السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوليان جلال الدين.. فرنسي يرد للعرب موسيقاهم

جوليان جلال الدين.. فرنسي يرد للعرب موسيقاهم
16 سبتمبر 2009 23:04
من عرض الدراويّش للفرقة التركية في أبوظبي خلال زيارة له إلى مدينة حلب وأثناء مروره أمام أحد مساجدها توقف الفرنسي «جوليان» وهو أشهر عازف قيثارة في أوروبا، ليستمع إلى أصوات عذبة تتغنَى دون موسيقى، ووجد أن شيئا قويا يدفعه للدخول إلى المسجد، مستمعا إلى تلك الأنغام وذلك الإنشاد الرائع في مضمونه ودلالاته. من هنا نبدأ رحلتنا مع «جوليان» الذي أصبح اسمه فيما بعد «جوليان برنارد جلال الدين فايس» أو جوليان العربي بعد أن أشهر إسلامه في مدينة حلب السورية العام 1986، ليجري وراء حلمه العربي المشرقي وليستعد لبدء رحلته وعشقه للموسيقى الكلاسيكية العربية التي أتحف بها جمهور أبوظبي مؤخرا في حفلتين قدمهما على مسرح أبوظبي بكاسر الأمواج حيث امتزج سحر الآلات الشرقية العريقة بشجي الأغاني الروحانية والتقاليد الحلبية، وبخاصة ما أثارته آلة القانون من عذوبة لحنية وهي آلة تشتهر بسحر نغماتها وصعوبة أدائها. قد احتفت الفرقة بتقديم ثلاثة شعراء من القرن الحادي عشر هم: أسامة بن المنقذ وابن القيسراني وأبو المظفر الابيوردي من بغداد، إلى جانب تقديمها قصائد وتقاسيم من القرون 16 و 17 و 18 والقرن العشرين حيث قدم المصري عبده صالح تقاسيم سماعي هزام بمهارة عالية. فرنسي من الشام نتحدث عن «فرقة الكندي العالمية للإنشاد» التي أسسها «جوليان» الفرنسي السويسري الأصل العام 1983 في دمشق بالتعاون مع الراحل «حمزة شكَور» وهو من مدرسة الغناء التقليدي في دمشق ورئيس جماعة الدراويش الصوفية وأشهر المنشدين الصوفيين في الموسيقى العربية. وسميت الفرقة بهذا الاسم تخليدا لذكرى الفيلسوف والفلكي العراقي أبو يوسف الكندي الذي عاش في القرن التاسع الميلادي وهو من أعلام العرب في النظريات الموسيقية في العصور الوسطى، وهو واضع أول سلّم للموسيقى العربية والذي استعان بالرياضيات وبالسلم الموسيقي اليوناني الذي ابتدعه لهذا الغرض. وكان اهتمام الكندي كما نعلم ينصب بشكل رئيس على نقل الأفكار اليونانية من الفلسفة التقليدية الكلاسيكية إلى العالم العربي واهتم بنظرية الإعداد المتناسبة وصلتها بالعالم، وكان لها استخدامات كبيرة في الميتافيزيقا الأوروبية الخاصة بالموسيقى. وهكذا جمع الكندي في شخصه حقبة زمنية مليئة بالثقافات الناتجة عن التبادل بين العناصر الفارسية والهندية واليونانية، ولهذا نجد أجواء فرقة الكندي التي نحن بصددها مستوحاة من نفس الروح، وهي تبذل قصارى الجهد في بحث التأثيرات العربية الأندلسية والشرقية والتركية والإيرانية على الموسيقى وتقوم بتطبيقها بطريقة خلاَقة مبدعة في حفلاتها ومنها ما قدمته لأول مرة لجمهور أبوظبي مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان رمضان الرابع الذي اختتم أعماله في 13 سبتمبر الجاري. وقبل ذلك وعام 1976 حضر «جوليان» في باريس حفلة خاصة لعازف العود العراقي منير بشير، وكانت بمثابة نقطة تحول في حياته إذ أنه سمع وتذوَق لأول مرة طعم الموسيقى الكلاسيكية العربية، وأحسَ بشعور عميق نحوها، ولقد شعر فيما بعد، كما ذكر لنا في حوار خاص معه في أبوظبي: أن الموسيقى العربية ليست فنَا فلكلوريا فقط، وإنما هي فنَ متكامل ذو مستوى عال، ويدلَ على ذلك علم المقامات. وقد عمل جوليان على إنشاء تركيبة فنية مثالية بالنسبة إليه وهي (التخت الكلاسيكي) الذي كان قائما حتى القرن الثامن عشر، واستخدم إلى جانب العازفين الماهرين جملة من الآلات العربية الأصيلة وهي: الرباب والعود والناي والطنبور و»يايلي طنبور» والقدوم «الطبل» والرَق .