الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جرائم الخادمات وأخطاء الأسر .. اتهامات حائرة في علاقة شائكة

جرائم الخادمات وأخطاء الأسر .. اتهامات حائرة في علاقة شائكة
6 ابريل 2014 19:27
تحقيق: تحرير الأمير وآمنة الكتبي تسلط قضايا، كانت الخادمات طرفاً فيها، الضوء هذا القطاع «المزدحم بالمشاكل»، بحسب ما وصفه أحدهم، في وقت يتقاذف الخدم وموردوهم ومشغلوهم الاتهامات بالتقصير. وتحتل جرائم الخدم والفئات المساعدة مكاناً بارزاً في قائمة الجرائم التي تتعامل معها الجهات الشرطية في الدولة، من تعدٍ على الأطفال جنسياً أو جسدياً، وسرقة وسحر وشعوذة، وسكب مواد ضارة في أطعمة أصحاب المنزل، إضافة إلى هروب الخادمات، وهو ما يسبب العديد من المشاكل على الصعد الاجتماعية والأخلاقية والأمنية. وسجلت إمارة دبي في عام 2012 وحده 1258 جريمة خدم وفئات مساعدة، بانخفاض نسبي عن عام 2011، الذي شهد وقوع 1395 جريمة، وعام 2010 الذي شهد 1276 جريمة. حزمة إجراءات جديدة ووضعت وزارة الداخلية والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الدولة والجهات ذات الصلة ملف الخادمات على رأس أجندة أعمالها، عبر حزمة إجراءات جديدة يتصدرها قانون جديد سيرى النور في الفترة المقبلة، بقصد تنظيم العلاقة بين جميع الأطراف ذات الصلة لحفظ حقوق الجميع، علاوة على تنظيم حملات تفتيشية لضبط هذه الفئة وحملات تنويرية وتوعوية للسكان بكيفية التعامل معها. وتطرح مشاكل الخادمات تساؤلات حول ضرورة وجود جهة تقييمية لقدرات هؤلاء الخادمات المهنية من حيث قدرتهن على العمل المنزلي، وتربية الأطفال والعناية بهم، إضافة إلى تقييم صحتهن النفسية والعقلية. وعلى الرغم من أن أصابع الاتهام تشير إلى الخادمات في ارتكاب الكثير من التجاوزات والأخطاء وأحياناً الجرائم، إلا أن هذا الأمر لا يبرئ ساحة الأسر من الوقوع في الخطأ، حيث أثبتت دراسة نفذتها القيادة العامة لشرطة دبي حول الأسباب التي تقود الخدم إلى ارتكاب جرائم عنف، أن سوء المعاملة هو السبب الرئيس، علاوة على تأخير الراتب وتكليف الخادمة فوق طاقتها، فضلاً عن الاعتداء عليها بالضرب. وكشفت الدراسة أيضاً أن بعض الأسر تقع في أخطاء تؤدي إلى جرائم الخدم، منها ترك الأطفال مع الفئات المساعدة من دون رقابة، والتساهل في مسألة الخروج من المنزل، ما يورطهن في جرائم مثل هتك العرض بالرضا، أو تحويلهن إلى ثغرة ينفذ منها أشخاص غرباء إلى المنزل، أو يحرضونهن على الهروب من المنزل. سرقة وضرب وجنس وتنحصر جرائم الخادمات في السرقة وضرب الأطفال وممارسة الجنس مع أحد الغرباء أو مع أحد أفراد الأسرة أو الخدم الآخرين. ومن بعض القصص الواقعية عن الخدم التي ذكرت من قبل ربات البيوت، أن خادمة فلبينية سكبت الكيروسين على بطن أحد أطفال الأسرة والذي لم يتجاوز عمره سنتين وأشعلت النار فيه، فيما قامت أخرى بوضع طفل مخدومتها في فريزر الثلاجة مدة من الوقت أثناء الليل لكثرة بكائه، والثالثة عمدت إلى إغراق طفل الأسرة في حوض السباحة، أما الأخيرة فقد اعتدت على الطفل جنسياً. وبحسب روايات لأسر لجأت إلى زرع أجهزة مراقبة في منازلها، فإن الخادمات يعمدن إلى أساليب عدة في تعذيب الأطفال بهدف إسكاتهم أو الانتقام من ذويهم عبر سكب ماء ساخن، أو حرق الطفل، أو إرضاعه حليباً ساخناً جداً، والضرب المبرح، ووضع منوم في رضاعة الحليب أو ترك الصغير دون طعام. هيلين: الهروب مجزٍ مادياً هربت الخادمة هيلين من كفيلتها الأصلية التي كانت تعتدي عليها بالضرب، كما أن المنزل كان كبيراً جداً، ويقطن فيه ثمانية أشخاص وعليها تنظيف ثلاث سيارات يومياً، وهو أمر متعب جداً، كما أكدت هيلين. وأوضحت أنها تكسب حالياً 1300 درهم شهرياً، إضافة إلى أنها لا تعمل في يوم الجمعة، وتعيش مع صديقاتها، اللواتي هربن أيضاً جراء سوء