشر الثقافة الإسلامية المُبسطة للقارئ المسلم·· مع مناقشة جميع القضايا الحية المطروحة على الساحة الإسلامية والعربية، والاهتمام بالكيف وعدم التخبط في الآراء· كما أن الكوادر الصحفية التي تعمل بهذه الصحافة مطالبة بالإلمام بكل ما يحيط بها من قضايا ومشاكل تهم المسلمين، خاصة ما يهم المرأة المسلمة· رسالة دعوية ويوضح الدكتور محمد الدسوقي -أستاذ الفقه وأصوله بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أنه ظهر في العصر الحديث بالعالم الإسلامي ما نسميه الثنائية الثقافية حيث تنعت بعض الأمور بأنها دينية، وفي هذا اشارة إلى أن ما سوى هذه الأمور غير ديني، مع أن الإسلام يتصف بالشمولية· ويقول: ليس في الإسلام تعليم ديني وآخر غير ديني، وبرامج دينية وبرامج غير دينية، وصحافة دينية أو إسلامية وصحافة غير دينية، لأن الإسلام يطبع كل سلوك الانسان، وهذا لا ينفي التخصص العلمي أو المهني، بيد أن كل هذه التخصصات يسدد خطاها الشرع الحنيف، ومن ثم تصبح حياة الإنسان كلها طاعة وعبادة· ويؤكد أن الصحافة الإسلامية صاحبة رسالة دعوية ، من خلال بيان للرسالة الخاتمة التي بعث بها محمد- صلى الله عليه وسلم - للناس كافة، وللقيام بهذه الرسالة على وجهها الصحيح، ينبغي على هذه الصحافة أن تجمع في مخاطبتها للأمة بين الجوانب الروحية والمادية، أو بين الوجدان والعقل دون إسراف، وأن تستكتب أهل الذكر من العلماء والباحثين الذين لديهم فقه صحيح بأحكام الإسلام التي تحض على الوسطية والاعتدال والتسامح والتيسير، وأن تتجنب إثارة المشكلات التي لا تعود على الأمة إلا بمزيد من الاختلاف· ويضيف على الصحافة الإسلامية أن تعيش الواقع بكل مشكلاته، وألا تعول فيما تنشره على ما كان في الماضي، دون ربطه بالحاضر على هدى وبصيرة، لأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان·· وعلى هذه الصحافة أن تثبت قولا وعملا هذه الحقيقة· مسؤولية التوعية الدينية وإبراز وسطية الإسلام يرى الدكتور شعبان إسماعيل -أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- أن للصحافة بصفة عامة دوراً كبيراً في نشر الوعي وتوضيح الحقائق، وتكوين الرأي العام وتوجيهه الوجهة الصحيحة التي تتفق مع الواقع، ونشر المبادئ العليا من حرية الرأي والفكر الصحيح· ويقول إن الصحافة الإسلامية مطالبة بدرو أكبر في نشر الوعي الإسلامي، والدعوة إلى التمسك بالفضيلة ونبذ الرذيلة، وتوضيح المبادئ الإسلامية الصحيحة التي تتفق مع النصوص الشرعية· ويضيف: على الصحافة الإسلامية أن تبرز وسطية الإسلام بصورة واضحة، حتى يتحقق الأمن والاستقرار، وأن تتخير العلماء المخلصين في دعوتهم فتنشر لهم، وتبتعد عن الذين يثيرون الفتن ويحاولون تفرقة الأمة، من خلال موضوعات مفتعلة لا صلة لها بواقع الحياة، مشيرا الى أن الأمور الخلافية، ينبغي أن تعالج في ضوء القرآن والسُنة والفهم الصحيح لعلماء الإسلام المتخصصين، وأن يكون الهدف الأسمى من وراء ذلك كله بيان الحقائق الشرعية بلا تحيز إلى فئة· ويؤكد على ضرورة أن تسلك الصحافة الإسلامية في دعوتها الأسلوب السهل الواضح غير المعقد، حتى يستفيد منه الجميع، وأن تعالج القضايا المطروحة بالأسلوب المهذب وبالكلمة الطيبة التي تصل إلى القلوب
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©