الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

روماريو هداف حفر اسمه في تاريخ «السامبا»

روماريو هداف حفر اسمه في تاريخ «السامبا»
23 مايو 2010 23:57
واجه منتخب البرازيل لكرة القدم صعوبة في التأهل لمونديال الولايات المتحدة عام 1994 والفضل في تأهله يعود إلى مهاجمه الفذ روماريو في حجز البطاقة في الرمق الأخير بعد أن سجل هدفي منتخب بلاده في مرمى الاوروجواي في مباراة حاسمة. وكان المدرب كارلوس البرتو باريرا وضع حداً لغياب روماريو عن المنتخب لمدة سنتين وسط مطالبة الرأي العام والنقاد بضرورة اشراكه في المباراة الأخيرة ضد الاوروجواي نظراً لحاجة البرازيلي إلى هداف من الطراز النادر خصوصاً بعد اعتزال المهاجم الخطير انطونيو كاريكا. وكان خلاف نشب بين روماريو والمدرب بسبب طباع الأول “الغريبة” ولعدم التزامه في التمارين وتأففه من الجلوس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين وتصريحه علناً بانه أفضل من بيبيتو، لكن المهم ان الطرفين تناسيا الخلاف عندما قاد روماريو منتخب بلاده إلى النهائيات بتسجيله الهدفين على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو واثلج صدور مشجعي المنتخب الذين اطلقوا العنان لطبولهم وحناجرهم بعد تسجيله الهدف الأول في الدقيقة 71 قبل ان يضيف الثاني والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط هستيرية في المدرجات. واعتبر روماريو الذي اختفى أمام هجوم الصحفيين المندفعين من كل حدب وصوب للحصول على تصريح منه بعد المباراة، منقذاً للشرف الوطني علماً بان البرازيليين يعتبرون اي فوز على الاوروجواي بمثابة الثأر لخسارتهم نهائي كأس العالم عام 1950 على ارضهم امام المنتخب ذاته. وبالعودة إلى طباع روماريو يمكن القول إنه حالة نادرة فيما ان يكرهه المدرب الذي يعمل معه أو يحبه ويغرقه بالإطراء. ففي ايندهوفن الهولندي حيث لعب من 1989 إلى نهاية موسم 1993 عمل مع ثلاثة مدربين هم الهولندي جوس هيدينك والإنجليزي الراحل بوبي روبسون وهانس فيسترهوف. وكانت علاقة اللاعب مع كل مدرب مختلفة لكنه عندما يواجه مشاكل ويجد نفسه خارج التشكيلة يثبت قدراته الخارقة في أول مباراة يلعبها ما يدفع المدرب الى التفكير جدياً قبل استبعاده. وأهداف النجم البرازيلي الـ 125 في صفوف ايندهوفن في مدى خمسة مواسم كافية وخير برهان للدفاع عن موقفه. ثمة هدافون كثيرون في ملاعب العالم، لكن روماريو يتميز عن الآخرين بنوعية الأهداف التي يسجلها، فهو يداعب الكرة بقدميه بنعومة نادرة حتى يهيأ للمرء بانه مجهز بمغناطيس يجذبها صوبهما ولا تخلو جعبته من الحيل الاستعراضية التي تشعل المدرجات وتحير خصومه. بدأ روماريو اللعب في الشوارع مثل غالبية البرازيليين الفقراء، وكان يدخر المال القليل الذي يجنيه من تنظيف زجاج السيارات على تقاطع الطرق لشراء تذكرة دخول حضور المباريات. وقد سجله والده عندما بلغ السادسة عشرة في أولاريا أحد الأندية المحلية وسرعان ما انتقل إلى فاسكو دا جاما الذي يتمتع بثاني أكبر قاعدة جماهيرية في ريو دي جانيرو بعد فلامنجو. وقد اكتشفه مسؤولو النادي عندما سجل أربعة أهداف في مرمى فريقهم! وتوج هدافاً للفريق عامي 1986 و88 وتركه بعدما سجل 73 هدفاً في 123 مباراة. ويتمتع روماريو برد فعل سريع إذ تراه أول من يصل الى كرة مرتدة كما أن بساطة حركاته وخفة لمساته تدفعان المشاهد إلى الاعتقاد بأنه أمام بهلوان لا أمام لاعب كرة قدم. وكان بروزه على الصعيد الدولي خلال أولمبياد سيؤول اذ تمكن من تسجيل 7 أهداف توج بها هدافاً لكنه اكتفى بالميدالية الفضية بعد خسارة منتخب بلاده امام الاتحاد السوفيياتي 1 - 2 في النهائي. وبعد