الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رواية باراك أوباما

رواية باراك أوباما
16 سبتمبر 2009 23:15
قبيل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة توجهت «البي بي سي» بسؤال إلى باراك أوباما حول نوعية قراءاته في عز حملته الانتخابية فأجاب: «إنني أطالع رواية «نثرلاند» لجوزيف أونايل. وهي رواية ممتازة جداً». لم تكن الرواية في حاجة إلى الدعاية والإشهار لا سيما بعد أن منح مؤلفها جائزة فولكنر. وبعد أن اعتبرتها الصحافة الأدبية في أميركا أهم رواية على الإطلاق تنفذ إلى خبايا الحياة في لندن ونيويورك بعد تفجيرات 11 سبتمبر. الثابت أن العديد من الروائيين الأميركيين انشغلوا بتلك الأحداث الجسام. فصارت الكتابة حول ما جرى في ذلك اليوم هاجساً استبد بأكثر من روائي، بل إن الكتابة في الموضوع كادت تصبح في حد ذاتها، جنساً أدبياً يؤرّخ للأفول الكوني ويرصد دمار الإنسان واندحار القيم. من أهم هذه الروايات «الإرهابي» لجون أبديك و»الأخ الثالث» لنيك ماكدونال. عديدة هي الروايات الأخرى التي حاول أصحابها أن يصوروا الرعب الذي استبد بالوعي الأميركي وتحول في لا وعي الأميركيين إلى نوع من الشيزوفرينيا المدوّخة. ومن هذه الروايات «اليوم الأخير في حياة محمد عطا» لمارتن آميس، و»عنيف جداً وقريب بشكل لا يصدق» لجوناتان سافران فوير. والراجح أن ما ميّز رواية جوزيف أونايل «نثرلاند» هو حرص مؤلفها على رصد الدمار الذي أحدثته التفجيرات في حياة الناس البسطاء العاديين. لذلك لا تتناول الرواية أحداث 11 سبتمبر بل ترصد التحول الذي طرأ على حياة الناس بعد ذلك التاريخ. هذا ما يجسده سلوك الراوي هانس وتترجمه أقواله وأفعاله. وصل هانس إلى مانهاتن سنة 1999 صحبة زوجته الانجليزية راحيل. كانت حياتهما ملأى بالغبطة لكنها شهدت تحولاً مروعاً بعد 11 سبتمبر فغادرا منزلهما واستقرا مع ابنهما جاك في فندق. غير أن راحيل سرعان ما تعود إلى لندن هي وصغيرها جاك مخلفة وراءها زوجها هانس فريسة للضجر والضياع. يقول هانس محدّثاً عن حاله: «إنني أحس بالإعياء والتعب ينقضان عليّ، التعب والإعياء: إذا كان ثمة مؤشر دائم على العلة التي أصابت حياتنا في الصميم فهي الضجر، الضجر من كل شيء». ويضيف في موضع آخر من الرواية: «الحياة نفسها قد تفسّخت وانحلّت. عائلتي التي كانت تمثّل العمود الفقري الذي يقي حياتي من الانهيار تفسّخت وتلاشت هي الأخرى. تلقّفني الضياع الأبدي». هذا الإحساس الفاجع بالضياع هو الذي سيجعل هانس يختار العزلة أنيساً ويكتفي بمراقبة العالم على شاشة الكومبيوتر إذ يفتح كل ليلة جهاز الكومبيوتر ويستخدم محرك البحث غوغول إيرث ويشرع في التفرج على العالم منتقلاً من أميركا إلى أوروبا ثم يولي وجهه شطر إنجلترا ثم لندن ثم شارع لاندفورد بلندن ليحط بصره في النهاية على نافذة مغلقة لا يتمكن من رؤية ما يجري وراءها. كل ليلة يرتد بصر هانس كسيراً ويتسلل اليأس إلى قاع روحه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©