إضافة إلى آلة القانون الرئيسية التي يعزف عليها جوليان بمهارة فائقة. أما أهمية الفرقة فتأتي من جوانب عديدة من بينها مشاركاتها في العديد من المهرجانات الدولية ومنها مهرجان الموسيقى العالمية العريقة أو الروحية بمدينة فاس العاصمة العلمية للمغرب. بالإضافة إلى تقديمها ألوان من المقامات المعبرة عن ثقافات موسيقية أصيلة في مهرجانات بعلبك وقرطاج. ومتابعة لحوارنا معه قال «جوليان» المولود في باريس العام 1953 من أب فرنسي وأم سويسرية والتحق بمعهد الموسيقى بباريس عام 1966 حول الهدف من تأسيس فرقته: «إن الموسيقى العربية الكلاسيكية متعددة الجوانب وشديدة الأهمية، فهي عالم رائع يستوجب البحث والدراسة، أنا لا أفضل هذا المزيج الحديث في الموسيقى المعاصرة، فقد أصبح من السهل جدا تأليف موسيقى عالمية، ولكنها ستكون غير جادة، لأنها لن تكون إلا خليطا من آلة العود وتوليفة آلية الكترونية وطبول، وفي النهاية لا يتعرف الجمهور على الموسيقى بشكل جاد وواضح. لقد تعلمت الموسيقى العربية الأصيلة، وأقوم حاليا بتأليفها دون استخدام «القيثارة» وبدون خلط مع موسيقى العصور الوسطى والفلامنكو، وأعمل بوجه خاص على المقام ونظرية الربع نغمة، وتستهويني النغمات ذات المسافات الدقيقة، لان الفروق بين النغمات هي العلامة الفارقة في الموسيقى وهي موجودة في الموسيقى السورية والعراقية بصفة خاصة وأقل في الموسيقى المصرية. إن رسالتي للناس هو أن يتذوقوا الموسيقى والأغنيات الدينية مثل أي فن دون تزمت». في هذا السياق تعتبر الانطلاقة الأولى والأهم لجوليان من مدينة حلب ومنها إلى اسطنبول حيث يعيش متنقلا بينهما، فقد أقام لسنوات في وسطها بالقرب من «باب قنسرين» بأحد قصور المماليك الذي يعود بنائه إلى القرن الرابع عشر. وكان اختياره لهذه المدينة تحديدا لكونها تتمتع بجو موسيقي من نوع خاص ولها تقاليد موسيقية ثرية، وهناك بدأ العمل المشترك مع العديد من مؤدي الموسيقى الكلاسيكية من العراق وسورية أمثال: أديب الدايخ وحمزة شكور والتونسي لطفي بوشناق ودوغان دغمان وهو مغن تركي من الاوركسترا الوطنية والراديو الوطني التركي في اسطنبول، كذلك تعاونه الوثيق مع السوري عمر سرميني الذي قدم في برنامج الحفل ذكرا مع موشح ديني وذكر أصول ظرافان وعددا من المواويل والموشحات.. وقد نجح جوليان من خلال فرقة الكندي في مدَ الجسور نحو الغرب، حيث تخصص في تقديم الموسيقى الشعبية من منطقة الأندلس العربية، ومن تراثها قدم لنا أغنيات تتناول موضوعات دينية ودنيوية على حدَ سواء، وقد زوَد فرقته بـ (تخت عربي) كامل يضم آلات إيقاعية مختلفة لإبراز الوحدة الموسيقية للاغاني الشعبية. ومن هنا أعلن جوليان هجره لآلة القيثارة الغربية لتحل مكانها آلة العود. وفي العام 1987 أسندت إليه إدارة مهرجان الموسيقى العالمية في مدينة بولونيا في ايطاليا احتفالا بذكرى تأسيس أول جامعة في أوروبا، كما تم تكريمه من قبل منظمات إنسانية وموسيقية وهيئات حكومية في دول عديدة من العالم، وما زال يعتز بتكريم وزارة الثقافة الفرنسية له، كذلك وسام ملك إسبانيا، وشهادات تقدير من ملكة بريطانيا بعد عروضه الساحرة في مركز الملكة إليزابيث في لندن ومركز كيندي للفنون في واشنطن. لكن التكريم المؤثر الذي حظي به كان في مدينة أبوظبي من خلال استقبال جماهيري حافل في أمسيتيه الناجحتين كما قال، مؤكدا أن الحفاوة التي استقبله به جمهور الإمارات ستظل الصدى لاستكمال مسيرته في تذوق الموسيقى العربية في أرقى درجاتها الدينية والدنيوية والروحانية الموسيقية لنشر التراث العربي المتمثل بالتراث الحلبي السوري والمقام العراقي والمالوف والمزموم لشمال أفريقيا والمقامات