المعاملة، في غرفة بإحدى الشقق في عجمان مقابل 300 درهم شهرياً. ولا تخشى هيلين ورفيقاتها اللائي يعمدن إلى تغيير مكان إقامتهن باستمرار، القبض عليهن، ففي أسوأ الاحتمالات ستتم إعادتهن إلى بلادهن، بحسب تعبيرهن. الإيجار من الباطن مشكلة القبض على 3000 خادمة هاربة في الشارقة خلال عام تمكن قسم متابعة المخالفين والأجانب بالشارقة بالتعاون مع إدارة التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، من إلقاء القبض على نحو 3000 خادمة هاربة من كفلائهن معظمهن من الجنسية الإثيوبية، يقمن بصورة جماعية في عدد من الشقق السكنية الواقعة بمدينة الشارقة وذلك خلال أقل من عام. وطالب عدد من المستأجرين في مدينة الشارقة بضرورة تكثيف الحملات التفتيشية على البنايات السكنية، بغرض الكشف عن الخادمات اللواتي يعشن بالعشرات في شقق تكتظ بهن، مشددين على ضرورة محاربة ظاهرة الإيجار من الباطن (الاستئجار من مستأجر دون علم المالك). وقالت نسرين خضر، مقيمة في عجمان، إن عدد الخادمات الهاربات واللواتي يعشن في شقق صغيرة يقدر بالمئات. وتحارب بلدية الشارقة قضية الإيجار من الباطن لمنع تأجير الخادمات والعمال لأهداف أمنية، عبر حزمة من الإجراءات عند توثيق عقود الإيجار تشمل إبراز وثيقة الزواج وصور جواز السفر بإقامة سارية المفعول، وتتضمن أيضاً إبراز عقود العمل الخاصة بهم بشرط أن لا يقل الراتب عن 4 آلاف درهم، فيما يسمح بسكن 3 أشخاص كحد أقصى في الاستديو، و4- 6 أشخاص في الغرفة والصالة، أما في الثلاث غرف فيسمح بسكن 9 أشخاص، بحسب المهندس عبد العزيز المنصوري مساعد المدير العام للهندسة والمشاريع في بلدية الشارقة. وأضاف أن البلدية تتعامل مع مسألة الإيجار من الباطن باعتبارها خرقاً لقانون الإيجار رقم (2) لسنة 2007، الذي ينص على منع تأجير الشقق من الباطن لأي شخص من الأشخاص، ويشترط أن تقتصر العلاقة الإيجارية بين المؤجر والمستأجر بموجب عقد إيجار موثق من بلدية الشارقة. ودعا المنصوري المواطنين والمقيمين في إمارة الشارقة إلى التواصل مع الخط الساخن في البلدية، والمخصص لنقل شكاوى المواطنين والمقيمين. العموش: للخادمات تأثير صحي وثقافي وأمني على الأطفال قال الدكتور أحمد فلاح العموش مدير معهد الاجتماع التطبيقي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، إن قطاع الخادمات باعتباره يعيش في المنزل ومع أفراد الأسرة، فإنه يخلق تأثيراً صحياً وثقافياً وأمنياً بشتى الطرق على الأطفال، لأنه يكون تحت تأثير هذه الفئة، وهذا يظهر جلياً عبر القضايا الجنائية التي ترتكب من هذه الفئات بحق الأطفال. وعزا ذلك إلى اعتماد المجتمع الإماراتي على العمالة المنزلية بشكل كبير، نتيجة الطفرة الحضارية التي أثرت على البلاد، وأدت إلى حدوث تغييرات جذرية في مفاهيم عدة. ورأى رئيس قسم علم الاجتماع أن قضية الخدم ليست مرتبطة بعمل المرأة، وإنما بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى الرفاه الاجتماعي في منطقة الخليج عامة. وأوضح أن وجود خادمات غير مؤهلات ومن ثقافات ضحلة ينعكس سلباً على تنشئة الأطفال، خصوصاً أن كثيراً من الأمهات يرمين بالمسؤولية كاملة على عاتق الخادمة بما في ذلك تربية الأطفال والاهتمام بهم. عجمان: القبض على 50 هارباً يومياً معظمهم خادمات أكد العميد علي عبدالله علوان القائد العام لشرطة عجمان أن الشرطة تقوم بحملات تفتيش واسعة ومكثفة ومستمرة، على المناطق والبنايات والشقق والمساكن والمناطق الصناعية في عجمان، بحثاً عن المخالفين لقوانين وشروط الإقامة، والعمالة الهاربة، والعمالة السائبة، تفعيلاً والتزاماً بقرارات وتوجيهات وزارة الداخلية المتعلقة بتنفيذ حملات مستمرة على المخالفين في الدولة. وقال العميد علوان إن هناك حملات تفتيشية على المساكن والبنايات والشقق والمناطق