الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قرنقشوة» احتفالية عُمانية رمضانية يقيمها الأطفال على إيقاع الأصداف

«قرنقشوة» احتفالية عُمانية رمضانية يقيمها الأطفال على إيقاع الأصداف
16 سبتمبر 2009 23:00
«قرنقشوة يوناس، عطونا شوية حلواي، دوس دوس في المندوس، حارة حارة في السحارة» يغني الأطفال للحصول على «القرنقشوة» وإذا لم يحصلوا عليها يرددون: «قدام بيتكم صينية، ورا بيتكم جنية» في إشارة لغضبهم من أصحاب البيوت التي تجاهلت نداءهم. والقرنقشوة ليلة ينتظرها الأطفال ويستعيد فيها الكبار ذكرياتهم الجميلة ويحتفل بها في دول الخليج العربي في منتصف شعبان ورمضان ولكن تختلف في مسمياتها وفعالياتها والأناشيد التي يرددها الأطفال من دولة إلى أخرى. وفي السلطنة تسمى قرنقشوة بينما يطلق عليه أهل الإمارات والكويت والقطر القرقعان وهناك مسميات أخرى مثل: الناصفة، حق الليلة، والكريكشون هو احتفال الأطفال بليلة النصف من شهر رمضان المبارك حيث يدورون في شوارع الحلة وحاراتها يتنقلون من دار إلى أخرى ويتوقفون أمامها يغنون طبل للحلوى وهم يضربون إيقاعا بسيطا على عبارة «قرنقشوه قرنقشوه أعطونا شي حلواه». ويؤدي الأطفال إيقاع هذه العبارة الغنائية بقرع صدفتين من أصداف ساحل البحر في ولايات الباطنة وقد اكتسب هذا الاحتفال اسمه قرنقشوه من صوت احتكاك السطح الخارجي للصدفتين حيث تكثر البروزات والضلوع التي تحدث صوتا يشبه كثيرا منطوق كلمة قرنقشوه. وفي بعض المواقع يسمى هذا الاحتفال (قرنقحوه) وهو تحريف لاسمه الحقيقي. وفي ولايات الداخلية يقيم الأطفال هذا الاحتفال وهم يؤدون نفس الغناء ولكن على إيقاع قرع قطعتين من الحجر الواحدة في الأخرى ويطلق على هذا الاحتفال بالداخلية طوق طوق إشارة إلى ذلك الصوت المميز الذي يحدثه اصطدام حجريين اصطداما متواليا متكررا. ولغناء قرنقشوة (قرنقحوه) نصوص يتوارثها الأطفال جيلا بعد جيل وتختلف باختلاف استجابة أهل البيت إلى ما يطلبونه من الحلوى فإن استجابوا مدحوهم بشعر يدعون لهم فيها بالخير وإن لم يستجيبوا لحاجتهم هجوهم وتمنوا لهم ما هو ليس بخير. ويطلق على هذا الاحتفال اسم خاص في ولايات الظاهرة حيث يسمى التلميس إشارة إلى إن الأطفال يلتمسون الحلوى من أهل الدور التي يتوقفون عندها، يغنون ويمرحون ومن الأسماء التي تشير إلى هذا الاحتفال الرعبوب في ولاية الخابورة وهي مستوحاة من اسم نوع الصدف البحري الذي يستخدمه الأطفال في ضبط الإيقاع. وشاع أن يرتدي الأطفال الزي العماني التقليدي لممارسة الاحتفالية. وتتميز كافة مناطق السلطنة في رمضان بعادات خاصة تضفي على أيام الشهر الكريم هالة من الروحانية والخصوصية حيث يجتمع الأطفال في رمضان برفقة الأسرة على مائدة واحدة يجمعهم دعاء واحد، وطقس ديني سنوي قد لا يتوفر في كل أيام السنة، وبعد أن يرفع أذان المغرب يتحلق أفراد الأسرة حول مائدة رمضان العامرة بكل ما لذ وطاب من نعم الرحمن، فيتناولون حبة تمر وكأسا من اللبن أو الماء أسوة برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن ثم يتجه الرجال والشباب والصغار إلى أقرب مسجد لتأدية صلاة المغرب، وتتجه النساء للصلاة في المنزل. وبعد أداء الصلاة يعودون لتناول الإفطار مجتمعين، وتضفي هذه العادات على الصغار والأطفال بتعلم مبادئ دينهم الحنيف والتمسك بالقيم منذ الطفولة وهذا ما يجعل ليالي رمضان في ليلة القرنقشوة التي يشارك فيها الصغار بالمرح والضحك والابتسام ويضفون على تلك الليلة الروحانية بشيء من الموروث التقليدي الشيق الذي تستأنسه العين وترتاح له النفس ويتوزع في ليلة القرنقشوة الحلويات والشكولاته والنقود
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©