الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحة الجنود الأميركيين.. وتطبيقات بالهواتف الذكية

21 ابريل 2018 00:48
يستشرف علماء في الذراع السرية لتطوير الأسلحة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، مستقبلاً تراقب فيه كاميرا الهاتف الذكي ومكبر صوته ومجساته المستخدم بغرض رصد الحالة الصحية للجنود الأميركيين في ساحات القتال. فقد أعلنت «وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة» يوم الخميس قبل الماضي أنها منحت تعاقداً بقيمة 5.1 مليون دولار لشركة «كريبتوواير» للأمن الرقمي ومقرها فيرفاكس بولاية فيرجينيا لتطور ما تطلق عليه الوكالة برنامج «تحليل صحة المقاتلين باستخدام الهواتف الذكية» أو «WASH» وهي الأحرف الأولى من كلمات مسمى البرنامج. وذكر «توم كاريجيانيس» نائب رئيس «كريبتوواير» أنه يأمل أن يوسع التطبيق التكنولوجي ذات يوم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية عن طريق رصد المشكلات الصحية قبل أن يذهب الشخص إلى طبيب أو ممرض. وأضاف «هذا قد يعني في نهاية المطاف علاجاً أفضل وتوفير في المدخرات وإتاحة العلاج لعدد أكبر من الناس»، لكن الفكرة أثارت انتباه المدافعين عن الخصوصية. وذكر «جاي ستانلي» محلل سياسي بارز بـ«الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» أنه «إذا تم تنشيط مكبر الصوت في هاتف شخص ما، فهذا يثير الكثير من الإزعاج. الناس لا يريدون أن يشعروا أن هناك شخصاً يتنصت على حياتهم الخاصة. يتعين أن يخضع هذا لأدوات تحكم مشددة». أما وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة، فهي ترى أن الهدف هو مساعدة الجيش على أن يعالج بعضاً من أكبر مشكلاته في الرعاية الصحية مع توفير الموارد. وذكر متحدث باسم الوكالة أن تطوير برنامج «WASH» بدأ العام الماضي، وسيستمر حتى عام 2021. وذكر جاريد أدمز كبير مسؤولي العلاقات العامة في الوكالة في رسالة بالبريد الإلكتروني «البرنامج يستهدف تطوير خوارزميات تستخدم بيانات خام من مجسات الهاتف الذكي لتيسر عملية تقييم مستمرة وآنية» للحالة الصحية للمقاتلين في الحرب ليتم التعرف على الظروف الكامنة أو المتطورة والأمراض. وتشير وثيقة حقائق نشرتها الوكالة إلى أن البرنامج سيجمع بيانات من أدوات الهاتف الذكي، ومنها مجسات الضوء ومجسات رصد الخطوات ومجسات بصمات الأصابع ومكبرات الصوت وغيرها من المصادر. وبمعرفة وموافقة المستخدم ستُجمع المعلومات باستمرار ودون تدخل من المستخدم مما يعني أن الهاتف الذكي للجندي سيقوم بعملية مسح مستمرة بحثاً عن علامات على وجود شيء خطأ. وذكر مسؤولو الشركة أن أحد أهداف البحث يتمثل في العثور على طريقة للحفاظ على البيانات في أمن ودون انتهاك فيما عدا تعرضها لمقرصنين أو عمليات تسريب غير مقصودة. وهذا العمل يعتبر تطويراً لمشروع سابق في شركة «كريبتوواير» لإحلال المراقبة الإلكترونية السلبية محل عملية إدخال كلمة سر. وكان المشروع السابق يبحث نقاط الاختراق في تطبيقات الهواتف. وتعمل الشركة بموجب اتفاق مع وزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل ومجموعة من الشركات الخاصة. وهذا العمل أدى إلى تطبيق تكنولوجي صُمم ليسمح للناس بالدخول إلى هواتفهم الذكية من خلال التعرف على طريقة تعاملهم مع الجهاز مثل طريقة مشي الشخص أو طريقة الإمساك بالهاتف أو الطريقة المعتادة لاستخدامه، وكل هذا أصبح جزءاً من «الملف الشخصي» الذي يستطيع اكتشاف إذا ما كان الشخص الذي يستخدم الهاتف هو المالك الحقيقي له. وبعد تعلم طريقة بناء هذه الملفات الشخصية، أدرك مطورو التطبيق في «كريبتوواير» أنهم قد يستطيعون أيضاً اكتشاف حدوث شيء خطأ. وذكر كاريجيانيس أنه «إذا كان المستخدم على سبيل المثال مخمورا وجدنا أنه يتصرف مع الجهاز بطريقة مختلفة. ولذا إذا كان بوسعنا فعل هذا، فان السؤال هو ما الذي يمكن فعله أيضا؟» والآن، مع الدعم المالي من «وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة» تبحث الشركة كيفية استخدام هذه المعلومات لاكتشاف الأمراض. وأشار مسؤولون من الشركة أن الأهداف المحتملة تتضمن الاكتشاف المبكر لأمراض، مثل الزهايمز وباركنسون أو أعراض اضطرابات ما بعد الصدمات. ويعتقد «كاريجيانيس» أنه ما أن يفهم شركاء الأبحاث ما تستطيع التكنولوجيا القيام به حتى «سيأتون على الأرجح بأفكار أخرى ليست لدينا». وأشار المديرون في «كريبتوواير» إلى أن الهدف النهائي هو تجاوز الجيش إلى كل مستخدم للهاتف الذكي رغم أنهم يعترفون أن التكنولوجيا تحتاج إلى تحقيق قفزة كبيرة تتجاوز بها برامج اللياقة والصحة الموجودة حالياً في السوق. وهناك شركات تروج لبرامج تجارية على الهواتف الذكية يستطيع المصابون بمرض السكري استخدامها لتتبع مستويات السكر في الدم. وبرامج اللياقة البدنية مثل برنامج «فيتبت Fitbit» أصبحت شائعة لدرجة أن بعض أصحاب العمل يضعون برامج لمنح المكافآت التي تتعلق بها، فهم يدفعون للعمال علاوات صغيرة مقابل اتباع السلوك الصحي على سبيل المثال. وتخصيص الوكالة التابعة للبنتاجون الأموال لإنفاقها في مثل هذه الفكرة التي لم يتم اختبارها بعد، يشير إلى أن مستثمرين من القطاع الخاص قد يهتمون بها أيضاً. وللوكالة تاريخ طويل من التطبيقات التكنولوجية التي مولتها لتتحول في نهاية المطاف إلى العالم المدني مثل برنامج جي. بي. إس. والإنترنت التي استفادت في بداية الأمر من تمويل الوكالة. ويرى «كريس شبلي» من شركة «آسنت لاين بارتنرز» للابتكار واستشارات استراتيجيات السوق أن تورط الوكالة يعني أن التكنولوجيا ستدخل السوق في وقت أقصر. وأضاف «تطبيق هذا في عمل من تمويل الوكالة سيكون مجال تعلم كبير لكيفية استخدامه في سياق المستهلك». *صحفي متخصص في شؤؤن الأمن القومي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©