الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدفاع الصاروخي»: تصلب روسي!

26 مارس 2012
قبل ثلاثة أيام على لقائه مع الرئيس الأميركي في قمة حول الأمن النووي بكوريا الجنوبية، كرر الرئيس الروسي المنتهية ولايته اعتراضه يوم الجمعة على مشروع الدفاع الصاروخي الذي يعتزم "الناتو" إقامته، قائلًا إن من شأنه أن يقوض التكافؤ النووي، كما طالب بدليل كتابي على أن روسيا ليست هي الهدف الرئيسي لهذا المشروع. وزير التسليح المتشدد "دميتري روجوزين" دعم بقوة الحجج التي دفع بها ميدفيديف في مؤتمر للأمن الدولي، حيث قال إن منظومة الدفاع الصاروخي التابعة للناتو ستكون موجهة ضد روسيا والصواريخ الروسية، وبالتالي فهي تشكل تهديداً للسيادة الروسية. وأضاف يقول إن من شأن هذه المنظومة أن تمكن من توجيه "ضربة سريعة ومفاجئة" بهدف "تجريد الأعداء من أسلحتهم". وكان مسؤولون في الكريملن قد تنبأوا بعودة الدفء إلى العلاقات مع الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في روسيا في وقت سابق من هذا الشهر، لكن لقاء الجمعة أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه إذا ما حدث هذا الدفء، فإنه لن يكون حول الدفاع الصاروخي. وفي هذا الإطار، أفادت وكالات الأنباء الروسية أن ميدفيديف يعتزم إثارة هذا الموضوع في لقائه اليوم مع أوباما. ميدفيديف وجه انتقادات أيضاً للغرب حول موضوع سوريا، وذلك رغم أن روسيا وافقت هذا الأسبوع على دعم قرار للأمم المتحدة حول القتال الدائر هناك. فحول التهديدات التي تواجه سوريا وإيران، قال ميدفيديف: "إننا نرى منطقاً ضعيفاً وسيكولوجية الحرب". كما انتقد "الحملة الإعلامية النشطة جداً" ضد الرئيس السوري، معتبراً أن الأزمة هناك ينبغي أن تناقش من قبل الخبراء وليس الصحفيين، حيث قال: "ينبغي ألا نسمح للهجمات الدعائية بإضعاف القانون الدولي". غير أن بعض المشاركين الغربيين في مؤتمر الجمعة أخذوا على الروس موقفهم المتصلب بشأن مشروع الدفاع الصاروخي. وفي هذا الإطار، قال فرانسوا هيسبورج، رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "إنني لست من المتحمسين للبرنامج الأميركي... لكنكم تسمحون لهذا الموضوع أن يؤثر على كل الجوانب الأخرى من علاقاتكم مع الولايات المتحدة. فأنتم تتحدثون كما لو أن مصداقية الردع النووي كانت في خطر". إنها ليست في خطر، أجاب ميدفيديف الذي أضاف وهو يشير بيده نحو المقعد الذي كان قد أخلاه روجوزين للتو، أن السياسة الروسية يحركها المجمع الصناعي العسكري تماماً على غرار السياسة الأميركية. وتساءل: "هل تريد فعلاً أن يكون مصنعو الصواريخ ومصنعو الرؤوس الحربية في بلدك في مقعد السائق؟". غير أن انعدام المنطق يشمل كلا الجانبين، كما يرى هيسبورج الذي أشار في هذا الصدد إلى أن منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية موجهة على ما يفترض إلى إيران، ومع ذلك فإن المسؤولين الأميركيين يصرون على أنه لن يُسمح لإيران بالحصول على الأسلحة النووية التي من شأنها أن تجعل صواريخها خطيرة. ومن جانبه، قال ريتشارد برت، كبير المفاوضين الأميركيين السابق في محادثات خفض الأسلحة الاستراتيجية: "إننا نجعل من جزء بالغ الأهمية من العلاقات لأميركية الروسية رهينة للمشكلة الإيرانية"، مضيفاً بقوله: "وهنا علي أن أسأل نفسي: هل هذا أمر معقول؟". أما ويليام بيري، الذي كان وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة من 1994 إلى1997، فقال: "إنها مأساة كبيرة حقاً كون القلق الروسي بشأن الدفاع الصاروخي الأميركي كان له كل هذا التأثير السلبي على العلاقات الروسية الصينية". ويذكر أن بوتين الذي من المرتقب أن يتم تنصيبه رسمياً في السابع من مايو المقبل، سيسافر إلى الولايات المتحدة بعد 11 يوماً على ذلك التنصيب من أجل المشاركة في قمة اقتصادية بكامب ديفيد، لكنه لن يحضر قمة للناتو ستعقد مباشرة بعد ذلك في شيكاجو، حيث قال مصدر في الكريملن لوكالة إنترفاكس الروسية يوم الجمعة، إنه لن تكون ثمة قمة بين روسيا والناتو هذا العام. ويل إنجلند - موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©