تألقه في صفوف المنتخب الأولمبي حجز مقعده مع المنتخب الأول وكانت كوبا أميركا عام 1989 على الأبواب وهي فرصة لإبراز مواهبه أمام الجمهور المحلي اذ استضافت البرازيل البطولة ولم يخيب روماريو الآمال المعقودة عليه وقاد المنتخب إلى الفوز علما بان لقب الهداف كان من نصيب زميله في خط الهجوم بيبيتو. وبعد هذه الانتصارات بدأ حلم الفوز بكأس العالم عام 1990 في ايطاليا وذلك للمرة الاولى منذ عام 1970، يدغدغ مخيلة المنتخب الذهبي والأخضر والشعب البرازيلي، لكن الحلم تلاشى على أيدي الخصم “التاريخي” الأرجنتين في الدور الثاني على الرغم من سيطرة البرازيل شبه المطلقة وقد اكتفى روماريو بلعب 65 دقيقة فقط لان المدرب سيباستياو لاتزاروني فضل بيبيتو وكاريكا عليه. في هذه الأثناء كان روماريو يتألق في صفوف ايندهوفن وقاده إلى إحراز اللقب أعوام 89 و90 و91 وكأس هولندا مرتين عامي 1989 و90 وتوج هدافاً للدوري 3 مرات أيضاً أعوام 1989 و90 و91. وبعد إثبات وجوده في هولندا بات عليه أن يجد تحدياً جديداً، وانهالت عليه العروض من أندية أوروبية كثيرة لكن بعض المدربين تخوفوا من مزاجيته، بيد أن الهولندي يوهان كرويف مدرب برشلونة الإسباني لم يتردد في التعاقد معه مقابل مبلغ بلغ أربعة ملايين دولار. وتمكن روماريو من تسجيل 14 هدفاً في تسع مباريات ودية مع الفريق الكاتالوني وحافظ على شهيته في دك مرمى الخصوم في المراحل الأولى من الدوري وسجل 3 أهداف في مرمى ريال سوسييداد في المرحلة الأولى. ولم يمر وقت طويل على وجوده في برشلونة حتى بدأ كرويف بتوجيه الاطراء إلى نجمه الجديد وقال “كل مرة أشاهد فيها روماريو يبهرني أكثر، انه لاعب فنان في زمن القوة وهذا عامل أساسي في نجاحه”. وشكلت الأشهر السابقة لانطلاق مونديال 1994 مرحلة تحديات لروماريو لانه كان مدعواً إلى قيادة فريق برشلونة إلى الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ومحاولة اعادة كأس أبطال الأندية الأوروبية إلى خزائنه التي أحرزها عام 1992. وكان روماريو إحدى الركائز الأساسية للمنتخب البرازيلي في النهائيات ونجح في تسجيل أول أهداف منتخب بلاده في مرمى روسيا بلعبة ذكية مستثمراً ركلة ركنية رفعها قائد المنتخب راي. وفي المباراة الثانية ضد الكاميرون عزز رصيده من الأهداف بتسجيله هدفاً رائعاً وأضاف الثالث في مرمى السويد في نهاية الدور الأول. وغاب روماريو عن التهديف في الدور الثاني أمام الولايات المتحدة، لكنه عاد وسجل هدفاً جميلاً أمام هولندا فتح أبواب نصف النهائي أمام منتخب بلاده وضرب موعداً للسويد مرة جديدة. ولعبت السويد بطريقة دفاعية بحتة في نصف النهائي واستعانت بثمانية لاعبين في خط الدفاع لوقف زحف المنتخب البرازيلي ونجحت في ذلك حتى الدقيقة 80 عندما طار روماريو فوق الجميع ليسجل برأسه هدف المباراة الوحيد وطار بمنتخب بلاده الى النهائي للمرة الأولى منذ عام 1970. والتقى المنتخب البرازيلي بنظيره الإيطالي في النهائي في إعادة لنهائي عام 1970 الذي شهد فوزاً كبيراً للبرازيل 4 - 1 بقيادة بيليه وريفيلينيو وكارلوس البرتو، بيد ان التعادل السلبي كان سيد الموقف في الوقتين الإضافي والأصلي في نهائي مونديال 1994 قبل أن يبتسم الحظ للبرازيل بركلات الترجيح لتحرز اللقب للمرة الرابعة وتنفرد بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع إيطاليا بالذات. واختير روماريو أفضل لاعب في الدورة لكنه أخفق في احتلال صدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 أهداف بفارق هدف واحد عن البلغاري خريستو ستويتشكوف والروسي اوليج سالينكو.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©