الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعد فرعاً مهماً من فروع ثقافة الأدوات الصينية

تعد فرعاً مهماً من فروع ثقافة الأدوات الصينية
16 سبتمبر 2009 23:06
صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون للمؤلف زوو يوكي كتاب جديد بعنوان «المروحة» يعرض فيه ثقافة المروحة التي تعد فرعاً مهماً من فروع ثقافة الأدوات الصينية، فتعود اصولها الى الحياة اليومية بل وتتعداها، وحيث كان اختراعها وتطورها استجابة لمتطلبات الحياة الصينية. فكانت بدايات استخداماتها في الوقاية من اشعة الشمس، التهوية، استخدامها كمنشفة، واستخدامها كأداة للتظليل واخيراً كانت تستخدم لتزكية النار. وبسبب خدمتها لمختلف اوجه الحياة اليومية وخاصةً ظهورها في حياة المثقفين، فقد توغلت المروحة الى مختلف انشطة الحياة الاجتماعية حتى اصبحت تجمع بين الثقافتين المادية والمعنوية. وبسبب تقدم العصر وتطور الاقتصاد، اصبح لهذه المروحة الصغيرة الحجم خصائص فنية وادبية، فقد امتزجت بفنون المسرح، العروض الشعبية، المجال العسكري، رياضة الووشو، التلفزيون، الطب الرقص، المراسم والشعر والغناء الخ... حتى اضحت تشكل لغة ثقافية ذات مغزى عميق. تاريخ واستخدامات المروحة يعود تاريخ المروحة الصينية في تطورها إلى هذا الشكل الجميل الجذاب إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. فقد ظهرت المروحة منذ ازمان بعيدة عند الإغريق والرومان والمصريين القدماء. ويعود تاريخ المروحة الطواية الشائعة الاستخدام في الحياة المعاصرة الى عصر اسرة سونغ الصينية، وكانت حينذاك منتج مستورد من الخارج. ثم تحولت بعد ذلك الى منتج صيني ومرت بمراحل تقليد صينية حتى ظهرت المروحة الطواية الحالية. واذا تقصينا اصل المروحة فإننا نكتشف اختلاف الآراء بسبب قدم عهدها وكثرة الاقوال والشائعات حول الاشياء القديمة. ومن وجهة نظر علم اللغة فإن المروحة تشير الى الباب المنسوج من القصب. وفي مؤلف آريا تصنع المراوح من الاخشاب والقصب ولازال في اللهجات الصينية حتى اليوم من يسميها «مروحة الباب». ومن الممكن ان نخمن بأن المروحة في شكلها الاول كانت مستطيلة الشكل. وكانت لها يد طويلة ترتكز الى الارض يكلف احد الاشخاص بحملها، وتشبه في شكلها السارية في الوقت الحاضر. ويعد مؤلف «شرح القديم والحديث» من عصر شي جين اقدم المؤلفات التي تعرضت لأصل المروحة في تاريخ السجلات الصينية. ولكنها لم تكن هي تلك المروحة التي تستخدم الآن في التهوية. كما يمكن ان يعرف من السجلات والوثائق ان صناعة مروحة «وومينغ» قد بدأت بعد ان سلم شون السلطة الى ياو. فمنذ بداية صناعة مروحة «وو مينغ» بدأ استخدام المروحة السارية لتحمل مغزى سياسيا في التعبير عن هوية ومكانة الحاكم. حيث كانت المروحة تقف على عمود يقبض عليه احد الخدم، كما كان يطلق عليها ايضاً اسم «جان شان». وفي عصر شيا وو كان قد تم حظر استخدام المروحة السارية حتى اعيد استخدامها في عصر اسرة يين، حيث سجل تسوي باو بوضوح في مؤلفه «شرح القديم والحديث» انه في عصر اسرة يين استخدم ريش الطيور في صناعة المروحة السارية. وفي عصر الملك جوو وو تم استخدام ريش الديك الجبلي في صناعة المروحة السارية التي تستخدم في مراسم الاستقبال الرسمية. وللتعبير عن المكانة والرفعة تم تحديد المروحة الثمانية الشكل لتكون خاصة بالملوك، والسداسية للوزراء، والرباعية لكبار موظفي الدولة، والثنائية للمثقفين. ومنذ اسرة خان وتانغ وحتى عصر اسرة مينغ وتشينغ الملكيتين، فقد بدأ تثبيت زوج من المراوح التي على شكل ساريات في منازل الملوك والاميرات وكبار رجال الدولة للتعبير عن المكانة الاجتماعية لصاحب المنزل. وفي عصر اسرة تشينغ وعصر جمهورية الصين ظهرت عادة استخدام المراوح كساريات في احتفالات الزواج. وهكذا فقد ظهرت المروحة السارية مع ظهور طبقة الحكام الاقطاعيين واختفت بزوال تلك الطبقة. المروحة الهواية كان لظهور المروحة الهواية اختلاف كبير عن المروحة السارية في الشكل والاستخدام، حيث كانت المروحة الهواية ذات مقبض قصير وتصنع من الريش او البامبو. وكانت المروحة القديمة تصنع فقط من الريش او البامبو. وبدأت تصنع من الاثنين بعد عصر اسرة خان الغربية. وظهر في عصر اسرة جين «قصيدة مروحة الريش» وفي عصر أسرة خان الشرقية ظهرت قصيدة «مروحة البامبو» وكانت جميعها للتغني بالمروحة. وذكر مؤلف «عصر الملوك» ان الملك جو وو كان يستخدم المروحة بيده اليمنى لانقاذ المصاب «بضربة شمس». وفي قصيدة المروحة لصاحبها لوجي يذكر ان الملك وو كان قد امر بصناعة المروحة منذ وقت بعيد ومن ثم بأن المروحة الهواية ظهرت منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد. ووفقاً لمؤلف «السجلات» من عصر أسرة جين فإنه في عصر جوو جاو (الذي حكم ما بين عام 966 قبل الميلاد حتى 948 قبل الميلاد) أهدت له دولة تو بعض طيور العقعق، وعندما بدأ العقعق في تغيير ريش جلده في أواسط الصيف الموافق للشهر الرابع من التقويم القمري، تم استخدام ريش العقعق كمقابض للمروحة وسميت بالمروحة الهزازة وحاجبة الشمس وذات الظل، حتى اعجبت بها ابنتا دونغ اوو يان جيوان ويان وو وبدأتا هز تلك المروحة لخدمة الملك والتهوية على مجلسه. وهكذا اشتهر استخدام المروحة المصنوعة من الريش في التهوية منذ ثلاثة آلاف عام. وقد ذكر الملك جيانغ في مؤلف «ليو تاو»: «لا غنى عن المروحة في الصيف ولا عن الملبس في الشتاء ولا عن الشمسية عند المطر». وذكر في مؤلف «المثقفين»: «لا غنى عن ادارة شؤون البلاد في الصيف». وتكلم في مؤلف «ربيع وخريف لوشي» عن دور المروحة في جذب البرودة وتجنب الحرارة. وتقصد هذه المؤلفات جميعها تلك المروحة التي تستخدم في الصيف لأجل التهوية والتخفيف من حدة أشعة الشمس. وقد تطورت صناعة واستخدامات المروحة تطوراً ملحوظاً في عصري تشين وخان، حيث ظهرت في ذلك الوقت المروحة المصنوعة من الحرير الى جانب المروحة اليدوية المصنوعة من الريش والبامبو. وكانت المروحة المصنوعة من الحرير نتاجاً لتطور المنتجات الحريرية اليدوية في عصر اسرة خان الملكية. وقد تعددت المواد الخام المستخدمة في صناعة المروحة في عصر اسرة خان حيث شملت الحرير الرقيق، الحرير الشفاف، الشاش، الحرير العادي، الحرير الشامي وانواع اخرى من الحرير القديم وكان معظمها ابيض اللون مستدير الشكل، وكانت المراوح تعتمد على مقبضين لتساعدها على الحركة بشكل جيد ولم تكن كالمراوح المصنوعة من الريش التي كانت تعتمد على مقبض واحد كما انها لم تكن سهلة الاستخدام. المروحة الطواية وكما ذكر المؤلف كيف أن المروحة لم تكن اختراعاً صينياً فقط، وخصوصاً المروحة الطواية التي كانت منتجاً مستورداً من خارج الصين، حيث يعتقد ان المروحة الطواية دخلت الصين من اليابان عبر كوريا في القرن التاسع الميلادي في بداية عصر اسرة سونغ الشمالية. حتى ان المروحة التي على شكل خفاش سميت بالمروحة الخفاشية. ثم سميت بعد ذلك باسم ساشان وجيو تو شان والمروحة الطواية ثم اطلق عليها اسم «مروحة وو». وفي عصر الملك تاي من اسرة سونغ دخل الصين مراوح من اليابان ولكن لم تكن بكميات كبيرة. ثم دخلت كميات كبيرة من المراوح الطواية قادمة من كوريا ولكنها لم تكن بجودة المروحة اليابانية. وذكر شانغ شه نان في كتابه «اخبار رحلة الوزراء»: «انه في الشهر التاسع من العام السادس لدولة قاولي، تم ارسال الوزراء لي تسه وجين فوتشي الى البلاط الملكي لتقديم آيات الشكر حاملين معهم ثلاث علب من المراوح المصنوعة من خشب الصنوبر واثنين من المراوح الطواية. وذكر مؤلف «خواطر ربيعية» للوشين من اسرة مينغ: «اما بالنسبة الى المروحة الطواية او جيوتو شان المستخدمة حالياً، والتي يعتقد جانغ دونغ خاي ان بداياتها كانت في عهدالملك يونغ له، فقد ظهرت اشعار تتغنى بها في عصر اسرة يونغ الجنوبية. وكانت المراوح الطواية نادرة في عصر اسرة سونغ الشمالية حيث كانت المروحة المصنوعة من الحرير لاتزال منتشرة، بالضبط مثل بداية ظهور الهاتف الجوال في العصر الحاضر، حيث كان الهاتف المنزلي لا يزال هو الاوسع انتشاراً وحيث كانت المروحة المستديرة هي الأكثر انتشاراً في عصر اسرة سونغ الشمالية وكانت المروحة الطواية لاتزال نادرة في ذلك الحين». ففي العصر الحاضر يرى المؤلف كيف ان المروحة، بدأت تتراجع عن ريادتها تدريجياً وتفقد دورها واصبحت على هامش الحياة اليومية للانسان المعاصر. ولكن على الرغم من تراجعها وانحسار دورها فانه في الوقت نفسه ترتفع قيمتها الفنية والثقافية. وهكذا حظيت المروحة الصينية بإعجاب الصينيين والاجانب لكونها جمعت بين فنون الخط والرسم والفن اليدوي التقليدي، وبكونها تحوي روح الثقافة الشرقية العريقة. ومنذ القدم وحتى الآن، وجدت المراوح الشهيرة لها مكاناً وسط المتاحف العالمية الكبرى واصبحت فيها كالطفل المدلل واضحت عروس الكثير من المزادات العالمية الكبرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©