الأخرى. هذا إذا علمنا أن جوليان نجح في جعل قانونه يعمل بخمس عشرة مسافة دقيقة وهي مسافات غير معتادة. مزيج من الإيقاعات أهم ما في برنامج فرقة الكندي المكونة من 18 عضوا من فرنسا وتركيا وسورية ومصر بمن فيهم «الدراويش» الذين يؤدون «رقصة الدوران» ويتحقق فيها أعظم فضاءات الأداء والحركة والإيقاع والحالة الروحانية. كما نجح في دمج تنويعات من الأساليب المختلفة بما فيها الترانيم الصوفية والموسيقى العربية التي تمَ تأليفها خلال الحملات الصليبية، والموسيقى التي تعتمد على الشعر من القرن التاسع في بغداد فترة ازدهار الثقافة الإسلامية. وقدم من خلال ذلك الموشحات الدينية. وفي تقديري أن النجاح الباهر الذي يحققه «جوليان» في كل عرض يقدمه ناجم عن تلك (الخلطة الموسيقية الفريدة) التي يقدمها للجمهور وتمزج ما بين الإيقاعات السورية والعراقية والإيرانية والتركية والتونسية والأندلسية، لتقديم لوحات إنشادية مليئة بالحركة والإيقاع والحياة والجماليات التي تنتشي بها الأذن دون عوائق. وقال «جوليان في هذا السياق مستكملا حوارنا معه: «تكمن الأصالة في عملي في أنني قدمت ما هو ممنوع في الآلات الموسيقية، وقد أخذت الموسيقى المعروفة من الابتهالات الصوفية ومزجتها مع أصوات المزمار والعود والدَف والطبول الشرق أوسطية. لقد برهنت للغرب بأن الفن الأصيل والنظيف ترعرع في ظل الإسلام ومارس مهمته كمحفز على الخير والحب والسلام. للأسف في الغرب يجهلون كثيرا من الحقائق عن الإسلام، ولأسباب معروفة يعتقدون أن الإسلام لا علاقة له بالفن، وهو يحارب الفن ويحظر ممارسته، لهذا كان أحد أهدافي من خلال فرقة الكندي أن أشرح لهم أن العرب والمسلمين قدموا للعالم أفضل تراث لحني وموسيقي. إن على العالم أن يجدد استفادته من التراث الموسيقي العربي لان الموسيقى أساسية في الثقافة في كل أشكالها وبالتالي يجب أن نتحلى بشيء من التسامح»، ويضيف: «إن الموسيقى التي نقدمها تملك تأثيرا تحرريا على الطاقة الكامنة في الجسم، إنها بالفعل تحرر الجسم والعقل من التوتر النفسي الذي يصيبه طوال اليوم جرَاء ضغوط زمن العولمة». برنامج الفرقة جاء برنامج الفرقة في أربعة فصول وثلاث وثلاثين فقرة. واستهل الفصل الأول تحت عنوان «مقطوعات» بتلاوة قرآنية مجوَدة قدمها القارئ التركي «يونس بالسيوغلو»، وقد استخدمت هذه القراءات وبعض التقاسيم المنفردة على الآلات كنوع من الاستهلال التمهيدي لتقديم الفقرات الرئيسية وبخاصة الموشحات ومن أهمها: السلام الأول والشريف المولوي. وحمل الجزء الثاني من الحفل عنوان «فصل صاوي» وضم مجموعة من القصائد وذكر مع موشح ديني وسماعي راست لجورج ميشال . في حين خصص الجزء الثالث لوصلة بياتي ومجموعة من التقاسيم لزياد قاضي أمين ودوجان ديكمن وعادل شمس الدين وقدري دلال، في حين تصدرت الموشحات خارطة اهتمام الجمهور ومنها موشح على الأستار وأيا مرادي ومحبوبي قصد نكدي. واختتمت الفرقة البرنامج الذي امتد لساعتين بفصل الجلالة وتضمن سماعي هزام لعبده صالح وقصائد موزونة من القرن العشرين. وكان لافتا نجاح الدراويش برقصتهم الساحرة والصعبة في تشكيل اللوحات الإنشادية وتحقيق الحالة الروحانية من خلال الحركة والإيقاع والإشارة والإيماءة، ومن خلال تلك الأزياء الخاصة التي تساعدهم على خلق أجواء درامية رائعة. لا تناقض حينما تدغدغ أنامل جوليان أوتار قانونه فهو يأسر جمهوره بعزفه المتقن والتحامه مع آلته بصورة لافتة، وحين يسرج حصان الروح في مسالك وطرق الصوفيين ويرافق باللحن المنشدين ومجودي القرآن الكريم إنما يريد القول إنه لا تناقض بين الموسيقى والروحانيات إذا ما كانت هذه الموسيقى تساعدنا في التعرف أكثر على شفافية الدين وتقديم الروح على