الصناعية، والمزارع والعزب، وأي مكان قد يوجد فيه مخالفون لشروط وقوانين الإقامة في الدولة، من خلال مجموعة فرق لديها إذن من النيابة بالدخول والتفتيش، ومتابعة عملها في التفتيش والبحث عن العمالة الهاربة والسائبة والخدم وكل المخالفين. وأشار إلى أن أغلب الخدم الهاربين يسكنون الشقق، موضحاً أن لدى فرق التفتيش أنظمة إلكترونية، تكشف عن هوية وحقيقة كل شخص من المخالفين في الموقع نفسه، الذي يتم القبض على المشتبه به فيه، ويمكن التأكد من حالته. وأوضح أن فرق التحريات تقبض يومياً على 40 إلى 50 هارباً ومطلوباً في أماكن عدة في عجمان، وتتخذ بحقهم جميع الإجراءات القانونية المعروفة، بما فيها الحبس المؤقت في عجمان، أو في سجن الوثبة، إلى حين ترحيل المخالف. وأوضح أن لفريق التفتيش الحق في أن يشن حملات مفاجئة، وهناك فرق عدة موزعة على عدة مناطق في كل أنحاء الإمارة، مشيراً إلى أن نسبة الرضا الأمني في عجمان بلغت 96%. وأوضح أن هناك أسباباً عديدة لظاهرة هروب العمالة المنزلية، إلا أن أعداداً كبيرة من العمالة تتطلع إلى ارتفاع الراتب عند أشخاص آخرين، إضافة إلى وجود عصابات متخصصة في تهريب العمالة المنزلية واستغلالها في أمور أخرى، وهناك نسبة من الخادمات يجهلن قوانين وإجراءات الانتقال الداخلي بين أصحاب العمل، مؤكداً أن الشرطة تبذل جهودها في ضبط تلك العصابات للحد من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير، كما أن العامل المهم هو ألا يقبل المجتمع بتشغيل العمالة المنزلية الهاربة، بغرض عدم تشجيعها على ذلك. ودعا علوان أي كفيل يتعرض لحالة هروب لعاملته إلى تسجيل بلاغات في مركز الشرطة التابع للمنطقة التي يقطن فيها، وذلك من أجل الحفاظ على حقوق المواطنين وإخلاء مسؤوليتهم من أي إجراءات قانونية تترتب على الهروب. وحذر من تشغيل أشخاص مخالفين، معتبراً أن ذلك يعد ثغرة أمنية بامتياز بسبب صعوبة التأكد من هويتهم. وقال إن مثل هذا الأمر يعرض الأسرة للخطر، مناشداً أفراد الجمهور عدم تشغيل هذه الفئة من العمالة المساعدة. وناشد قائد عام شرطة عجمان أصحاب المنازل اتخاذ تدابير وقائية، لحماية أنفسهم وأسرهم من جرائم العمالة الهاربة، من خلال عدم التعامل مع الخدم الذين يعملون بالدوام الجزئي، وإحكام الرقابة على سلوكيات الخدم، خصوصاً في الأماكن العامة، وعند خروجهم مع الأطفال في مناطق الألعاب الترفيهية والمتنزهات، وعدم ترك الخادمة تذهب إلى محال البقالة والسوبر ماركت، أو أن تتعامل مباشرة مع عمال تلك المتاجر، لأن هذا يؤدي إلى محاولة استمالتها، وإقامة علاقات غير شرعية معها. الهاربات يزحفن إلى عجمان أكد عدد من الأسر في الشارقة أن الخادمات الهاربات بدأن بالزحف إلى عجمان، بعد أن شعرن بالخطر من الحملات المكثفة التي تنفذها الشارقة، حيث أصبح مألوفاً مشهد شقق تكتظ بعشرات الخادمات الهاربات الإثيوبيات. وقالت نورة الماجد، التي تقطن بمنطقة التعاون، إنه رغم كل الحملات وكل المحاولات للإدارة والشرطة إلا أن هذه الظاهرة لم تنته، حيث إن الملصقات التي تعلن عن استعداد خادمات للعمل بدوام جزئي أو كامل ما تزال تلصق على أبواب منازلنا. وأكدت إحدى السيدات، وقد فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنها تستخدم فتاة إثيوبية على غير كفالتها، لافتة إلى أنها لجأت إلى توظيف هاربة براتب شهري 1300 درهم بسبب «الفراغ القانوني» في عقد العمالة، لأن خادمتها الأصلية هربت عقب عدة أشهر من إنهاء إجراءاتها، ما كبدها خسارة تقدر بنحو 14 ألف درهم، مطالبة بقانون يحمي المخدوم في حال الهروب. وتعمل الخادمات الهاربات بنظام المياومة أو الشهري، حيث تتقاضى الخادمة في الساعة 20 درهماً، أما شهرياً فتتقاضى من 1200 –إلى 1400 درهم بحسب عدد من أفراد الأسرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©