الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الطائرات الورقية الحارقة سلاح فلسطيني جديد

الطائرات الورقية الحارقة سلاح فلسطيني جديد
21 ابريل 2018 09:41
علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله) لجأ الفلسطينيون إلى أسلوب جديد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الطائرات الورقية الحارقة وإرسالها إلى الجانب الإسرائيلي والتي أدت إلى إحراق الأراضي الزراعية لدى الجانب المحتل. واندلع حريق في موقع «الكاميرا» العسكري الإسرائيلي على حدود وسط قطاع غزة حيث شوهدت ألسنة النيران في المناطق الحرجية المحيطة بالموقع العسكري. وحسب شهود عيان، فان طائرات مروحية إسرائيلية تشارك في إطفاء الحريق الذي نجم على ما يبدو نتيجة قيام شبان بإسقاط طائرة ورقية محملة بزجاجة حارقة على الجانب الآخر من الحدود. وأعلنت عدة مجموعات شبابية تشكيل «وحدة الطائرات الورقية» التي تحمل «المولوتوف» متوعدة الاحتلال بإطلاق أعداد كبيرة منها خلال الأيام القليلة القادمة. واعترفت إسرائيل باحتراق نحو 200 دونم زراعي شمال القطاع نتيجة حريق مشابه. في أثناء ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم طفل، وإصابة 645 آخرين خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» بالجمعة الرابعة التي أطلق عليها «جمعة الشهداء والأسرى» عند الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأفاد أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن الطفل محمد إبراهيم أيوب (15 عاماً) من جباليا، استشهد بنيران الاحتلال، فيما استشهد الشاب عبد العال، (29 عاماً) من سكان القرارة، بعد إصابته بطلق ناري في الرقبة شرق خان يونس. وكانت الصحة أعلنت استشهاد الشاب أحمد العثامنة (24 عاماً) برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة، والشاب أحمد نبيل أبو عقل (25 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي قبل ظهر أمس شرق جاليا شمال قطاع غزة. كما استهدف جيش الاحتلال سيارة صحافة بقنابل الغاز في منطقة ملكة شرقي غزة. وتواصل الجماهير الفلسطينية التوافد إلى المناطق الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في الجمعة الرابعة لمسيرة العودة كما يتواصل إشعال الإطارات المطاطية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. كما نجح عدد من الشبان بإزالة إجزاء من السلك الشائك قرب الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وذكر مراسل وكالة فرانس برس أن صدامات تجري بين مئات الشبان والجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود. وأوضح أن الشبان يشعلون الإطارات ويلقون الحجارة بينما يرد الجيش الإسرائيلي باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. ولفت القدرة إلى أن حصيلة الجرحى «645 مصاباً بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، بينهم 5 في حالات خطيرة»، مضيفاً «بين المصابين 29 طفلا». وأطلقت الهيئة المنظمة للاحتجاجات على تحركات امس اسم «مسيرة الأسرى والشهداء»، وعلقت على طول طريق المسيرة صورا لقتلى وأسرى. إلا أن مجموعة من الشبان الفلسطينيين أطلقت عليها اسم «جمعة الطائرات الورقية». واطلق هؤلاء الشبان عشرات الطائرات الورقية التي علقوا عليها أعلاما فلسطينية ومنشورات كتب عليها «أيها الصهاينة.. لا مكان لكم في فلسطين. عودوا من حيث أتيتم لا تستجيبوا لقيادتكم فانهم يرسلونكم إلى الموت أو الأسر.. القدس عاصمة فلسطين». وكان الشبان الفلسطينيون قاموا صباح امس بإطلاق طائرات ورقية محملة بمواد حارقة على مناطق زراعية في إسرائيل، حيث حول فتية فلسطينيون في غزة الطائرات الورقية إلى وسيلة «لمقاومة الاحتلال»، أحرقت أشجاراً وحقولا إسرائيلية بمحاذاة الحدود الشرقية للقطاع. ويبدو أن الطائرات الورقية في طريقها للتحول إلى احد رموز «مسيرة العودة» التي بدأت في 30 مارس للمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو فروا من بيوتهم عند قيام إسرائيل في 1948. ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسم كاريكاتوري لطفل فلسطيني يطلق طائرة ورقية كتب عليها «اف-16 فلسطينية» باتجاه جندي إسرائيلي. وتحت شجرة في بستان للزيتون على بعد مئات الأمتار عن الحدود مع إسرائيل شرق مدينة غزة، تجمع عدد من الأطفال وبحوزتهم العيدان والورق الملون وعبوات معلبات معدنية فارغة يصنعون منها طائرات ورقية من أحجام مختلفة. وما أن انتهى فريق منهم من صناعة أول طائرة ورقية قطرها حوالي ستين سنتيمترا وتحمل ألوان العلم الفلسطيني، حتى قام فتى بربط سلك معدني في ذيل هذه الطائرة بعبوة كوكا كولا معدنية محشوة بقماش مبلل بالوقود. وحمل ثلاثة من الأطفال الطائرة الورقية المجهزة واقتربوا عشرات الأمتار من الحدود، ثم اشعلوا العبوة فطارت عشرات الأمتار فوق مناطق إسرائيلية زراعية حدودية. وقطعوا بعد ذلك الخيط لتسقط الطائرة فوق أحراش قريبة من الحدود ما أدى لاندلاع حريق وسط الأشجار. وقال عبد الله (16 عاما) الذي كان يقف مع عدد من الأطفال والصبية الذين يحملون عددا من الطائرات الورقية بعد دراستهم لاتجاه الرياح «نصنعها لنوصل رسالة إننا قادرون على إزعاج الاحتلال». ويضيف «نحن لا نعجز. هذه وسائل المقاومة. هم يريدوها سلمية هذه وسيلة مقاومة سلمية جديدة لن تستطيع صواريخ الاحتلال منعها، وفي أي مكان تسقط فيه ستحرق المزارع الإسرائيلية». وقال فتى في السابعة عشر من عمره طلب عدم ذكر اسمه «هم (الجنود) يطلقون الرصاص المتفجر والغاز (المسيل للدموع) ونحن نطير الأطباق لنحرق الأراضي المزروعة». وكرر الفتى عبارة كان يرددها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات «هذا شعب الجبارين، ثورة حتى النصر». وأطلقت مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي اسم «جمعة الطائرات الورقية» على يوم الجمعة هذا، لكن الهيئة الوطنية العليا المشرفة على فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» أعلنته «جمعة للشهداء والأسرى». وتقول الهيئة إن هذه الاحتجاجات ستبلغ ذروتها في منتصف مايو في ذكرى مرور سبعين عاما على النكبة عام 1948. والى جانب إحراق الحقول والأشجار، يريد عدد من هؤلاء الفتية إزعاج الجنود القناصة الإسرائيليين الذين يتحصنون وراء تلال رملية داخل أبراج المراقبة العسكرية على الحدود. ويريد ناشطون استخدام هذه الطائرات الورقية لغرض آخر. ونشر ناشطون على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتس-اب صوراً عديدة التقطها ناشطون بوساطة كاميرا مثبتة في ذيل طائرة ورقية، للمناطق الحدودية الإسرائيلية، وفق ما أفاد عدد منهم. وأظهرت إحدى هذه الصور طائرة ورقية تحمل اسفل الذيل الورقي كتلة مشتعلة وصورة أخرى لأراض زراعية وبرج مراقبة عسكري للجيش الإسرائيلي. ويؤكد جمال الفاضي أستاذ العلوم السياسية في غزة أن «تظاهرات العودة على الحدود خلقت وسائل إبداعية لها تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية عالميا أكثر من أي قوة العسكرية»، مشيرا إلى ان «الأمل تجدد لدى الشباب الغزي المحبط واليائس بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسام (الفلسطيني) بفضل الأشكال النضالية السلمية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©