المادة، لقد اكتسب جوليان الذي يعيش في مدينة حلب منذ 17 عاما ذلك الإحساس وتلك الروح بالموسيقى النابعة من التراث العربي الإسلامي من خلال تطور لغته الموسيقية التي تداخلنا معها من خلال برنامجه الذي اعتمد على «مقام بغدادي» بأسلوب متفرد، على النحو الذي وجدناه عند الشيخ حبَوش وناصر غزلي في سورية، والمعلوف التونسي، وغيرهم كثيرون في العالم العربي. لقد أعادنا برنامج الكندي الاستثنائي إلى تلك الموسيقى القديمة والموسيقى الصوفية والروحية من خلال عزفه المثير على آلة القانون ومعه عثمان باي وعازي جبراي هن ومصطفى بوهوريزاده وغيرهم من المنشدين والعازفين المحترفين وبخاصة المصري عادل شمس الدين على الآلات الإيقاعية، وجميعهم قدموا لنا إيقاعاتهم الجميلة التقسيم الطويل، على نحو ما هو موجود في صالون الموسيقى الذي أسسه جوليان العام 1995 في حلب ليكون المكان المثالي للاستماع بصورة دينية وباحترام إلى الموسيقى الروحانية بمشاركة «الدراويش» المتنقلين بعد أن قدَم للجمهور الأوروبي مقاربة من دون اللجوء إلى الحجام والنهاوند، لأن هذه الأمور تذكَر بالدو المؤلفة من صوتين أو السلم الثانوي المقامات الغريبة بالنسبة للأوروبيين، فقدمها بتنويعات راقية وتقسيمات تقليدية تشهد له بالتفرد والعمق في البحث عن المخبوء في تراثنا الموسيقي. لقد كانت أمسية الكندي حقا أمسية نادرة من التراتيل والأناشيد الصوفية والموشحات بالإضافة إلى رقصة الدراويش الشهيرة وانخطافهم وحضورهم الرمزي المثير للانتباه، في ليلة من الوجد والحب الخالص حينما ارتفعت أصوات المنشدين المخملية بخشوع من التناغم الشفيف الذي وصل إلى الآذان في غاية الرقة والعذوبة والهارمونية، فهذا هو الشرق كله حاضر هنا في مسرح أبوظبي والسماع شعلة روحانية خالصة تتهادى مع أمواج الكاسر، أصوات قوية دافئة نقية، وأداء منضبط في المدَ والوقف ومخارج الحروف، أصوات بالغة الخصوبة محركة للوجدان والمشاعر، فيما يتصدر هذه الخارطة الموسيقية عازف القانون جوليان القادم إلينا من التراث الموسيقي الكلاسيكي الغربي، وقد بدا مستوعبا تماما لتراث هذه الآلة العريقة القديمة، فعزف لنا بسهولة مطلقة كما لو أنه كان يقرأ عن ظهر قلب قصيدة عربية أو معلقة من ديوان الشعر العربي في ارتجالية روحية قريبة من حرية الروح يوشيها تلك الملابس الجميلة التي تحمل في ثناياها وتصميمها روح الشرق. اختتم جوليان حديثه معنا حول إشكالية عزف فنان غربي على آلة عربية بقوله: «ليس من الضروري أن تكون زنجيا لعزف موسيقى «الجاز» ولا عربيا لعزف الموسيقى العربية، المهم أن يكون لك ذلك الإحساس الجميل الملهم وتلك الثقافة الموسيقية والمهارة والخيال حتى تستطيع دخول ثقافة جديدة باقتدار والمهم في النهاية إنني أقدم الموسيقى الصوفية في إطار معاصر يحرر الإنسان ويسمو به». وما زال جوليان يستمتع بعيشه في بيته القديم بحلب يستقبل ضيوفه ومحبيه من أرجاء العالم، سعيدا باستقبال جيرانه والمهتمين بالموسيقى العربية الكلاسيكية والتراثية والطرب الأصيل المستمد من الإيقاعات الصوفية، فقد اعتاد على إكرام ضيوفه، بتزويدهم بنسمات من فنون الموسيقى في أرقى درجاتها الدينية والدنيوية التي تزيده تواضعا رغم شهرته التي تسبقه في كل مكان. وان كانت من إشارة ختامية فيجب توجيهها إلى القائمين على المهرجان الرمضاني الرابع في نادي تراث الإمارات، وجهودهم في تقديم ألوان من الثقافة والموسيقى الجادة للجمهور لتعزيز فكرة الثقافة الجماهيرية من خلال استقدامهم لهذه الفرقة العريقة وغيرها من الفرق المحلية مثل فرقة السيد الهاشمي للمالد وفرقة الدار الإماراتية للإنشاد الديني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©