الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدوارد دجيرجيان يقرأ ملامح الخطر واندثار الفرصة في منطقة صعبة

إدوارد دجيرجيان يقرأ ملامح الخطر واندثار الفرصة في منطقة صعبة
16 سبتمبر 2009 23:05
عنوان هذا الكتاب «الخطر والفرصة: رحلة سفير أميركيّ في الشّرق الأوسط» شائق كمضمونه، لأنّه مزيج من مذكّرات وتصوّرات، لمؤلّفه السّفير الأميركيّ السّابق ادوارد ب. دجيرجيان، ترجمة الدّكتور السّيّد عليوة، عن دار الكتاب العربيّ - بيروت - 2009. يتناول المؤلّف حقبة امتدّت نحو أربعين عاما أمضاها في وزارة الخارجيّة الأميركيّة والسّلك الدّبلوماسيّ، كان له فيها مساهمة فعّالة في رسم سياسة بلاده، وهو يعطي رؤية نقديّة للاستراتيجيّات الأميركيّة الجديدة لمواجهة التّحدّيات في العالمين العربيّ والإسلاميّ، وللدّبلوماسيّة الأميركيّة في منطقة الشّرق الأوسط، منطلقا من خبرته التي اكتسبها عاملا مع ثمانية رؤساء أميركيّين ديمقراطيّين وجمهوريّين بدءا من جون ف. كينيدي، وانتهاء بويليام كلينتون. وقد أراد أن يوفّر لجمهور القرّاء فرصة مشاركته في التّجارب التي مرّ بها، أثناء خدمته في الشّرق الأوسط، بكلّ تفاصيلها الدّقيقة، وأحداثها العاصفة، ونوادرها المسلّية، ومن خلال منصبه الرّفيع طوّر علاقات مهنيّة وثيقة مع كثير من قادة المنطقة، وكان ناصحا رئيسيّا لقادة سياسيّين ورسميّين شغلوا أعلى المناصب، وساهم في رسم سياسة الولايات المتّحدة في المشرق. رؤيته وحضوره المعروف عن هذا السّفير أنّه يواصل حضوره الدّبلوماسيّ والفكريّ بغضّ النّظر عن انتهاء خدمته الرّسميّة سنة 1994، كونه يملك رؤية نقديّة استراتيجيّة للسّياسة الأميركيّة في المنطقة العربيّة وقارّة آسيا وبخاصّة في أفغانستان وباكستان وكشمير. لذا لم يغب عن ساحة الدّبلوماسيّة الأميركيّة، ففي عام 2003 ترأّس مجموعة استشاريّة مشتركة بين الحزبين الجمهوريّ والدّيمقراطيّ للدّبلوماسيّة العامّة. وفي عام 2006 احتلّ منصب مستشار أوّل لمجموعة بيكر - هاملتون لدراسة أوضاع العراق، وهو الى اليوم المدير المؤسّس لمعهد جيمس بيكر الثّالث للسّياسة العامة في جامعة رايس، حيث يتابع عمله في دراسة السّياستين الدّاخليّة والخارجيّة على السّواء. رأي المؤلف وفي رأي المؤلف أنّ راسمي السّياسة الأميركيّة وضعوا افتراضا مغلوطا بعد انهيار الاتّحاد السوفييتيّ يقوم على القول: انّ عصر الايديولوجيّات الرّاديكاليّة سقط نهائيّا، فأسّسوا استراتيجيّات قاصرة لتعزيز مصالح أميركا في النطقة العربيّة والعالم. ومن هنا يشخّص الأخطاء التي وقعت فيها السياسة الأميركيّة، ويقترح على الادارات المقبلة: ـ أن تتعلّم الولايات المتّحدة الأميركيّة كيفيّة التّعامل مع الأمور الدّينيّة والاثنيّة والثّقافيّة المعقّدة في الشّرق الأوسط. ـ ألا تفرض نظامها السّياسيّ على العلمين العربيّ والاسلاميّ. ـ المساعدة في تهميش الرّاديكاليّين، وتخفيف تأثيرهم بدعم التّجربة الدّيمقراطيّة في الحياة، بشكل يتناغم مع الإطار الثّقافيّ لمجموعة القيم والمثل السّائدة في المنطقة. ـ وضع استراتيجيّات متجانسة وضروريّة تعرف كيف تتعامل بشكل فعّال مع خطر وشيك، وفرصة ديناميّة يفرضها الصّراع في العالم الإسلاميّ. تقسيم الكتاب يتضمّن الكتاب أحد عشر فصلا في ثلاث مئة وتسع صفحات مليئة بالنّظريّات والنّوادر والوقائع المسلّية، مكتوبة بمزيج من الدّبلوماسيّة والأدب: الفصل الأوّل ـ خطاب في الميريديان، والثّاني ـ الاسلام والدّيمقراطيّة، والثّالث ـ بيروت، والرّابع ـ دمشق، والخامس ـ القدس، والسّادس ـ العودة الى طريق دمشق، والسّابع ـ حلّ النّزاع العربيّ الاسرائيليّ، والثّامن ـ بغداد، والتّاسع ـ علوم السّياسة الطّبيعيّة للطّاقة، والعاشر ـ الدبلوماسيّة العامّة وصوت أميركا، والحادي عشر ـ التّحدّي الاستراتيجيّ في قوس الأزمات. وبين المحطّات المهمّة في الكتاب يشير التّمهيد الى النّقاش الذي دار في أروقة الكونغرس الأميركيّ للاجابة عن سؤال: لماذا يكرهنا العرب والمسلمون؟ وقد ترأس المؤلّف مجموعة استشاريّة لدراسة الموضوع، وقدّم رؤية استراتيجيّة للدّبلوماسيّة الأميركيّة في تشرين الأوّل 2003 بعنوان: تغيير العقول ـ كسب السّلام. فلاحظ أنّ الدّبلوماسيّة الأميركيّة يجب أن تبنى على «حقيقة أنّ الشّرق الأوسط وجنوب آسيا من أكبر مناطق انتاج النّفط والغاز» في العالم. وقبل الفصل الأوّل وضع رسالة الى الرّئيس القادم، يبدو أنّ الادارة الأميركيّة تتبنّاها في عهد أوباما. يقول المؤلّف في الرّسالة: انّ العدوّ الذي سيواجه الولايات المتّحدة والمجتمع الدّوليّ لن يكون غير التّطرّف والارهاب، وتصارع الأفكار بين قوى التّطرّف والاعتدال في العالم الاسلاميّ هو تحدّي الأجيال القادمة...». ثمّ ينصح السّلطات أن تتجنّب الشّعارات السّياسيّة المنمّقة التي لا تؤدّي الى نتائج... ويقول: انّ سياسة الولايات المتّحدة لا بدّ وأن تعمل على دعم قوى الاعتدال وتهميش المتطرّفين والرّاديكاليّين سواء كانوا علمانيّين أم متديّنين. وفي الرّسالة يطالب المؤلّف بأن تكون أعلى سلّم الأولويّات امدادات النّفط والغاز من الشّرق الأوسط فيؤكّد «أنّ العمل على وضع سياسة أميركيّة للطّاقة تستجيب للظّروف الطّارئة في الحفاظ على الطّاقة وايجاد مصادر بديلة لها، يشكّل تحدّيا للسّياسة العامّة، ولا بدّ وأن تتصدّى له وتضعه في سلّم أولويّاتك». ? الكتاب: الخطر والفرصة ? المؤلف: ادوارد. ب. دجيرجيان ? المترجم: الدكتور السيد عليوه ? الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©