الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الحفناوي: رمضان شهر الانتصارات التاريخية للمسلمين

حسن الحفناوي: رمضان شهر الانتصارات التاريخية للمسلمين
16 سبتمبر 2009 22:58
قدم يوم الجمعة الفائت المستشار القضائي في قصر الرئاسة؛ الشيخ حسن الحفناوي خطبة الجمعة رقم 1192 داخل مسجد الشيخة «فاطمة بنت عبد الرحمن» الذي يخطب فيه منذ 30 عاما. وهو مع كل بساطته وما يملكه من أسلوب إقناع، يشعر حتى اللحظة أنه مطالب بأن يطلع المسلمين على المزيد من المحاضرات الدينية وبأسلوب جديد لم يعهدوه من قبل ليضمن نجذابهم وتقبلهم للطاعات. مع انقضاء الأيام الأخيرة من شهر رمضان، يفتح كتاب الذكريات ويطلعنا منه على الكثير من الأحداث التي صنعت منه ذلك الشخص الذي يعتبر أن رسالته نشر الهداية والطمأنينة في قلوب الناس. ومما لا يعرفه عنه كثيرون أنه على الرغم من حرصه على أداء الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، غير أن العبادات لا تشغله أبدا عن عمله قائلا: «العمل عبادة بعد العبادة». • بماذا تصف خصوصية شهر رمضان؟ ـ إنه معسكر سنوي للعبادة ويمكن تشبيهه بالمعسكرات التي تنظمها الجيوش لأفرادها لتدريبها باستمرار على النواحي العسكرية حتى لا ينسوها. والصيام عبادة شاقة لأنه لا يحرم علينا الحرام وحسب، وإنما كذلك الحلال من مأكل ومشرب وأمور أخرى تكون مباحة في غير أيام رمضان. ومن هنا تأتي المشقة، ولكن بقدر المشقة يكون الثواب. وإذا أتينا على ذكر قيام الليل، فإن البعض يصلونها 8 ركعات والبعض 20 ركعة وهذا صحيح. وعلى أيام الخليفة عمر بن عبد العزيز جعلها 34 ركعة، علما أن الله تعالى لم يضع حدا أقصى للصلاة الليلية ووضع لها حدا أدنى ركعتين. • كيف تروي ذكريات الطفولة خلال أيام وليالي الصوم؟ ـ الحمد لله أني نشأت في بيئة دينية صرفة. كان الوالد من علماء الأزهر وكان شيخ المعهد الديني لبلدتنا، وهي مركز من مراكز صعيد مصر. وفي تلك الأيام كانت تنتشر عادة جميلة في مصر وقد انقرضت للأسف، وهي «المجالس الرمضانية» التي يقيمها المستطيعون ويدعون إليها المقرئون والعلماء والمحاضرون الذين يلقون الدروس ويديرون الحوارات الدينية. كان ذلك يبدأ من بعد صلاة العشاء وحتى السحور. أذكر أني بدأت أصوم منذ كنت في السابعة من عمري، وأنا حتى اليوم أنتظر حلول الشهر المبارك بشغف وأحزن عندما ينقضي لأنه شهر البركات والمحبة والعفة. • التلفزيون حاليا هو الوسيلة التي يشغل فيها الصغار يوم صيامهم، كيف كان الوضع خلال أيامكم السالفة؟ ـ كنا نشغل أوقات صيامنا بأكثر من وسيلة، منها «الفونوجراف» وهو عبارة عن أسطوانة تعمل على جهاز يشتغل بطاقة الـ»زمبرك». وكنت أجلس مع أخواني -رحمهم الله- ونتبادل ارتجال الشعر، وفي تلك المرحلة اشترك أخي الكبير بحفل أقيم بمناسبة عيد جلوس الملك فاروق ونال الجائزة الأولى عن القصيدة التي أداها. ومنذ طفولتي وأنا أهوى الشعر الذي تلقيته كهواية من أبي وأخي اللذين كانا يتحدثان يوميا في أمور لها علاقة بأصول الأبيات ومعناها ومدلولاتها. • وما هو أكثر ما تحن إليه من تلك السنين؟ ـ المجالس الرمضانية التي كان يقيمها الوالد ويجتمع فيها حشد من المقربين ورجال الدين. المواضيع التي كانت تطرح وقتها، ما زالت على مسمعي حتى اللحظة وهي تدغدغ ذكرياتي بالكثير من الصور التي شكلت شخصيتي وجعلت مني مع الوقت ذلك الشخص الذي يخشى الله ويحيا لعبادته. وأكثر ما أذكره منها تلك السرادق الضخمة التي كان يقيمها الملك فاروق أمام قصر عابدين، وكنت أواظب على حضورها يوم كنت وكيل نيابة وعمري 22 عاما. • كيف تذكر والدتك في شهر الصوم؟ ـ أراها بأحلى صورة، فهي -رحمها الله- من عائلة تركية كبيرة في منطقة «قونية»، كانت امرأة مصلية لا يفوتها فرض أبدا وتحرص يوميا على أداء صلاة الفجر حاضرا. وقد اتخذت هذه الخصال الحميدة من والدها الذي كان يعمل في الجيش التركي والمعروف بتقواه وشدة تعبده. لا أذكر أنها نقلت إلينا أيا من الكلمات التركية، ولكنها لطالما حضرت لنا أصنافا من الطعام التي اكتسبتها من موطنها الأصلي، إلى جانب «الكشري» وأنواع الحلويات التي نسيت أسماءها ولم أنس طعمها اللذيذ. • هل حدث معك أمر خلال رمضان ترك أثرا في نفسك؟ ـ كان ذلك في رمضان من العام 2000، وفي وقتها كانت الاحتفالات تعم البلاد بمناسبة عودة -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من رحلة علاج في الخارج. وقد تزامنت الاحتفالات مع ذكرى الاتحاد، وعليه تم تنظيم حفل شعري دعي إليه 30 شاعرا من كافة الدول العربية، وكان لي شرف المشاركة حيث دخلت قصيدتي المسابقة ونالت الجائزة الأولى. وجاء في مطلعها: «إذا قيل أعياد فذا العيد أكبر.... وإن قيل أيام فذا اليوم أشهر». وقد أوردت جزءا كبيرا منها في كتابي «طرائف العرب ولطائف الأدب» الذي نشرته قبل عامين. • ماذا عن طقوسك الخاصة في الشهر المبارك؟ ـ طالما أني لست في دوام عملي بقصر الرئاسة حيث أعمل في الإدارة القضائية، فأنا بلا شك أقرأ القرآن وأقيم الصلاة وأجلس طويلا للدعاء. فالعمل عبادة بعد العبادة، وأنا حين أؤدي مصالح الناس من تظلمات وخلافات، أكون في طاعة الله. وبمجرد عودتي إلى البيت أرتاح قليلا ومن ثم أنصرف لقراءة القرآن، بحيث أجتهد أن أختم منه ما استطعت. وأنا في كل مرة أقرأ القرآن الكريم، يفتح علي رب العالمين بمعان جديدة من الآيات. فكلما قرأت استذكرت واستشعرت بمزاياه، إذ قال في معجزاته نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «لا يخلق عن كثرة الرد»، أي لا يصبح القرآن قديما رغم كثرة ترداده. • يوم الجمعة الفائت قدمت الخطبة رقم 1192، من أين تأتي أسبوعيا بخطب جديدة لا سيما في رمضان؟ ـ منذ 30 عاما ولله الحمد أخطب في مسجد «فاطمة بنت عبد الرحمن» الكائن بالقرب من مستشفى الشيخ خليفة. وفعلا ألقيت في هذا المسجد حتى اليوم 1192 خطبة، عدا عن الخطب التي ألقيتها في الكويت والقاهرة وقطر والمغرب. وأود أن أشير هنا إلى أنني في كل مرة أخطب فيها، لا بد أن أتناول قضية جديدة وإن تكررت المناسبات نفسها. والأمر ينطبق على شهر رمضان الذي أخص أيام الجمعة فيه بخطب منوعة تنفع المسلمين وتربط لهم بين أحداث دنياهم وصواب دينهم. • تردد دائما أن معظم انتصارات الأمة الإسلامية حدثت في رمضان، فما هي الأكثر وقعا في الذاكرة؟ ـ أضيف إلى هذه المعلومة أن كل المعارك التي انتصر فيها المسلمون في أشهر رمضان كانت دفاعية ولم تكن يوما هجومية. ومنها: غزوة بدر، فتح مكة، العودة من غزوة تبوك، ومعركة القادسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وفيما بعد فتح جزيرة رودس عام 53 للهجرة، ودخول المسلمين إلى الأندلس عام 92 للهجرة حيث استطاعوا أن ينشئوا حضارة قامت على أساسها الحضارة الأوروبية الحالية. وهذا الكلام باعتراف علمائهم ومن بينهم الكاتب ول ديورانت الذي أورد ذلك في كتابه «قصة الحضارة» وخصص الجزء 13 منه في الحديث عن حضارة المسلمين في الأندلس. ولا ننسى طبعا استرداد بيت المقدس وفلسطين من أيدي الصليبيين في معركة حطين بزعامة صلاح الدين الأيوبي عام 583 للهجرة. وانتصار مصر على إسرائيل في حرب 10 رمضان أو ما يسمونه بحرب 6 أكتوبر عام 1973 ميلادية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©